الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.

بيان من جبهة العمل الوطني لكرد سوريا حول التفجيرات الإرهابية في حيي الشيخ مقصود والأشرفية

تعددت التفجيرات الإرهابية المجنونة في سورية، لاسيما في دمشق وحلب وإدلب، في فترات متلاحقة متقاربة، وكان أبشعها التفجيران اللذان حصلا في حي القزاز بدمشق بالقرب من فرع فلسطين للمخابرات يوم العاشر من الشهر الجاري، وخلّفا 55 قتيلاً و372 جريحا من المدنيين والعسكريين و15 محفظة لأشلاء مجهولة

فضلاً على تفحُّم 21 سيارة وتحطم 105 سيارات بالكامل وإصابة 78 سيارة بأضرار مختلفة، زيادة على أضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة". وقد قدِّرت كمية المتفجرات المستخدمة في التفجيرين بأكثر من ألف كيلوغرام.

من جانب آخر أكدت الأنباء الواردة من حلب يوم 9/5/2012 أنه خلال اقتحام شبيحة من عشيرة البكارة لحيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، حيث غالبية سكانهما من المواطنين الكرد، استشهد أربعة مواطنين كرد وجرح نحو 27 كردياً آخر وجرى خطف نحو خمسة عشر مواطناً كردياً آخر بينهم امرأة، معظمهم من منطقة عفرين. وتؤكد الأنباء ذاتها بأن ما لا يقل عن عشرة من الشبيحة قتلوا في هذه الهجمات.

إننا في جبهة العمل الوطني لكرد سورية إذ ندين هذه التفجيرات الإرهابية المجنونة، ونشجب ونستنكر وندين بأقوى العبارات أسلوب القتل العشوائي في صفوف أبناء شعبنا السوري البطل التوّاق للحرية والكرامة، فإننا نود التأكيد على الأمور الآتية:

أولاً: إننا نعلن تضامننا الكامل مع ضحايا هذه الأعمال الإجرامية، ونقدم أحرّ التعازي لذوي الشهداء، مبتهلين إلى الله تعالى أن يمنّ على جرحى هذه الأعمال الإرهابية الأثيمة بالشفاء العاجل، ونؤكد أن مصابهم مصابنا، بل مصاب الوطن كله.

ثانيا: إن النظام الأسدي وحده يتحمل المسؤولية عما يجري في الساحة الوطنية من انتهاكات رهيبة لحقوق الإنسان وقصف مركّز للمناطق الثائرة، بكل أنواع الأسلحة التي يمتلكها الجيش السوري، وقتل وخطف وإرهاب واعتقال بشكل عشوائي وتعذيب بشكل يندى له جبين الإنسانية أجمع، وادّعاء صفات ليست فيه، منذ اليوم الأول لثورة شعبنا في الخامس عشر من آذار عام 2011م، عندما قرر أن يواجه هذه الثورة بالحديد والنار، بدلاً من الاحتكام إلى العقل والاستجابة للمطاليب العادلة للثوار، وعندما حاول تصوير ثورة شعب كامل على أنها إرهاب وجرائم ترتكبها عصابات من المندسين والمسلحين المتطرفين، في مكابرة مفضوحة وتعام غريب عن أحقية الشعب السوري في أن ينال حريته وحقوقه وينتخب حكامه في أجواء من الديمقراطية والشفافية، وفي أن يحيا موفور الكرامة في دولة يحكمها القانون.

ثالثاً: إن الغرض الرئيسي من هذه التفجيرات الآثمة إنما هو إرهاب المتظاهرين السلميين ودفعهم إلى الامتناع عن تنظيم المظاهرات الحاشدة المطالبة بإسقاط هذا النظام المجرم السفاح، والإيحاء للمجتمع الدولي بأن البديل عن هذا النظام هو الإرهاب والتطرف والخراب، في مسعى يائس وبائس لتخليص نفسه من السقوط الذليل المؤكد.

رابعاً:إن هذه التفجيرات الآثمة ليست بعيدة عما عرف عن هذا النظام الراعي والمصدّر للإرهاب طوال نصف قرن، سواء داخل سورية، أم في الدول المجاورة، لاسيما لبنان والعراق وتركيا فضلاً عن السعودية والإمارات وغيرها. فكمية المتفجرات بهذه الضخامة لايملكها سوى الجيش النظامي السوري، وطريقة التنفيذ تذكّرنا بما جرى لرئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ورفقائه رحمهم الله، وكاميرات المراقبة المزروعة في كل الشوارع المؤدية إلى هذه الفروع الأمنية المحصنة تحصيناً كبيراً، ونقاط التفتيش والحواجز الكثيرة تجعل من شبه المستحيل الوصول إلى هذه المراكز وإدخال سيارات مفخخة إليها.

