بيان الهيئة السريانية للقرى الزراعية في محافظة الحسكة حول الواقع الذي تعيشه المنطقة في ظل العمليات العسكرية وصراع النفوذ فيها
بيـان
إنها ظروف قاهرة واستثنائية تمر على سوريا عبر الحرب الدائرة بين القوى المتناحرة وهي:
o القوات الحكومية مدعّمة بفصائل الدفاع الوطني وقوى إقليمية ودولية .
o قوى إسلامية متعددة التسميات خلقتها الظروف التي تمر بالبلاد منذ عقود.
o قوات الجيش الحر المنشق عن الجيش العربي السوري والمدعوم من جهات عربية وإقليمية ودولية.
لكل محافظة في سورية خصوصيتها من خلال تواجد قوى ومكونات تمثل نسيجها, وتتعامل الدولة السورية مع تلك القوى والمكونات بأساليب مختلفة تتناسب ووضع كل محافظة على حده و نعتقد بأن معظم تلك المكونات هي أوراق بيد صاحب القرار في سورية ويسّيرها كما يريد وحينما يشاء.
محافظة الحسكة أصابها ما أصاب بقية أخواتها من المحافظات السوريات وأكثر بسبب:
o التواجد المتزايد (الحزبي والسكاني) للكرد على طول الشريط الحدودي مع تركيا والعراق.
o محاذاتها للأراضي العراقية ( الإقليم الكردي ضمن أراضي جمهورية العراق).
o انتماء هؤلاء الكرد و المسلحين منهم لمذهب واحد.
o تشكيلهم قوى مسلحة لحماية مصالحهم في هذه المنطقة الجغرافية.
لذا أعطيوا العصى الأطول والأغلظ والأوامر بالتصرف ووضع حد لكل من يخرج عن الطاعة, وكان لهم ما أرادوه وخططوا له, حيث تمركز وجودهم على طول الحدود مع تركيا كدولة إقليمية لها الدور الأكبر في تأجيج الحرب في سوريا, وكان لهم دور في التطرف الحاصل في محافظة الحسكة عندما وضعوا بمواجهة المكون العربي داخلياً على مساحة المحافظة وتجاوزوا في تصرفاتهم الكثير من الخطوط الغير مسموح بها ودخلوا أماكن عدة بحجة إبعاد الخطر عن مناطق يقطنونها ويدعونها لهم , وكان لتلك التصرفات نتائج مدمرة حيث أودت بحياة المئات من المدنيين الأبرياء.
توزع الأكراد ادوار المسرحية التي تجري فصولها على الأرض السورية وهي:
• مجموعة منهم تعمل وبشكل رسمي وعلني مع الحكومة السورية من خلال تواجدها في البرلمان والمؤسسات الحكومية وتوهم من حولها بأنها تمثل التيار الوطني المعارض.
• مجموعة منهم تعمل مع التحالف السوري المعارض والمتواجد خارج سوريا.
• مجموعة منهم تعمل مع التنسيقيات المعارضة وهم من قاد التظاهرات الشعبية في بدايات الأزمة السورية.
• مجموعة مسلحة تدعي أنها تحمي منطقة الجزيرة السورية , تقرر وترفض ما تريد بالتنسيق والتشاور مع أصحاب القرار في الحرب الدائرة في سوريا.
• مجموعات مرتبطة بكيانات إقليمية شكلتها قوى عظمى لتكون بؤرة توتر وعدم استقرار في المنطقة بعد انتهاء الأزمة السورية.
شكلت المجموعة المسلحة ما تسمى الإدارة الذاتية في الجزيرة السورية ومُثل السريان في هذه الإدارة بحزب الاتحاد السرياني القريب في أفكاره من حزب الـ P K K دون سابق تشاور مع باقي الفعاليات القومية والدينية المسيحية التي تمثل حقيقة هذا الشعب وتتالت قرارات تلك الإدارة المجحفة بحق أبناء المحافظة حيث خلقت انفصاماً في شخصية الوطنيين السوريين الذين عاشوا في كنف الدولة السورية فكيف بهم يتخلون عن هويتهم في هذه الظروف العصيبة الغير مستقرة وكل يشد الحبل لمصلحته ومن تلك القرارات والمراسيم:
o مرسوم الخدمة العسكرية الإلزامية والذي خلق أجواءاً لا طبيعية بين أبناء شعبنا وغادر بسببه المئات من الشباب والكوادر العلمية البلد خوفاً من المستقبل المظلم لهذا القرار فكيف بنا أن نؤدي خدمة العلم لجهتين في بلد واحد؟.
o قانون حماية وإدارة أملاك المهاجرين والمغادرين والتي تشمل العقارات والأراضي الزراعية والمنازل والسيارات والآليات والضرائب على المحال التجارية والصناعية , واستثمارها عن طريق لجان فرعية تتعين من قبل تلك الإدارة رافضةً كل الصكوك والوكالات التي صدرت عن الكاتب بالعدل والدواوين الرسمية السورية وسيتم تسليمها لأصحابها فور قدومهم إلى البلد كما تدعي وبالتالي فهذا أسلوب جديد للزحف على مناطق واحتلالها وإجراء تغيير ديمغرافي ممنهج.
