بدء الجيش الحر بعد تاريخ 10 تموز/يوليو 2012 وقبل الدخول الى حي الميدان بالهجوم على أحياء القدم والتضامن انطلاقًا من الغوطة الشرقية وحي الحجر الأسود بجنوب دمشق. إذ تجمعت مجموعات عسكرية تابعة للجيش الحر في حي الحجر الأسود ومناطق متفرقة في جنوب دمشق، ثم دخلت الى حي الميدان مرورًا من مخيم اليرموك.

معركة الميدان (بركان دمشق)

أعلن الجيش الحر بتاريخ 15 تموز/يوليو عام 2012 بدء معركة "بركان دمشق" بعد أن سيطر على أجزاء واسعة من حي الميدان في العاصمة دمشق، وذلك بعد اشتباكات عسكرية ضد قوات النظام. دخلت كتائب ومجموعات الجيش الحر الى حي الميدان بعد تصاعد وتيرة الاشتباكات في حي التضامن جنوب العاصمة، كما ذكرت مصادر بأن الجيش الحر في حي الميدان كان يُحضر لعمل عسكري واسع داخل دمشق، لكن قوات النظام داهمت عدة مقرات عسكرية وطبية داخل الحي قبل المعركة بعدة أيام، الأمر الذي فرض على الجيش الحر بشن هجوم بشكل عاجل استدراكً للوقت.

سيطر الجيش الحر على أجزاء واسعة من حي الميدان، لكنه بقي ضمن مناطق غرب - جنوب المتحلق الجنوبي، توزعت سيطرة الجيش الحر الى منطقة السخانة، منطقة القاعة، منطقة الحقلة، شارع أبو حبل وصولاً الى ساحة الأشمر، ومحيط جامع الدقائق وشعبة التجنيد حتى مخفر الشرطة عند المتحلق، ووصولاً الى محيط الزاهرة القديمة والجديدة ومنطقة دف الشوك، كما سيطر على دوار البطيخة ومخفر مخيم اليرموك.

استمرت الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام مدعومة بالفرقة الرابعة والحرس الجمهوري على جميع المحاور والجبهات لمدة خمسة أيام متتالية، حيث تمكن الجيش الحر من قتل وجرح العشرات من قوات النظام وتدمير عربات عسكرية، في حين تعرض الحي لقصف بقذائف الهاون والمدفعية وأسلحة نارية من الطيران المروحي ما تسبب بمقتل مدنيين وعناصر من الجيش الحر.

وفي تاريخ 17 تموز/يوليو، أعلن "المجلس العسكري الثوري للجيش الحر في الداخل" عن بدء معركة "بركان دمشق وزلزال سوريا" والتي تهدف للتخفيف عن معارك حي الميدان في دمشق ومناطق حمص. وبالفعل، فقد سيطرت مجموعات من الجيش الحر على أحياء السيدة عائشة وشارع عاصم وأجزاء من اوتستراد درعا الرئيسي ومنطقة اللوان بكفرسوسة وصولاً الى داريا.

وفي تاريخ 18 تموز/يوليو، تبنى الجيش الحر عملية اغتيال بما عُرف بـ "خلية الأزمة"، الأمر الذي صاعد من وتيرة القصف والاشتباكات داخل العاصمة، وتمكن الجيش الحر استهداف مقر قيادة الشرطة بشارع خالد ابن الوليد بحي القنوات. في حين انتشرت شائعات تُحرض الطوائف داخل دمشق على بعضها وخصوصًا السُنة والشيعة.

وبعد حصار لمدة خمسة أيام، استطاع الجيش الحر في مساء يوم الجمعة بتاريخ 20 تموز/يوليو من خرق إحدى النقاط العسكرية من جهتين، الأولى باتجاه حي الثريا وصولاً الى حي السيدة عائشة، والثانية باتجاه مخيم اليرموك وحي القدم. وبذلك، عاد قسم من الجيش الحر الى مواقعه في جنوب دمشق، وقسم تقدم أكثر في عمق مدينة دمشق من الجهة الغربية، من حي السيدة عائشة إلى درايا

استمرت الاشتباكات ومعارك الكر والفر بين الجيش الحر وقوات النظام في عدة أحياء في ريف دمشق وداخل العاصمة، بالتزامن مع قصف استهدف الأحياء السكنية من قبل قوات النظام، إلا أن الأخير استعاد تدريجيًا جل المناطق التي دخلها الجيش الحر في العاصمة دمشق وريفيها الجنوبي والغربي بعد عملية عسكرية واسعة شنتها قوات الأمن العسكري والفرقة الرابعة والحرس الجمهوري مدعومة بميليشيات محلية. انتهت المعركة بمجزرتين الأولى بتاريخ 22 آب/أغسطس 2012 في حي نهر عيشة بعد سيطرة النظام على الحي، والثانية مجزرة داريا الشهيرة بتاريخ 25 من نفس الشهر. (وحدثت مجازر لاحقًا في مناطق في جنوب دمشق ردًا على هذه المعركة التي أطلقها الجيش الحر)