خامساً:إن النظام، إذ يشعر أن الخناق يضيق عليه، وأن نهايته قد اقتربت مع إفشاله المتعمّد لمهمة الوسيط العربي والدولي السيد كوني أنان ومراوغته مع المراقبين الدوليين، يحاول اللجوء إلى استخدام كل الأوراق التي يملكها، كما يحاول أن يصور للرأي العام المحلي والعربي والدولي أنه حقيقة يواجه إرهاباً منظماً، وأنه ضحية إرهاب أصولي متطرف، لعله بهذا الادعاء يقلب الحق باطلاً والباطل حقاً فينجو من سقوط محقق مريع.ولكن هيهات هيهات!!

سادساً: إن النظام ــ وهو يحاول إزالة آثار الدمار بعد كل تفجير بأقصى ما لديه من سرعة، ويمنع دخول وسائل إعلام خارجي محايد من تغطية الأحداث السورية، ويرفض تحقيقاً دولياً محايداً نزيهاً في هذه التفجيرات الإجرامية يثبت على نفسه أنه غير صادق في ادعاءاته، وأنه المتهم الحقيقي بل ربما الوحيد بارتكابها، ويريد أن يسلّم العالم بهذه الادعاءات دون تمحيص.

سابعاً: إن ما جرى في الشيخ مقصود والأشرفية من أحياء حلب من اقتحام وحشي من جانب شبيحة النظام ومرتزقته لبيوت الأكراد ومحلاتهم واستخدام إجرامي للسلاح وسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، هو الآخر محل إدانة وشجب واستنكار من جانبنا، وندعو إلى إطلاق سراح المخطوفين بأقصى سرعة، ومعالجة آثار هذا العدوان الغاشم، المستفيد الوحيد منه هو النظام الأسدي المترنّح تحت ضربات الثورة، ونحذر من تكرار مثل هذه الأعمال التي يبغي النظام الدموي المجرم إلى اقتتال كردي ــ عربي لاسمح الله، وضرب مكونات شعبنا بعضها ببعض، مؤكدين تضامننا المطلق مع جماهير شعبنا الكردي في مدينة حلب وفي كل مكان، وأن الثورة السورية هي ملك جميع السوريين ومفخرتهم ومشروعهم الذي يقودهم جميعاً إلى مراقي العز والفخار.

إن مناشدتنا للإخوة الكرد في أن يفوّتوا على النظام مؤامرته الخسيسة مع توخي الحذر والحيطة وإسقاط رهانات هذا النظام المفلس تصبّ في خانة الحرص على الوحدة الوطنية وبلوغ الثورة المباركة أهدافها. ومن هنا نبعث للشيخ نواف البشير شيخ مشايخ البكارة أصدق وأعطر التحيات لمواقفه الوطنية المخلصة وحرصه على إطفاء نار الفتنة بين الإخوة المواطنين ولجم أصحاب الأغراض الدنيئة الذين يفكرون برؤوس غيرهم.

ثامناً: نسجل إدانتنا وشجبنا واستغرابنا من العجز الدولي المشبوه، والصمت العالمي غير المفهوم وغير المبرر تجاه الجرائم التي فاقت في وحشيتها كل تصور، التي يمارسها النظام الأسدي الفاقد للشرعية ضد شعبه، ونذكرهؤلاء أن ذاكرة شعبنا من القوة بحيث يستطيع التمييز بين أصدقائه وأعدائه، فيكافىء هؤلاء وهؤلاء على مواقفهم في لحظة الحقيقة التي أوشكت أن تحلّ.

كما ندعو المجتمع الدولي بعامة ومجلس الأمن الدولي بخاصة إلى اعتبار مبادرة السيد كوفي أنان منتهية، وسحب هذه الرخصة الإضافية للنظام السوري لإزهاق المزيد من الأرواح وانتهاك المزيد من الحرمات، بعدما راوغ هذا النظام كثيراً وناور بالالتفاف على هذه المبادرة والمبادرات التي سبقتها وعمل على دفنها بكل وقاحة وصفاقة.

الرحمة وجنان الخلد لشهداء الثورة السورية المباركة، والشفاء العاجل للجرحى الأبطال

والنصر لشعبنا السوري البطل

والله اكبر

قيادة جبهة العمل الوطني لكرد سورية

الأحد13أيار2012م

المعلومات الأساسية

تاريخ الصدور

2012/05/13

اللغة

العربية

نوع الوثيقة

بيان

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-مدينة إدلبمحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة حلب-الشيخ مقصود

كود الذاكرة السورية

SMI/A200/527196

dayMonth

13/5

يوميات مرتبطة

شخصيات مرتبطة

لايوجد معلومات حالية

كيانات متعلقة

لايوجد معلومات حالية

درجة الموثوقية:

الوثيقة

  • صحيحة
  • غير صحيحة
  • لم يتم التأكد من صحتها
  • غير محدد