الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.

بيان تأسيس الحزب الدستوري السوري (حدس)

بيان تأسيس الحزب الدستوري السوري (حدْس)

أطلقت انتفاضة الشعب السوري في آذار 2011 روحاً جديدة تواقة إلى عصر جديد في الوطن السوري الذي حكمته مؤسسات شمولية سلطوية، وقد وأدت تلك المؤسسات ورموزها الشأن العام، واعتقلت مساحات الحوار الممكنة بين السوريات والسوريين، وتدخلت قسراً في إعاقة تطور البنى الاجتماعية والاقتصادية، واستندت إلى أيديولوجيا قومية مغلقة، أغلقت تأويل التاريخ، بل أنها اعتقلت التاريخ نفسه، وسدّت منافذ التغيير، محوّلةً الدولة من دولة وطنية إلى دولة المحسوبية، وكان شبه محتومٍ أن تقف سلطات على تلك الشاكلة في وجه انتفاضة الشعب، وقمعها، وتحويل مسارها.

لقد أكدت انتفاضة السوريين على عدد من المبادئ الرئيسة، وأهمها وحدة السوريين، ومطالبهم المشتركة في الحرية والكرامة، بما تنطوي عليه تلك الشعارات من رغبة عارمة في ولادة نظام سياسي جديد، يقوم على الديمقراطية والتعددية السياسية، والمواطنة، والتوزيع العادل للفرص والثروة، وخلق تنمية مستدامة، بعد أن همّش النظام المركزي العديد من المدن السورية، واعتمد صياغات أمنية لإدارة العلاقات والمصالح.

وبات معروفاً أنه بالإضافة إلى "النظام"، أسهمت قوى محلية وإقليمية ودولية في حرف الصراع عن طابعه الوطني، كما أسهمت حالة استعصاء الحلّ السياسي، وما رافق ذلك من مآسٍ طالت عموم الشعب، عن صعود للهويات ما قبل الوطنية، مثل المناطقية والمذهبية والعشائرية، أو الهويات فوق الوطنية، مثل الدينية والقومية، وهو ما يشكّل استمراراً لحالة القفز التي عرفها التاريخ السوري، منذ بدء خمسينيات القرن الماضي، حيث قفزت الأحزاب الأيديولوجية عن الهوية السورية، نحو "القومية العربية"، ومثالها الأمة العربية، أو "الدينية"، ومثالها "الأمة الإسلامية"، أو "الأممية"، ومثالها "وحدة البروليتاريا العالمية".

كما أن الحالة السورية في وضعها الفوضوي خلال السنوات الماضية، أفرزت كيانات وائتلافات وتجمعات، لم تتمكن من إطلاق خطاب فكري للمشكلات السورية، واكتفت بالشعارات العامة، وبأهداف مرحلية، مستندة بالعموم إلى دعم قوى الخارج بالدرجة الأولى، وقد أثبتت تلك التجارب مدى هشاشتها، ونفسها القصير، ورغبتها في المحاصصة على السلطة، وعدم الالتزام بوحدة الشعار والممارسة.

وانطلاقاً من التوافق على ما تقدم، فقد خاض عدد من المواطنات والمواطنين السوريين، وخلال ما يقارب العام، نقاشات تفصيلية حول الكيان السوري في نشأته منذ عام 1920، وسياق انقطاع تجربته الديمقراطية، وقفز القوى السياسية عن الاعتراف بالشعوب التي تعيش في الوطن السوري، وحاجة السوريين إلى إيقاف الحرب، وبناء دولة حديثة، فقد قرّر المشاركون في تلك التجربة الفكرية-السياسية تأسيس الحزب الدستوري.

إن الحزب الدستوري (قيد التأسيس)، يتبنى مقولة الأمة السورية التي تعترف بحقوق الشعوب الموجودة تاريخياً في الوطن السوري كافة، وحدود الوطن السوري حسب الحدود الدولية المعترف بها، والنضال من أجل تأطير ذلك الاعتراف دستورياً في أية جمعية تأسيسية مقبلة، والنضال من أجل إنهاء الحرب مع كل القوى الساعية إلى هذا الهدف، بالآليات والسبل التي تؤسس لحياة وطنية وسياسية، تنهي سيطرة ونفوذ قوى الأمر الواقع، من "نظام"، وميليشيات بأشكالها كافة.

ويعتمد الحزب الدستوري خمسة أقانيم، وهي على التوالي، ديمقراطية، علمانية، مواطنة، تنمية، سلام، ويتّخذ منها شعاراً له، وأهدافاً يناضل من أجل تحقيقها، ويتوجّه في عمله إلى كل السوريات والسوريين الذين يتقاطعون مع أهدافه للانضمام إليه، على أن تنطبق عليهم شروط العضوية، كما يتطلّع إلى العمل المشترك مع القوى السياسية الوطنية القريبة من رؤاه الفكرية والسياسية.

ويعتبر مؤسسو الحزب الدستوري أنّ يوم 11/07/2017 هو يوم تأسيس الحزب، ويعتمدون شعاره الحالي، ويتعهدون بالعمل على تنظيم المؤتمر الأول للحزب، وانتخاب قيادته، واعتماد دستوره الداخلي

المعلومات الأساسية

تاريخ الصدور

2017/07/11

اللغة

العربيةالكردية

نوع الوثيقة

بيان تنظيمي

كود الذاكرة السورية

SMI/A200/545529

شخصيات مرتبطة

كيانات متعلقة

لايوجد معلومات حالية

يوميات مرتبطة

لايوجد معلومات حالية

درجة الموثوقية:

الوثيقة

  • صحيحة
  • غير صحيحة
  • لم يتم التأكد من صحتها
  • غير محدد