أُطلقت المعركة من قبل كتيبة شهداء البياضة في 8 كانون الثاني/يناير 2012 بهدف التسلل إلى مبنى المطاحن للحصول على أكياس الطحين وتأمين وصولها إلى الأهالي المحاصرين في المدينة القديمة. استمرت المعركة لما يقارب ال 48 ساعة دون تحقيق أهدافها وراح ضحيتها العشرات من مقاتلي الجيش الحر.

بدأت المعركة بتسلل نحو 100 مقاتل من كتيبة شهداء البياضة عبر نفق إلى المنطقة المحيطة بالمطاحن، وكانت الخطة أن يصلوا إلى مبنى المطاحن دون اشتباك.

خلال عملية الخروج من النفق والانتشار في محيط المبنى، اكتشف أحد جنود النظام، والذي كان يمرّ بالمصادفة في ذلك الشارع، حركة بعض المقاتلين الذين كانوا يخرجون من النفق فأطلق النار على الفور، فقام الثوار بتصفيته كي لا يهرب ويخبر باقي الجنود، إلا أن صوت إطلاق النار نبّه حواجز النظام المنتشرة على مقربةٍ من المطاحن إلى ما يجري، فقامت بإطلاق رصاصٍ كثيفٍ على المنطقة، فنشبت اشتباكاتٌ عنيفةٌ، ثم تمكنت من كشف فتحة النفق وبدأت بقصفها بشكل مكثف فلم يعد أحد من يستطيع الخروج أو الدخول منه.

حاول عشرات الثوار من الذين تمكنوا من الخروج من النفق الصمود في محيط المطاحن وإجبار الأرتال العسكرية المدجّجة من جنود النظام على الاقتراب أكثر، لتقليص مساحة الاشتباك وحرمان قوّات النظام من فرصة القصف عن بعدٍ كي لا يصيب جنوده، إلا قوات النظام قصفت المنطقة بشكل كثيف جداً، ما أدى لردم فتحة النفق، وانسحب نحو 30 مقاتلاً، وأصيب معظم الباقين خارج النفق، وتحصّن البعض مع الجرحى داخل أحد المباني المحاذية لمبنى المطاحن، إلا أن قذائف الدبابات هدمت المبنى بالكامل، وقتل 62 مقاتلاً من كتيبة شهداء البياضة.