جمعية البر والخدمات الاجتماعية

[اسمي]عبد القادر محمد لهيب من معرة النعمان، وأقيم حاليًا في إسطنبول، وأعمل كمذيع ومحرر أخبار في راديو وطن "إف إم"، وأنا من مواليد 1993.

تعدّ معرة النعمان أكبر المدن في محافظة إدلب، وحتى أنها كانت أكبر

من مركز المحافظة، ولكن لأسباب أصبحت إدلب هي مركز المحافظة والمباني الإدارية

موجودة فيها، فجُعلت إدلب هي مركز المحافظة، ومدينة معرة النعمان على الطريق

الدولي (حلب دمشق)، وكانت تعتبر هي أم البساتين ومقصدًا لجميع أهالي قرى ريف إدلب

الجنوبي ومقصدًا حتى للزائرين من باقي المحافظات بسبب موقعها على الطريق الدولي.

معرة النعمان كانت سابقًا -كما ذكرت- تسمى: أم البساتين، وهذا

الاسم بسبب وجود البساتين الكبيرة فيها، وتحولت هذه البساتين لاحقًا إلى مبان.

يوجد في معرة النعمان المركز الثقافي الكبير ومرقد أبي العلاء

المعري، وهو أحد شعراء سورية المعروفين، وفيها متحف معرة النعمان، وفيها خان مراد

باشا، وبعض المراكز الثقافية المشهورة في معرة النعمان، وفيها الجامع الأموي

الكبير، وهو نسخة عن جامع حلب الأموي. وبشكل عام هذه هي المراكز الموجودة في معرة

النعمان، وتوجد فيها قلعة النعمان، وهذه القلعة موجودة في الحي الشمالي وحتى الآن

قائمة والخندق المحيط فيها أيضًا لا يزال موجودًا، وهذه المناطق كانت جميعها

موجودة داخل المعرة النعمان حتى الآن.

توجد في معرة النعمان بعض المواقف التي لا ينساها أهلها، مثلًا: في

28 شباط/ فراير 1959، زار جمال عبد الناصر معرة النعمان برفقة الزعيم السوري أكرم

الحوراني، وكان معهم زعيم يوغسلافيا تيتو (جوزيف بروز تيتو)، وهذه كانت إحدى زيارات

جمال عبد الناصر إلى سورية، وتم زيارة معرة النعمان من خلالها، والموقف الذي يذكره

أهالي معرة النعمان جيدًا هو وصول جمال عبد الناصر إلى ساحة المتحف أو المعروفة

بساحة السرايا، وكان هناك جمع غفير من أهالي معرة النعمان والقرى المحيطة بها في

هذه الساحة، وعندما وصل إلى وسط الساحة تم رفع جمال عبد الناصر هو وسيارته عندما

كان فيها (في وسط الساحة)، وسار فيها أهالي معرة النعمان، وجمال عبد الناصر يسأل

أكرم الحوراني في وقتها: يا أكرم، ما هذا؟ فقال له: هذا هو شعبي يا سيادة الرئيس.

فكان موقفًا يعد جيدًا من قبل أهالي معرة النعمان الذين حتى الآن يفضلون جمال عبد

الناصر باعتبار أنه زعيم عربي، رغم المشاكل التي حصلت لاحقًا من انفصال الوحدة

وغيرها.

انتشر في معرة النعمان الأدباء والشعراء الذين كانوا متأثرين

بالشاعر أبي العلاء المعري ومنهم: محمد جميل جعفر، وكان محمد جميل جعفر قد شهد له

مؤسس مجلة الضاد في حلب عبد الله حلاق، ولقبه بأبي العلاء الصغير؛ لأن شعره كان

قريباً جداً من شعر أبي العلاء المعري، وكان الشعر في تلك الفترة مقتصراً دائماً

على التعريف بمعرة النعمان وذكر الأديان الأخرى والتقارب الذي كان موجوداً بين

السوريين بشكل عام وبين باقي الأديان. وكان محمد جميل جعفر هو الشخص الوحيد الذي

تم إعطاؤه هذا اللقب (أبو العلاء المعري الصغير). ومن الشعراء الموجودين في معرة

النعمان: أحمد نصر الدين، ومؤخراً خلال الثورة كان هناك إبراهيم جعفر، وعبد العزيز

الصوراني. وهؤلاء الأشخاص انتشروا بشكل كبير داخل معرة النعمان وخارج المعرة،

وخاصة بسبب وجود التواصل الاجتماعي، ومواقع الإنترنت. [بالنسبة] للفن، كان هناك

علاقة جيدة بين معرة النعمان والفن، مثلاً: محمد أكرم الجندي الذي ترشح لعضوية

مجلس الشعب أسس شركة إنتاج سماها: شركة إنتاج عرب للإنتاج التلفزيوني، ثم أنشأ

قناة شام، وهذه القناة بقيت تقريباً عدة سنوات، ثم تم إغلاقها قبل الثورة بسنتين

بسبب مشاكل قيل: إنها سياسية بين النظام ومحمد أكرم الجندي. وكان لدينا الفنانة

نادية منفوخ التي اشتهرت في مدينة حلب، وقيل: إنها من حلب بسبب كثرة غنائها

للموشحات الحلبية والأغاني الحلبية، ولكن أصلها من معرة النعمان، وذكرت نادية

بأكثر من موقف أنها من معرة النعمان.

