تصريح المتحدث باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والرئيس المشترك لحزب الخضر الديمقراطي لقمان أحمي لوكالةANHA حول إغلاق معبر تل كوجر
لوكالةANHA: لقمان أحمي يحذر من استغلال تبعات إغلاق معبر تل كوجر من قبل داعش وقوى إقليمية
حذّر المتحدث باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والرئيس المشترك لحزب الخضر الديمقراطي لقمان أحمي من أن داعش وقوى إقليمية تستغل التبعات الاقتصادية لإغلاق معبر تل كوجر، ولكنه أكد في ذات الوقت أن مناطق شمال وشرق سوريا ستعتمد على إمكاناتها الذاتية لتجاوز القرار الأممي الجائر.
وفي الـ 9 من تموز الحالي، أقر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة مشروع قرار أعدته روسيا والولايات المتحدة الامريكية بتمديد قرار إغلاق معبر تل كوجر الحدودي بين شمال وشرق سوريا والإبقاء على معبر باب الهوى بين تركيا وإدلب الذي تحتله تركيا والمجموعات المرتزقة المصنفة إرهابياً مفتوحاً.
وبالرغم من دعوات متكررة وجهتها الإدارة الذاتية والشعب لعدم تسييس مسألة المساعدات الإنسانية إلا أن القوى الدولية تجاهلتها وأغلقت المعبر الذي كان متنفساً لمناطق شمال وشرق سوريا المحاصر من قبل تركيا في الشمال ومن قبل حكومة دمشق في الداخل وكذلك من جهة معبر سيمالكا الحدودي بين روج آفا وباشور.
وتزامن القرار الأممي مع حملة تشويه ضد الإدارة الذاتية في الداخل وتهديدات تركيا باحتلال المزيد من المناطق المحررة من داعش في شمال وشرق سوريا.
إغلاق معبر تل كوجر رضوخ للمساومات التركية والروسية
وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لقمان أحمي "الإدارة الذاتية وعلى مدى أكثر من سنة عند إغلاق معبر تل كوجر اليعربية لم تدخر جهداً في سبيل إعادة فتح هذا المعبر، وفي سبيل ذلك كان هناك عدة لقاءات دبلوماسية مع دول عدة لطرح مشروع في مجلس الأمن يكون من ضمنه فتح المعابر السابقة التي أغلقت بفيتو مزدوج روسي – صيني، ولكن نتيجة المساومات التي حدثت قبل التصويت على القرار الأخير في مجلس الأمن الدول التي كانت لديها مواقف إيجابية بشان فتح معبر اليعربية للأسف لم تستمر على تلك المواقف ورضخت للمساومات الضغوط الروسية والتركية".
وأضاف أحمي "طبعاً معبر تل كوجر كان شريان رئيس لمنطقة شمال وشرق سوريا في حالة الحرب التي نعيشها وفي حالة الحصار الاقتصادي والسياسي التي تحاول جهات متعددة فرضها على الإدارة الذاتية.
وأكد أحمي أن "الادارة الذاتية ومنذ تأسيسها لم تعتمد على العامل الخارجي، لكن هذا العامل الخارجي كان عاملاً مساعداً في سبيل تقوية العوامل الداخلية سواء الجانب العسكري أو الاقتصادي أو الخدمي، وأيضاً من الناحية الإنسانية حيث هناك مخيمات عديدة تؤوي مئات الآلاف من النازحين وكذلك من عائلات داعش، هذا الأمر يتطلب دعم دولي لكي تستطيع الإدارة الذاتية القيام بواجباتها تجاه هذه المخيمات".
وأضاف في السياق ذاته "وكان معبر تل كوجر أيضاً رافداً للمنطقة بالدواء. في بعض الأحايين كان النظام السوري يفرض حظراً على دخول الأدوية إلى مناطق شمال وشرق سوريا. مع أن المعبر لم يكن يعمل بطاقته القصوى بل بأدنى طاقته إذا أخذنا بعين الاعتبار أيام كان المعبر عاملاً، ولكن النقطة الأساسية بالنسبة للإدارة الذاتية أن هذا المعبر كان متنفساً ورافداً للإمكانات المحلية الموجودة وفي حال كان حصار كامل على المنطقة كان شرياناً نستطيع من خلاله تأمين أغلب المواد التي نحتاجها".
'يحاولون الضغط على الإدارة الذاتية لتقديم التنازلات في مشروعها السياسي الخاص بدمقرطة سوريا'
وعن الهدف الرئيس من قرار إغلاق معبر تل كوجر، لفت المتحدث باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" الدول المجاورة، ،والمتدخلين في الشأن السوري ليس من مصلحتهم أن يكون للإدارة الذاتية قرار مستقل وهم بعدم فتح هذه المعابر وإغلاق المعابر الداخلية بيننا وبين المناطق الداخلية في سوريا يحاولون الضغط على الإدارة الذاتية لتقديم التنازلات في مشروعها السياسي الخاص بدمقرطة سوريا وإيصال سوريا أو الوطن السوري إلى دولة ديمقراطية لا مركزية تعددية"، مضيفاً " هذا المشروع لا يتوافق مع المتدخلين في الشأن السوري لذلك تتم محاربة هذا المشروع أولاً من الجانب الاقتصادي والعسكري والجانب السياسي وحتى الجوانب الدبلوماسية. هذه الأمور واضحة بالنسبة للإدارة الذاتية مع ذلك لم تدخر الإدارة الذاتية جهداً في سبيل أن يكون هناك معبر رسمي مفتوح على دول العالم ولكن سياسات الدول التي تعتبر مصالحها في المقدمة لم تشأ أن يتم فتح هذا المعبر".
