بيان من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا

بخصوص إعلان الانتصار على داعش:

بيان إلى الرأي العام

" نؤكد أن الانتصار على داعش تم بفعل تكاتف ووحدة مكونات شعبنا وبالروح المقاومة التي ألهمت من كوباني وشهدائها؛ انتصار شعبنا اليوم على الإرهاب هو انتصار لفكر وفلسفة الأمة الديمقراطية، لرؤية السيد عبد الله أوجلان في الطرح الديمقراطي ووحدة الشعوب وقوتها في وقوفها أمام كل الأشكال المتعلقة بالإنكار والنفي"

شكّل تنظيم داعش الإرهابي خطرا كبيرا على عموم سوريا والمنطقة والعالم حيث كان الخطر الذي يشكله تهديداً مستمراً على كل المجتمعات، حيث أن الانتصار التاريخي على داعش وعلى يد أبناء ومكونات شعبنا في شمال وشرق سوريا هو انتصار تاريخي له سمات بارزة أهمها أنه معّبر عن الإرادة الحقيقية التي أنقذت العالم من الخطر الكبير عدا عن المبدأ الأساسي في تعزيز السلام والديمقراطية وتحقيق الاستقرار وحالة من الشراكة والتعددية.

إن التضحيات التي قدمها شعبنا بمختلف مكوناته من كرد، عرب، سريان آشوريين، أرمن، تركمان، شركس وغيرهم تعتبر اليوم ميراثا تاريخيا لكل الشعوب التي تريد الالتزام والعمل في الخط المقاوم للإرهاب ولكل أشكال التبعية وفرض الأفكار حيث أن ما قدمه شعبنا بمكوناته المختلفة ساهم في تعزيز القيم الديمقراطية في العالم لا بل وشكّل ذلك سوراً منيعاً لكل العالم والمجتمعات ضدّ تمدد الإرهاب من الحدائق الخلفية وكانت كوباني ومقاومة وحدات حماية الشعب YPG ووحدات حماية المرأة YPJ نقطة تحوّل مهمة ساهمت في امتداد المقاومة حتى ديرالزور اليوم؛ التحالف الدولي ساهم كذلك بدور هام في إطار التنسيق الذي تم لسنوات إلا أن حضور شجاعة شعبنا كذلك كان له التأثير البالغ.

الانتصار التاريخي اليوم على الإرهاب ينقلنا من مرحلة ساد فيها الخطر على الحل في سوريا وعلى الاستقرار الإقليمي وعلى الأمن في العالم إلى مرحلة تتجلى فيها معايير البدء برؤى واستراتيجيات المرحلة الجديدة بحيث يتم الإدراك فيها بأن نهاية داعش جغرافيا لا تعني أنها قد انتهت؛ بمعنى أن الفكر المتطرف الموجود وما أسسته داعش من أفكار وأيديولوجية تحتاج بشكل جدّي إلى التصدي لها والعمل على إنهائها بطريقة تؤسس لفكر ديمقراطي وذهنية علمانية لدى الفئات التي استهدفها الإرهاب وهنا المسؤوليات كبيرة ولا بد من أن يكون هناك دعم وتعاون عالمي في ذلك.

إننا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نؤكد على أن الانتصار على داعش تم بفعل تكاتف ووحدة مكونات شعبنا وبطليعة شعبنا الكردي وبالروح المقاومة التي ألهمت من مقاومة كوباني وشهدائها؛ انتصار شعبنا اليوم على الإرهاب هو انتصار لفكر وفلسفة الأمة الديمقراطية، لرؤية السيد عبدالله أوجلان في الطرح الديمقراطي ووحدة الشعوب وقوتها في وقوفها أمام كل الأشكال المتعلقة بالإنكار والنفي، ففي الوقت الذي كانت داعش تهدد فيه المجتمع السوري وتعمل على تقسيمه وفق أجنداتها يجتمع شعبنا بمكوناته المتعددة تحت هدف وشعار واحد وهو العيش المشترك وأخوة الشعوب ما يؤكد على عظمة الرؤية والفلسفة التي آمن بها في تحقيق التطلعات المشروعة وتحقيق الاستقرار والسلام.

نؤكد كذلك بأن الجهود والتضحيات التي بذلها شعبنا والتي باتت تقارب 11 ألف شهيد ومن مختلف الانتماءات لابد أن تكون موضع تقدير كونها جاءت من باب المسؤولية سورياً، تحقيق الاستقرار إقليمياً، أداء الواجب الإنساني عالمياً؛ كذلك في سبيل تحقيق المساواة والعدالة والديمقراطية، أصحاب هذه التضحيات الجسّام يجب أن يكونوا جزءاً مهماً في الحل وصياغته وفق ما يحقق سوريا لا مركزية تعددية كما يجب النظر إلى شعبنا على أنه صنع الاستقرار ولا يمكن الحديث عن أي استقرار بدونه، الفكر الديمقراطي الذي هزم الإرهاب يستطيع بآليات التشارك تحقيق الاستقرار العام دون شك.

في الختام نبارك لشعبنا هذا الانتصار العظيم؛ نستذكر في هذه المناسبة التاريخية عموم شهدائنا الأبطال من مختلف مكونات شعبنا الذين امتزجت دمائهم اليوم لتصنع انتصاراً عجز عنه الكثيرون، نستذكر كذلك كل الشهداء الأمميين الذي شاركوا على هذه الأرض رسالة شعبنا في الدفاع عن الحرية والديمقراطية في العالم، نستذكر جرحانا وكل المصابين الذين جابهوا بإرادتهم كل أشكال الحرب وكُتب لهم البقاء كدلالة من دلالات المقاومة في العصر الحديث؛ نهنئ أمهات شهدائنا وذويهم، نهنئ قوات سوريا الديمقراطية بمختلف تشكيلاتها، وقوى الأمن الداخلي، كذلك نحيّ دور المرأة المقاومة وصمودها القوي الذي كسرت به كل الأفكار المحددة لدورها وبرهنت على أنها هي المناضلة والمقاومة والمنتصرة.

وكإدارة ذاتية في شمال وشرق سوريا نعاهد شعبنا على السير على خط المقاومة والنضال حتى تحقيق أهدافه في الحرية والديمقراطية وسوريا لا مركزية وتحرير عفرين وعودة أهلها إليها.

الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا

24 / 3 / 2019