معرة النعمان هي مدينة تجارية زراعية، كان أهالي القرى الموجودون

حول معرة النعمان يأتون إلى المعرة دائماً، ويتسوقون منها، وكان كل شيء موجوداً

داخل المعرة، وحتى أهالي القرى كانوا يحضرون بضائعهم من الألبان والأجبان،

ويبيعونها داخل المعرة؛ لأنها كانت مقصداً لجميع الموجودين في ريف إدلب الجنوبي،

وكانت موجودة على الطريق الدولي؛ فكانت المعرة نقطة استراتيجية هامة.

[نسبة] التعليم في معرة النعمان، بشكل عام،

كانت متوسطة، والتعليم منقسم بين الذكور والإناث، وكان أغلب الذكور يأخذون الشهادة

الإعدادية ثم الثانوية ثم يتركون [التعليم]، والقليل منهم من يكمل الدراسة، ويأخذ

الشهادات، والسبب الأول الذي يمنع الناس من إكمال الدراسة هو: ضعف الإمكانيات

المادية. والمعرة مدينة متوسطة من ناحية الحالة المادية. وبالنسبة للإناث في معرة

النعمان كانت العادات طاغية بشكل كبير، مثلاً: البنت في الصف التاسع تأخذ الشهادة

الإعدادية، وتحاول الحصول على شهادة البكالوريا (الشهادة الثانوية) ثم تتوقف [عن متابعة

الدراسة]؛ لأنهم كانوا يقولون: إن البنت ستذهب إلى منزل زوجها في النهاية، ولا

داعي لإكمال دراستها. وطبعاً، كانت هناك حالات تكمل البنات فيها الدراسة ويحصلن

على شهادات في الطب، أو الهندسة، أو غيرها من الشهادات العليا في سورية. أنا بشكل

شخصي حصلت على الشهادة الإعدادية في عام 2008، وبعدها توقفت عن الدراسة بسبب

الحالة المادية، وبدأت أعمل مع والدي حتى عام 2009 في الدهان (طلاء المنازل

والأبواب) وبقيت لمدة سنة ونصف أعمل مع والدي، وبهذه الفترة انتقلت إلى العمل في

تصنيع" الجبصين والجبسون بورد" وتركيبهما، وبقيت لمدة سنة تقريباً في

هذه المصلحة، ثم انتقلت إلى لبنان، وكان خالي موجوداً في لبنان، وفي عام 2010،

اتصل بنا، وقال: إنه يحتاج إلى عمال للعمل في أفران أبو عرب للكعك العصروني.

وطبعاً، هذه الأفران منتشرة في لبنان بشكل كبير، ويعرفها الشعب اللبناني كثيراً. وبدأت بالتفكير: هل أذهب إلى لبنان أم لا؟

وقررت الذهاب والعمل، فأجمع المال، وبعدها أعود، وأكمل دراستي، وكان هذا حلم

الكثير من الشباب الذين سافروا إلى خارج سورية من أجل لعمل، وأنا خرجت بالفعل في

عام 2010، إلى لبنان، وأصبحت أعمل في لبنان، وواجهت في عملي هناك الكثير من

المصاعب، وكانت هذه أول غربة لي، وكان عمري 17 أو 18 سنة، وكانت الصعوبة الأولى

أنني للمرة الأولى أسافر إلى خارج سورية، وحتى خارج معرة النعمان؛ لأننا لم نكن

نخرج من معرة النعمان كثيراً. وبقيت لمدة سنة في لبنان، وخلال

هذه السنة تعلمت الكثير من الأشياء وهي: معاشرة الناس، والملاسنة (الأحاديث

الجانبية مع العموم)، ومعرفة الشخصيات الموجودة. وكان يأتي إلينا شخص من

قوات" اليونيفيل" دائماً، وهو من الجنسية المصرية، وحصلت لي قصة مع هذا

المصري. عندما انطلقت الثورة المصرية جاء إلينا، وقلت له: مبارك يا أبا آدم ما حصل

عندكم في مصر. فانزعج، وقال لي: ما هو

الشيء الذي حصل؟ وقلت له: الثورة المصرية التي حصلت، وقيام الناس على حكم مبارك.

وقال: هذا الشيء سيّئ. وأنا من وقتها لم أعد أتحدت في السياسة مع أحد، وهذه إحدى

القواعد التي كان يتم فرضها علينا في العمل، وهي أنه: يجب عليك ألا تتحدث مع أحد

في السياسة أو في الدين، والابتعاد عن هذه المواضيع، ويجب أن تكون بشكل عام

حيادياً؛ لأنهم كانوا يقولون لنا دائماً: إن الحق مع الزبون.