نذكر هؤلاء بأن هذا القانون شبيه تماماً بقانون إدارة وامتلاك أموال اليهود في سوريا وأننا سكان سوريا الأصليين ولسنا يهود.
o المرسوم المتعلق بالتربية والتعليم حيث فرضت الإدارة الذاتية تعليم كامل المنهاج للصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية باللغة الكردية , وكان لهذا المرسوم أثراً كبيراً على أبناء المحافظة الكرد منهم قبل غيرهم وعلى أثره نقل معظم التلاميذ الكرد إلى المدارس الخاصة والتي هي للمكون المسيحي وبعدها حاول أصحاب المرسوم الدخول إلى تلك المدارس بحجة تعليم أبناء قومهم التلاميذ الكرد مما اجبر المدارس الخاصة بعدم استقبالها لهؤلاء التلاميذ وقد يؤدي الأمر في النهاية إلى إغلاقها.
نحن كهيئة سريانية للقرى الزراعية في محافظة الحسكة نعتبر تدريس اللغة الكردية أمراً طبيعياً وحق من حقوق الكرد في مناطق تواجدهم لكن في مدارس خاصة بهم كباقي مكونات المحافظة من سريان وأرمن وغيرهم.
إن المكون المسيحي ممثلاً بحزب الاتحاد السرياني أحد مكونات الإدارة الذاتية وبناءاً على أقوال أحد قياديي الحزب بأنهم لم يكونوا على علم بهكذا قرار وتفاجؤا في الجلسة المنعقدة في بلدة عامودا بتاريخ 15/9/2015 لمناقشة القانون المتعلق بحماية وإدارة أملاك المغادرين والمهاجرين , وبعد مداولة القانون لم يتمكنوا من إيقاف تنفيذه وأبعد ما ذهبوا إليه كان تحفظهم عليه .
تفاجئنا بهذا التصريح ونقول: إذا كان حزب الاتحاد السرياني في سورية على علم ودراية بالقانون فهي مصيبة وإذا كان لا علم له فالمصيبة أعظم و إذا كانت هذه هي قرارات وقوانين ومراسيم الإدارة الذاتية فلا مصلحة للشعب المسيحي بشكل عام والسرياني بشكل خاص مع هذه الإدارة .
إن القرارات الصادرة عن الإدارة الذاتية وبحسب استبيان أجرته الهيئة السريانية على شريحة تمثل المجتمع المسيحي هي قرارات مجحفة وظالمة وغير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع(حسب ما ارتأته الشريحة) , وندعوا كل القوى الفاعلة في الساحة المسيحية والشرفاء من باقي مكونات محافظة الحسكة لتتضافر جهودها ولتقف صفاً واحداً وتقدم كل ما باستطاعتها للتخفيف من أذى هذه القوانين والمراسيم على حياة شعبنا ووجوده, و نطالب حزب الاتحاد السرياني أن يدعو إلى عقد اجتماع استثنائي للمجلس التشريعي الذي يصادق على هكذا قرارات والإدارة الذاتية التي تسيطر عليها قوات الـ Y P G لإعادة النظر بالقانون ونقول أن عواقبه ستكون كارثية على الواقع ولن يقف الشعب مكتوف الأيدي بل سيتظاهر ويعتصم على أقل تقدير.
إن المهتم والمطلع على لائحة القانون الدولي وما يخص منها حقوق الإنسان يشعر بأن الإدارة الذاتية قد تجاوزت بتصرفاتها كل تلك اللوائح ضاربة عرض الحائط كل الأعراف الدينية والدنيوية وقراراتها غير مدروسة و مجحفة بحق من غادر القطر لسبب أمني أو اقتصادي .... وهو من أعطى ربيع عمره لبناء وتطوير بلده.
الهيئة السريانية للقرى الزراعية في محافظة الحسكة
المعلومات الأساسية
تاريخ الصدور
2015/10/22
اللغة
العربيةنوع الوثيقة
بيان
المنطقة الجغرافية
محافظة الحسكة-عامودامحافظة الحسكة-محافظة الحسكةمحافظة الحسكة-منطقة القامشليكود الذاكرة السورية
SMI/A200/588351
الجهة المصدرة
الهيئة السريانية للقرى الزراعيةكيانات متعلقة
شخصيات مرتبطة
لايوجد معلومات حالية
يوميات مرتبطة
لايوجد معلومات حالية