علمت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان أن جهاز الأمن السياسي بمدينة حلب قام يوم أمس بتسليم جثة الشاب جلال هلال ( 36 ) عاما لذويه بعد أربعة أشهر من الاعتقال قضاها في أقبية التحقيق وعاد بعدها إلى أهله جثة هامدة نتيجة التعذيب الشديد ، وقد حملت الجثة آثارا فاضحة للتعذيب الشديد الذي تعرض له المعتقل خلال فترة اعتقاله كما يعكس الهزال الشديد في جسده نتائج سياسة التجويع والاهمال الطبي المتبعة في السجون والمعتقلات السورية .

الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تدين بأقوى العبارات هذا السلوك الإجرامي الممنهج والمستمر لقوات وعناصر المخابرات السورية وتعتبره جريمة ضد الإنسانية فانها تبدي قلقها البالغ حيال مصير عشرات الآلاف من المعتقلين في السجون ومراكز التوقيف والتحقيق التابعة للسلطات الأمنية في سوريا .

وتتوقف الرابطة السورية بقلق كبير أمام الشهادات التي تصلها بشكل متتابع عن إكتشاف الأهالي المجاورين للمقرات الأمنية ومراكز التحقيق والوحدات العسكرية لجثث مجهولة الهوية بشكل متكرر وغالبا ما تكون هذه الجثث قد تعرضت لتشوية متعمد كي لايتم التعرف على هوية أصحابها وجميع هذه الجثث تحمل آثارا فاضحة لتعذيب وحشي أفضى إلى الموت في معظم الحالات .

وترى الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان أنه لم يعد هناك مجال لتأخر القوى الدولية عن الاضطلاع بمسئولياتها تجاه حال الانهيار الشامل لاحترام حقوق الإنسان في سوريا، وتناشد الرابطة الأطراف الدولية والإقليمية سرعة التحرك المشترك لوقف الجرائم المستمرة بحق المعتقلين والمحتجزين ، وضمان توفير الحماية للمدنيين عبر تدابير عاجلة وفعالة .

وتشدد الرابطة على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسئولياته في إحالة ملف الجرائم والانتهاكات الجسيمة في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية لضمان المحاسبة ومنع إفلات الجناة من العقاب ، وتحذر من أن أي مشروع محتمل لحل سياسي لا يضمن محاسبة الجناة عن جرائمهم لن يكون مشروعاً .