يوجد موقف آخر بعد أن حصلت الثورات (الثورة التونسية والثورة

المصرية)، حيث كانت المخابرات السورية تأتي إلينا بسبب وقوع مركز الفرن على طريق

دمشق- بيروت في جبال علّي بالقرب من بحمدون، وكان رجال (أزلام) المخابرات السورية

دائمًا يترددون علينا وباقي الرجال، وحتى ممثلون سوريون كانوا يأتون إلينا، مثل:

حسام تحسين بيك وغيره. وفي إحدى المرات وبعد انطلاق الثورات، جاء إلينا شخصان من

المخابرات في الساعة 2:00 ليلاً، وطبعاً كانا مخموران بشكل كبير، وسألاني: ما رأيك

بالذي يحصل؟ وقلت لهم: نحن ليس لنا علاقة، والأمر بعيد عنا (عن سورية). وقالوا:

غداً عندما تقوم الثورة عندكم في سورية سوف نرى كيف سوف تخرجون جميعاً، وهم كانوا

يعرفون حالة الضغط الموجودة عند الشعب السوري، وأنا كنت في هذه الأثناء قد قرأت

شيئًا على التلفزيون على قناة مرح السورية [يقول]: إن الشعوب تحرق نفسها حتى تغير

رئيسها، ونحن نحرق أنفسنا حتى يبقى بشار الأسد رئيسنا. وأنا أخذت هذه الجملة

مباشرة، وقلتها لهم، وهم أصبحوا يضحكون كثيرًا، وقالوا: غداً عندما تقوم الثورة

سوف نرى. وهم كانوا يعرفون أنه سوف يحصل شيء، ولكن لا أحد يتوقعه؛ لأنه بصراحة كانت

الثورة السورية خارج نطاق العقل، ولا أحد كان يتوقعها أبداً.

التعريف بمدينة معرة النعمان جغرافيًا وثقافيًا واجتماعيًا

اسمي أمين الحويش: من مدينة العشارة في محافظة دير الزور، أحمل إجازةً في الحقوق من جامعة دمشق، وطبعًا عملي قبل الثورة كنت طالبًا جامعيًّا، وأمارس عدة هويات أبرزها كرة القدم، وأنا خطاط أجيد الخط العربي بأنواع الخطوط السبعة، وأنا كأي إنسان عادي قبل الثورة، ولكن صراحةً كنت شابًّا مميًّزا؛ علاقاتي الاجتماعية كبيرة جدًّا، ومع بداية الثورة 2011 كان لدي عدة نشاطات، عملت بداية الثورة في العمل الإغاثي، ثم انتقلت إلى أمين سر في المجلس المحلي، وكنت رئيس تجمع شباب التغيير، وهو عبارة عن مجموعة من الشباب الجامعيين من أطباء وصيادلة ومهندسين، وبعدها عملت إعلاميًّا في جبهة الأصالة والتنمية، وفي عام 2017 عملت في المجال القانوني كمستشار قانوني. 



درست الابتدائية في المدرسة المحدثة في مدينة العشارة، وودرست المرحلة الإعدادية والثانوية درستهما في مدرسة العشارة للبنين، ومن المعروف في أيام الابتدائي أن الإنسان ينضم لشبيبة الثورة ((تصحيح هنا لطلائع البعث وليس للشبيبة))، وفي الصف العاشر ينضم لحزب البعث، وطبعًا أنا كنت رافضًا الانضمام لحزب البعث، ولم يكن دافعًا سياسيًّا أو معارِضًا أو أن أحد الأشخاص أوصاني ألا تنضم، حتى تلك اللحظة لماذا كنت رافضًا؟ لا أذكر، ولكن كنت رافضًا رفضًا قطعيًّا، ولكن كان يوجد موجّه أو أستاذ العسكرية -لا أذكر بالضبط- بالحيلة (احتال علي) أخذ مني صورةً عن دفتر العائلة، وهي بمثابة الهوية، وضمّني لحزب البعث، وطبعًا لم يكن لدي أي نشاط أو اجتماعات نهائيًا، وكان يوجد اجتماعات دورية كل يوم خميس للأعضاء المنضمين للحزب، أنا لم أكن أذهب أبدًا، كل خميس يذكرونني بالاجتماع، وأنا كنت أطنش (لا أهتم)، ولم أكن أحضر اجتماعات نهائيًّا لحزب البعث.

طبعًا في فترة الانضمام لحزب البعث كان بعض الطلاب يناقشون المعلمين، لماذا نحن ننضم لحزب البعث؟ ولماذا هذا الانضمام إجباري؟ وكان المعلم أو المدير أو مسؤول الحزب داخل المدرسة يُقنع الطلاب بأنه لا يوجد وظيفة إلا للمنتسبين للحزب، وهذه كانت أكثر طريقة تقنع الطلاب للانضمام للحزب.



أذكر أن أحد الطلاب كان رافضًا الانضمام للحزب، وحصل تهديد من قبل المعلم أنَّه يجب أن تنضم، أو نعاقبك ونفصلك من المدرسة، وفي اليوم التالي أتى الوالد، وصارت مشكلة، وصار هناك عياط (صراخ) بينه وبين الإدارة، وهذا الموقف الذي أذكره لأحد أولياء الأمور الذي رفض أنَّ ينتمي ابنه للحزب، بعدها ما الذي حصل؟ والله لا أعلم، ولكن أذكر أنَّه لم ينضم للحزب. 

