جبهة علماء حلب تحذر من التجرؤ على الفتيا بغير علم
ب 8/ 2013
15/ 8/ 2013م
قال تعالى: ﴿ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً ﴾ [سورة الإسراء: 36]، وقال سبحانه: ﴿ وإنَّ كثيرا ليُضِلُّون بأهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، إنَّ رَبَّك هُوَ أعْلَمُ بالْمُعْتَدِين ﴾ [الأنعام: 119]، وقال عز وجل: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 144].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ؛ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ». قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: « السَّفِيهُ [وفي رواية: التافه] يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ » [ابن ماجه وأحمد]، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسُول الله صلى الله عليه وسلم: « من قال في القرآن بِغَيْرِ عِلمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مقعدَه من النَّارِ » [الترمذي]، عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إِنَّ الله لا يَقْبِضُ العلم انتزاعاً يَنْتَزِعُه من الناس – وفي رواية : من العِباد -، ولكن يَقْبِضُ العلم بِقَبْضِ العلماء، حتى إِذا لم يُبْقِ عالماً: اتَّخَذَ الناس رُؤوسا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا، فأفْتَوْا بغير علم، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا » [متفق عليه].
وقال مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ [رواه مسلم].
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فعملاً بمضمون هذه النصوص الشرعية وغيرها من النصوص تبين جبهة علماء حلب ما يلي:
1- هذا الدين علم، فلا ينبغي أن يتجرأ عليه غير أهله الذين فرغوا أنفسهم لطلبه تعلماً وتعليماً، فعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « أَجْرَؤُكُمْ عَلَى الْفُتْيَا أَجْرَؤُكُمْ عَلَى النَّارِ » [مرسل-سنن الدارمي].
2- ليس كل مسلم مخول بالنطق باسم الإسلام، وليس كل من ادعى إقامة الشريعة في الشرق والغرب هو مؤهل لذلك، وليس كل من أطلق لحيته ولبس عمامة هو عالم، وليس كل من سمى نفسه شيخاً هو عالم.
3- نُذَكِّر طلبة العلم والدعاة أن يوجهوا الناس إلى الله، وليحذروا من توجيه الناس إلى أنفسهم، فيؤلهوا أنفسهم من حيث لا يشعرون، ففي الحديث: « مَن طلبَ العِلمَ لِيُجاريَ بهِ العُلَمَاءَ، أَو لِيُمَاريَ بِهِ السُّفَهَاءَ، ويصرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِليه: أَدْخَلَهُ الله النَّار » [الترمذي].
4- يجب على الناس أن يحذروا كل الحذر من التعلق بالرؤوس الجهال، فلا يكرروا ما حصل في عهد العصابة الأسدية المظلم الذي ساد فيه الجهال والزنادقة. انظروا في تاريخ كل من يدعي العلم أو يدعي المشيخة بالنظر في علمه.
5- يجب على الناس أن يميزوا بين احترام العلماء وتبجيلهم من جهة، وبين تقديسهم وإثبات العصمة لهم في أقوالهم وأفعالهم من جهة أخرى. فكثير من العلماء والصالحين حولناهم إلى فراعنة بجهلنا فيما يجوز لنا فعله مع علمائنا وما يجب علينا تجاههم.
6- تحذر جبهة علماء حلب كل من تسول له نفسه أن يتجرأ على شرع الله بغير علم، سواء كان من العامة أو من مدعي المشيخة، فإن لم يتعظ بنصوص الشرع وأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الجبهة ستضطر أن تقاضي كل من تسول له نفسه أن يتعدى على شرع الله ودينه.
والله من وراء القصد.
رئيس جبهة علماء حلب المؤقت
د. عبد الله محمد سلقيني
المعلومات الأساسية
تاريخ الصدور
2013/08/15
اللغة
العربيةنوع الوثيقة
بيان
كود الذاكرة السورية
SMI/A200/500331
الجهة المصدرة
جبهة علماء حلبالمجموعات
(NGOs) المنظمات غير الحكوميةشخصيات مرتبطة
كيانات متعلقة
لايوجد معلومات حالية
يوميات مرتبطة
لايوجد معلومات حالية