في عام 2000 حين مات حافظ الأسد أنا كنت في ملعب كرة قدم كنا نلعب مباراةً، وفجأةً أحدهم صرخ، وقال: يا شباب، يا شباب، مات حافظ الأسد، وأنا كشخص لم أعطِ أهميةً للخبر، وتابعنا المباراة بشكل طبيعي. كان هناك موقف طريف، فقد كان هناك عرس لأحد أقاربي، وفجأة أتت دورية الشرطة، وأخذوا العريس إلى المخفر، لماذا؟ قالوا: مات حافظ الأسد، وأنت عامل (تقيم) حفلةً، وبقي يومين في المخفر وأخرجوه. 



طبعًا، خبر موت حافظ الأسد لم يكن له هذه الأهمية الكبيرة، أو ردة فعل، وكان كأنَّه شخص عادي متوفٍّ، يعني لم ألاحظ أنَّ هناك حزن أو كلام في الشارع، لم يكن له أهمية نهائيًّا كان موتًا طبيعيًّا وعاديًّا، وخبر كان أقل من عاديٍّ أيضًا.



في 2003 دخلت الجامعة كلية الحقوق جامعة دمشق، وطبعًا حياة الجامعة تختلف اختلافًا جذريًّا عن الأيام التي قبلها، والإنسان يرى أناسًا لها آراء مختلفة، ولها توجهات مختلفة، وصراحةً أغلب الطلاب كانوا حريصين جدًّا على ألا يصرحوا أين اتجاههم، وأين انتماؤهم، يعني معارضون لسياسة الحكومة أو معارضون للحكم، لم يكن أحد يتكلم. وأذكر بين عام 2004 و 2005 في الجامعة كان لدينا دكتور، هو دكتور في الشريعة، الدكتور: حسان عوض، يدرّس قانون الأحوال الشخصية، والذي هو يختص في التركة أو الوراثة بين العائلة، فسألته سؤالًا وهرب مني، صراحةً لم يتوقف ولا دقيقةً بجانبي، سألته: دكتور لماذا قانون الأحوال الشخصية مأخوذ من الشرع؟ لماذا نحن لا نطبق الشرع؟ وطبعًا لم يكن لي أي دوافع أخرى، وإنما كان مجرد سؤال أتى على بالي، وسألته للدكتور، والدكتور مباشرةً هرب، ولم يجب على السؤال، وحتى صار يركض قليلًا، ونحن نقول: فتح خطوة.

سيرة ذاتية- أمين الحويش  

أنا ضابط منشق من دير الزور، من مدينة موحسن، وكنت أخدم في الفرقة الرابعة في الفوج 555 إنزال جوي، وقضيت حياتي في دمشق والدراسة في دمشق، والتحقت بالكلية الحربية في عام 1990، وفي عام 1993 تخرجت من الكلية الحربية، وبقيت في الفرقة الرابعة، وطبعًا في البداية كان اسمها سرايا الدفاع الوحدة 569، وبعدها تغير اسمها إلى الفرقة الرابعة، وبقيت في الفرقة حتى بدأت الثورة وحتى انشقاقي، وأنا انشققت برتبة مقدم، وكنت رئيس أركان كتيبة إنزال جوي في الفوج 555، وعملت في الثورة السورية مع الجيش الحر.

طبعًا أنا اختصاصي مشاة، والتحقت بالفرقة في نهاية عام 1993، وكانت السنة الأولى لي برتبة ملازم أول هي سنة 1994 في اللواء 138 كنت قائد فصيلة، وبقيت قائد فصيلة في اللواء 138 تقريبًا 11 سنة، وبعدها تم نقلي إلى الفوج 555 إنزال جوي، واستلمت سرية.

 وفي ذلك الوقت كانت أحداث الأكراد وكان الفوج يعمل في حلب في مكان للتدريب الجامعي، وبقيت 6 شهور هناك، وبعدها تمت إعادة الفوج إلى دمشق، وتابعت كقائد سرية، وبعدها أجريت دورة قائد سرية "ميم دال صواريخ" في اللواء 41، وبعدها استلمت رئيس أركان الكتيبة في الفوج 555 إنزال جوي، وطبعًا عندما كان اسمها سرايا الدفاع الوحدة 569 كان اللواء أمين عدرا هو قائد الفرقة، وكان قائد اللواء 138 هو العميد محمد حسن عمار، وكان عملي جيدًا، ولا توجد أي مشاكل نهائيًا، ولكن كانت واضحة بعض المضايقات التي تحصل معنا.

طبعًا المضايقة كانت من قبل الضباط العلويين لجميع الطوائف الأخرى وليس للسنة فقط، يعني للسنة والدروز وحتى المسيحيين كانت توجد مضايقات كبيرة، وكان يوجد تلاعب بالمستويات (بمستويات الضباط) وحتى في الفرص التي تأتي سواء بالترفيعات واستلام المنازل والسيارات كان يوجد تمييز طائفي كبير جدًا وحتى في المعاملة والأحداث كانت توجد مضايقة وكانت واضحة، بمعنى أن الضابط من الطائفة العلوية مميزًا عن الضابط من الطوائف الأخرى بشكل مزعج جدًا.

عندما التحقت باللواء 138 كان اختصاصي مشاة، ويوجد ضابط آخر اختصاصه مشاة، وكان الفرق بيني وبينه بأنني متقدم عليه بحدود 900 رقم، وهو تم تثبيته قائد فصيلة بينما أنا كُلفت تكليفًا كقائد فصيلة علمًا بأن القانون لا يسمح بهذا الشكل، والقانون[ينص على] أنني مثبت أولًا وبعدها يتم تثبيته، ولكن هي كانت فصيلة واحدة وهناك شاغر، وهو تم تثبيته كقائد فصيلة بينما أنا كُلفت بقيادة فصيلة.

كان الضابط قائد هذه الفصيلة يعمل كضابط شرطة عسكرية على البوابات الرئيسية، وهذه كانت البداية وكانت واضحة.

الفوج بقي سنة ونصف في حلب، وأنا جئت في الشهور الستة الأخيرة، وكانت المشكلة والفوضى التي افتعلها الأكراد قد سُيطر عليها تمامًا، فجئت تثبيتًا للوضع، ولم تحدث أمامي أحداث معينة، ولكنني كنت أسمع من الموجودين قبلي وسابقًا أنهم كانوا يخرجون بمداهمات على مناطق وقرى للأكراد، وفي إحدى المرات في عفرين كان يوجد استعصاء في المصرف، وكان الفوج قد ذهب إلى مكان معين، وجاءته تعليمات بأنه يوجد استعصاء في مصرف في عفرين أو أعزاز وذهبوا باتجاه هذا الاستعصاء، وهم كانوا يحاصرون المصرف ويريدون حرقه وفكوا الحصار عنه.

طبعًا في ذلك الوقت كانت القوات الخاصة موجودة في الحسكة، وكانت تعمل ضد ما يسمى سابقًا مشاكل الأكراد.

تقريبًا منذ أن بدأت الثورات في الربيع العربي أصبح يوجد نوع من الحس الأمني الزائد في الجيش ولدى القادة، وبدأت تُفتح أحاديث في جلسات سرية أو جلسات مغلقة، ويحصل تبادل لأطراف الحديث حول هذا الشيء، ولكن كان الضباط الموالون للنظام يحاولون التحدث بطريقة بأنه من المستحيل أن يحصل عندنا هكذا شيء ونحن أمورنا جيدة، ولكن في أعينهم يظهر أنهم يتحدثون بغير الواقع يعني الأمور بالتأكيد لم تكن جيدة، وكان يوجد نوع من الاستنفارات ونوع من الجلسات السرية للضباط الموالين كثيرًا للنظام وضباط الأمن الموجودين في الكتائب والألوية ازداد نشاطهم وازداد تدقيقهم على الجميع والتركيز خاصة على السنة والضباط السنة.

كان يوجد شعور واضح بأن يشملنا الربيع العربي، وهم كانوا متخوفين جدًا من هذا الموضوع.

بدأت الثورة وبدأ الجميع يراقب، يعني بدأت الأحداث في درعا وبدأ الجميع يراقب، وكل الأطراف تراقب ما يحصل والتطورات التي تحصل أولًا بأول، وتقريبًا في الأسبوع الثالث من اندلاع العمليات في درعا أو الشرارة الأولى للثورة في درعا وفي الأسبوع الثالث، وكان دورنا يوم الخميس في النزول فطُلب منا الالتحاق بالفوج فالتحقنا بالفوج قادة الكتائب ورؤساء الأركان وقادة السرايا المستقلة ورؤساء الأقسام، يعني الطاقم القيادي للفوج في مكتب قائد الفوج، وكان قائد الفوج هو العميد جمال يونس، وأنا تأخرت قليلًا وجئت والتحقت معهم، فوجدت أنه يتحدث ويقول: إنه توجد تعليمات من القيادة والسيد الرئيس بشار الأسد حتى نذهب غدًا لقمع هذه الفوضى والمشاكل باستخدام القوة، وكان قد أحضر مجموعة كبيرة من الأسلحة وأسلحة الصيد فأعطى الضباط الموجودين أسلحة الصيد، وطلب من الجميع أن يستعد غدًا صباحًا بالسلاح وباللباس الميداني الكامل، وقال: الآن تتوجهون باتجاه كتائبكم وباتجاه عناصركم، ويجب عليكم تجهيزهم وأنا بعد قليل سأمر على الكتائب. و فعلًا جاء إلى كتيبتنا بعد أن جمعنا الكتيبة، وتأكدنا من أن العدد الكامل للكتيبة وأعطيناهم التعليمات، وكانوا جاهزين ثم جاء قائد الفوج واجتمعنا في مكتب قائد الكتيبة.

فبدأ حديث قائد الفوج بأنه غدًا سوف تنزلون إلى مطار المزة إلى المخابرات الجوية في المزة باللباس الميداني الكامل وتعملون مع المخابرات الجوية ضد من يخرج في مظاهرات من المساجد، وهناك مظاهرة ستخرج من داريا وسوف تتجه باتجاه المعضمية وتلتحق بمظاهرة في المعضمية، ثم يتجهون باتجاه ساحة الأمويين، وهناك هم يريدون القيام بنوع من الاستعصاء وقطع الطرقات، وهذا الموضوع لا نريده أن يحصل، ويجب أن نقمعهم بالقوة شاء من شاء وأبى من أبى، وهذه التعليمات من القائد ومن بشار الأسد-هو يقول من المعلم وليس بشار الأسد- ويجب أن تتحدثوا معهم عبر "الميكروفونات" على مسافة 300 متر من أجل فض المظاهرة، وإذا لم يتم فض المظاهرة فعلى مسافة 250 متر تطلقون النار فوق المتظاهرين، وإذا لم تنته المظاهرة فعلى مسافة 200 متر تطلقون النار على أقدامهم حتى تتكسر، وإذا لم تنته المظاهرة فلا أريد أي رقبة واقفة (اقتلوهم) قالها بالحرف. وطبعًا الموجودون كانوا مذهولين لأنه لم يكن يوجد قتل في سورية ولا يوجد شيء فقلنا له: هل نقتل؟! فانفعل كثيرًا وكان يبدو عليه الانفعال بشكل غير طبيعي وضرب على الطاولة وقال: نعم، تقتلون، وهذه تعليمات من الرئيس ونحن يجب علينا تنفيذ التعليمات، وليحصل ما يحصل، ونحن لا توجد عندنا مشكلة بشيء، وإذا لم يلتزموا يجب أن تتم إبادتهم. وهو كان يتحدث بانفعال وتقريبًا لم يعد يسيطر على نفسه من شدة الانفعال، وأنا عدت إلى الوراء، وكانت تربطني علاقة ببعض الأشخاص في داريا والمعضمية، وأنا أعرفهم وهو بدأ يقول: إن هؤلاء الأشخاص يحملون السلاح ومرتبطون بدول كذا، ويحاول التجييش أكثر، وقسم من الضباط الموجودين الموالين للنظام سألوه: وماذا لو تم إطلاق النار علينا من منزل أو بناء؟ فقال لهم: عليكم تدمير البناء.

كان موقفًا مخيفًا جدًا ومرعبًا؛ لأننا لم نكن متعودين على موضوع التدمير والقتل، فانتهى الاجتماع ومنا من جلس في مكتبه وبدأ يفكر بالقتل الذي سوف يحصل غدًا.

في اليوم الثاني ذهبنا إلى مطار المزة قبل صلاة الجمعة؛ لأن المظاهرات تخرج من صلاة الجمعة، وذهبنا إلى هناك، ورأينا ضباط المخابرات الجوية الموجودين في فرع المخابرات الموجود في مطار المزة، وجاءني سهيل الحسن وكان برتبة عقيد وهو يعرفني، وقال لي: أين هي كتيبتك يا مهند؟ فقلت له: موجودة. فقال: اجمعها لنا. وكان قائد الكتيبة قد ذهب إلى الفوج فجمعت الكتيبة، وبدأ يتحدث معهم ويقول: نحن منذ ثلاثة أسابيع نذهب إلى داريا والمعضمية ونتعرض للضرب ونعود، واليوم يجب أن نرى شباب الفرقة الرابعة هل كما يُقال عنهم أم أنهم سوف يتعرضون للضرب مثلنا ويعودون؟ وهم جميعهم من المجندين والعساكر وهاجوا كثيرًا، وهو يقول لهم: أنتم وحوش. وقال: اليوم نريد أن نرى الوحوش وكيف سوف نتعامل مع المندسين والمسلحين. وعندما انتهى من الحديث معهم التفت إلي وقال: يا مهند يبدو أن عناصرك قد جاؤوا بسلاحهم فقلت له: نعم، جاؤوا بسلاحهم، وهكذا هي تعليمات قائد الفوج، وقائد الفوج أعطى تعليمات بإطلاق النار. فقال: لا، ونحن لا نريد من الآن أن نرتكب مذبحة. فقلت له: هكذا التعليمات. فقال: لا، ويجب عليهم تسليم سلاحهم. فقلت له: يجب أن تتحدث مع قائد الفوج، ويجب أن يبلغني بهذا الأمر قائد الفوج. فقال: ولكن يجب عليهم تسليم سلاحهم. فقلت له: يسلمون سلاحهم ولكن يجب أن يتحدث معي قائد الفوج. فقال: حسنًا. فذهب إلى رئيس الفرع، رئيس فرع المخابرات الجوية غسان إسماعيل، وبعدها تحدث معي قائد الفوج ثم بعد قليل تكلم معي، ويبدو أنهم تحدثوا مع قائد الفوج واتصل معي قائد الفوج، وقال لي: يا مهند دع المقاتلين يسلمون سلاحهم ويستلمون التروس والهراوات وعليكم العمل مع المخابرات الجوية. ثم تم طلبي إلى رئيس الفرع فدخلت إلى رئيس الفرع وطلب المسؤولين عن المستودعات، ونسقنا العمل بحيث نسلم السلاح ونستلم التروس وننزل، و[كانت التعليمات] أنه لا أحد يحمل السلاح حتى الضباط وحتى المسدس الشخصي ممنوع، وأثناء النزول من مكتب رئيس الفرع رأيت 6 أو 7 أشخاص يرتدون الثياب المدنية، ويحملون قناصات، ثم توجهت نحو عناصر كتيبتي، وأخذنا منهم السلاح، وقمنا بتسليمهم التروس وتحدثت معهم، وقلت لهم: أنتم تشتبكون مع متظاهرين بالهراوات والتروس.

كان الموقف أهون مما قاله قائد الفوج في البداية، ولكن كان يوجد شيء في ذلك الوقت يعني يوجد شيء مخيف.

بدأت المساجد بالخطبة وقبل نهاية الخطبة كنا في الباصات(الحافلات) وخرجنا من مطار المزة من عند فرع المخابرات باتجاه داريا مرورًا بالمعضمية ضمن طريق بين البساتين تقريبًا، ويمر هذا الطريق في البداية بحي يسكنه الضباط العلويون الذين بنوا منازل مخالفة، اسمه حي تشرين، فمررنا بالباصات بهذا الحي، وهم كانوا يلوحون لنا بالمناديل البيضاء، ويرشون الرز حتى وصلنا إلى الطريق الذي يؤدي إلى داريا، وطبعًا في داريا لا توجد حركة نهائيًا، وكأنه لا توجد حياة، ولا توجد إلا المساجد تخطب، وعندما انتهوا من الخطبة والصلاة نحن كنا قد وصلنا إلى التقاطع، نحن جميعًا مع المخابرات الجوية وكانت معنا سيارة إسعاف بالإضافة إلى سياراتنا، وبعدها خرج المتظاهرون من أحد المساجد  عندما تدخل إلى داريا يكون على اليسار لكن إلى الداخل قليلًا بحدود 700 م إلى 1 كم، خرج المتظاهرون وهم يهتفون،  وبدأ يتحدث معهم غسان إسماعيل عبر "الميكروفون" وطلب منهم فض المظاهرة وإنهاء العمل، ولكنهم بقوا مصممين على التظاهر، وبعدها أعطى أمرًا باقتحامهم، وطبعًا هنا كان يوجد خطأ كبير؛ لأنه أعطى أمرًا بالاقتحام باتجاههم والهجوم عليهم وإطلاق القنابل الدخانية نحوهم، وفي هذا التوقيت كان الهواء في وجهنا فعاد الدخان إلى الجيش، وتم إسعاف غسان إسماعيل بالذات في ذلك الوقت بسبب سوء وضعه.

أغلب المتظاهرين هربوا، وبدأ يتم رمينا بالحجارة من المنازل، وحصل إطلاق نار، والجيش ليس لديه سلاح، وسمعنا صراخ النساء من داخل المنازل، كان مخيفًا جدًا، وحدثت إصابة عناصر من الجيش (عنصرين)، ولكن أنا أعرف أن القناصين هم الذين أطلقوا النار، وأنا رأيتهم موجودين في الخلف ويحملون السلاح، وهم قد أطلقوا النار نحو الطرفين، وحتى إن قسمًا من الضباط غير الموالين أصبح لديهم خوف أنه ربما أنا أكون مستهدفًا.

بقينا تقريبًا حتى الساعة 3:00 أو 4:00 منتشرين في داريا حتى هدأ الوضع والأمور، وبعدها عدنا إلى فرع المخابرات الجوية، وبدؤوا يشكرون العناصر والعمل ويقولون: هؤلاء المتظاهرين سنكسرهم ونضربهم ونحطمهم، وقد يكون مشوارنا طويلًا ثم بعدها عدنا إلى الكتيبة.

سيرة ذاتية وبداية الثورة، وإقحام الجيش في عمليات القمع

 اسمي سالم هلال من مواليد عام 1998، من بلدة الطيبة في ريف الكسوة، والبلدة تقع بعد الكسوة مباشرة وقريبة من درعا وقريبة من مدينة القنيطرة، هي بلد ريفي زراعي قريبة من جبل الشيخ وجبل المانع، وكانت نقطة منخفضة بين جبل المانع وجبل الشيخ وتل ال 75، وأغلب هذه الجبال كانت نقاطاً للجيش، كانت ثكنات مراصد، مثل: جبل المانع كان مرصد رادارات، وكان تل ال 75 نفس الشيء، كان مدفعية. كان في الكسوة السوق المحلي، والكسوة أقرب لأن تكون مدينة، وفي الريف يوجد دائماً بين أهل الريف والمدينة احتدام، مثلاً: نحن كنا نزرع الجزر كثيراً (أهل الطيبة) فكانوا يقولون: أنتم أرانب من أجل ذلك تزرعون الجزر.

في البداية، كانت الضيعة أقرب إلى النظام، وكانوا شبه مؤيدين (أغلب أهل الضيعة)، وحتى عندما خرجنا في المظاهرة  تأخرنا قليلاً عن باقي المناطق التي خرجت حولنا، ولكن الحاضنة الشعبية ليس لها علاقة، فأهالي الضيعة  هم فلاحون وليس لهم علاقة بالسياسة، وهكذا كان أغلب أهالي الضيعة، وفي داخل المدرسة، كان هناك شخصان أو ثلاثة معروفون أنهم معارضون، وأهلهم دائماً يتابعون تنسيقيات باقي المحافظات، وكان هؤلاء الأشخاص معروفين و معدودين على الأصابع من ضمن القرية، وحتى أهل القرية كانوا قليلين، كان كل أهالي الضيعة تقريباً 5000 نسمة فقط، وهؤلاء الطلاب كانوا يريدون الخروج في مظاهرات، ولكن لا يوجد مجال وهم كانوا 4 أو 5 أشخاص من كل الضيعة، وأول مرة كان عندنا أساتذة علويون في المدرسة، ولم نكن نعرف  قبل الأحداث أن هذا علوي وهذا سني، وخاصة أننا متعودون أن كل أهالي الضيعة سنة، و أجبرونا على الخروج في مسيرة [مؤيدة للنظام]، و نحن كنا محايدين، لا نريد الخروج مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، فأجبرونا بعد أن خرجنا من المدرسة على الذهاب إلى المسيرة، والطلاب المعارضون لم يخرجوا، وشيئاً فشيئاً، أصبحت هناك اشتباكات في المناطق التي حولنا، وأصبحنا نرى المجازر في المناطق الثانية، وحتى إنه في إحدى المرات، أذكر عندما كنت صغيراً أنني كنت في المسجد، كنت أقوم بتسميع القرآن، والمؤذن كان معارضاً، وكان يتكلم مع الرجال  الكبار الجالسين في الجامع بعد الصلاة، وكان يقول: النظام قصف درعا. ويطلقون النار على المتظاهرين وهم لا يحملون السلاح وهو يطلق عليهم النار، والناس يقولون: نحن ليس لنا علاقة ليفرّج الله عنا. يعني لا يريدون التدخل.

 كانت آنسة (معلمة) رسم، وأجبرت الجميع على رسم علم سورية، وأعطونا أعلاماً وصوراً للرئيس، ومشينا في الضيعة، ووصلنا عند الدوار، وكان هناك مدرسة ابتدائية مديرها معارض، وهو حتى الآن معتقل، ونحن أثناء خروجنا هو الذي أوقف المسيرة، وقال: كل شخص يذهب إلى منزله. وهو قام بتفريق المسيرة.

أول مظاهرة كانت بعد صلاة الجمعة، وكان بعض الشباب متفقين على الخروج في مظاهرة بعد الصلاة، ولكن الخبر غير مؤكد من الذي سيخرج في المظاهرة، فكانت شبه شائعة، والناس أثناء الصلاة... كان الأمن مستعداً، ولكنهم بعيدون ومتواجدون عند مدخل الضيعة، ويريدون التأكد إذا خرجت مظاهرة فسوف يدخل. وبالفعل، خرج الشباب في المظاهرة، وبدؤوا يهتفون ضد النظام، وفي نفس الضيعة، كان هناك أشخاص مؤيدون، وهم الذين كانوا يريدون إسكات المظاهرة، كانوا يمسكون بالعصي، وينتظرون الشباب، يريدون إسكاتهم. وفعلاً، حدث صدام فيما بينهم، وفي هذه الأثناء، جاء الأمن، وأطلق النار، ولكنه أطلق النار في الهواء، وتعرض المدنيون للضرب بواسطة الهراوات، وحتى المؤيدون والمعارضون تعرضوا للضرب معاً في المظاهرة من قبل قوات  الأمن دون أن يفرّقوا بينهم، والجميع تعرض للضرب، وفي وقتها، كل عدد سكان القرية 5,000، وخرج عدد من الشباب، وتمنيت الخروج [في المظاهرة]، ولكنني كنت خائفاً، وخاصة أنني كنت صغيراً، وقالوا لي: اذهب، وأختبئ في المنزل. وسمعنا أصوات إطلاق النار، وخرجت المظاهرة من المسجد الآخر وليس من المسجد الذي كنت موجوداً فيه، وهربنا مباشرة إلى المنزل، ولم نستطع معرفة ما حدث.

صفات شخصية للوالد والتأثر بها

معلومات الشهادة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

سيرة ذاتية

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة

التعريف بمدينة معرة النعمان جغرافيًا وثقافيًا واجتماعيًا

سيرة ذاتية- أمين الحويش

سيرة ذاتية وبداية الثورة، وإقحام الجيش في عمليات القمع

التعريف ببلدة الطيبة في ريف دمشق وخروج أول مظاهر فيها