وشدد أحمي على أن الإدارة الذاتية "تريد الاعتماد على نفسها، وسياسة الإدارة الذاتية من بدايتها وحتى الآن هو الاعتماد أولاً على الذات، وإن وردت مساعدات أو دعم دولي فإنه سيكون رافداً لمشروع الإدارة الذاتية ألا وهو الاعتماد على الذات".
الإدارة الذاتية ستواصل جهودها الدبلوماسية
وأشار أحمي إلى أن "الإدارة الذاتية ستواصل الجهود الدبلوماسية إن كان هناك إمكانية لإعادة النظر في هذا القرار أو عندما تنقضي مدة ستة أشهر وإعادة النظر في هذا القرار وأن تكون هناك مواقف دولية واضحة بشأن فتح معبر تل كوجر، ولكن الإدارة الذاتية وكما كانت منذ البداية تعتمد على نفسها وستواصل هذا المنهج وتحاول فتح جميع الطرقات بالسبل الدبلوماسية".
وذكر أحمي التحديات التي تواجه الإدارة الذاتية "هناك تحديات عديدة إذا أخذنا بعين الاعتبار الجار الشمالي لنا الدولة التركية التي تحاول بشتى الوسائل لإسقاط الإدارة الذاتية وكذلك هناك متدخلون في الشأن السوري من الجنوب يريدون إفشال هذا المشروع. وكذلك النظام لا يخفى على أحد بأنه لا يريد أن يكون هناك مشروع ديمقراطي يمثل بديلاً له داخل سوريا".
حكومة دمشق رحبت بمخطط خنق السوريين اقتصادياً في شمال وشرق سوريا
وعن موقف حكومة دمشق من إغلاق معبر تل كوجر، أوضح أحمي " عندما صدر قرار مجلس الأمن كان هناك وزير الخارجية السوري يرحب بهذا القرار، وكانت مفاجأة لنا، كيف يرحب بقرار يفتح المجال للمجموعات الإرهابية أن يكون لها تواصل مع الخارج مع أن مشروعها هو مشروع إلحاق جزء من الأراضي السورية بالدولة التركية وكيف لا يكون لديه ترحيب بأن يكون هناك معبر آخر مفتوح على الخارج لشمال شرق سوريا مع أن مشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومنذ بداية تأسيسه يحافظ على وحدة الأراضي السورية، ولكن يريد أن يكون هناك تغيير في النظام السوري الحاكم لتنال المكونات في سوريا حقوقها. هنا المفارقة والتساؤل كيف يكون لمنطقة محتلة ويحكمها إرهابيون أن يكون هناك ترحيب من النظام السوري بأن هذا المعبر ظل مفتوحاً".
توافق دولي على قبول الإرهابيين ورفض المشروع الديمقراطي
وسلّط أحمي الضوء على ازدواجية المعايير الدولية في التعاطي مع الملفات الإنسانية "المفارقة أيضاً أن الميليشيات الحاكمة في تلك المنطقة موجودة على قائمة الإرهاب الدولية، وليس على قوائم الإرهاب لدى دولة معينة فهي على قائمة الإرهاب التي أصدرتها الأمم المتحدة ومع ذلك هناك تعامل رسمي مع هذه الجهة، وهذا يرسل إشارات واضحة للشعب السوري أن الإرهابيين هناك توافق دولي على قبولهم ولكن عندما يكون هناك مشروع ديمقراطي لحل الأزمة السورية فهناك توافق على عدم قبولهم".
وأشار أحمي إلى" تناقض في موقف النظام السوري من مسألة فتح معبر باب الهوى واتهاماته للإدارة الذاتية، وكذلك في الموقف الروسي بشأن إبقاء معبر باب الهوى مفتوحاً واتهامه للإدارة بأن لا تذهب مذاهب انفصالية مع أن الدولة الروسية والمسؤولون الروس وعلى ومدار اللقاءات معهم يدركون أن مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا هو مشروع للحفاظ على وحدة سوريا على أساس أن تتمتع جميع مكونات الشعب السوري بما فيهم العرب والكرد والسريان والآشوريين والتركمان والأرمن بحقوق متساوية ضمن دولة سوريا المستقبل التي نتمناها تعددية ديمقراطية لا مركزية يبدو المشروع الديمقراطي مشروع نيل المكونات لحقوقها يؤرق الأنظمة سواء في الشرق الأوسط أو غيرها من المتحكمين في السياسة الدولية.
وكرر أحمي أن الاعتماد على الذات هو الطريقة الأمثل لتجاوز تبعات إغلاق معبر تل كوجر "سنعيد مرة أخرى بناء اقتصادنا في المنطقة الذي دمرته الحرب بإمكاناتنا الذاتية، وسنحاول بأقصى جهدنا أن يكون هناك دعم من الرأي العام العالمي في سبيل دعم هذه المنطقة ورفدها بالإمكانيات والوسائل الممكنة لانطلاقتها من جديد لكي تستطيع الاعتماد على نفسها وأن تصبح مرة أخرى سلة الاقتصاد والغذاء في سوريا".
استمرار مكافحة داعش يتطلب دعماً دولياً
وانتقد أحمي الموقف الروسي من شعب شمال وشرق سوريا "الموقف الروسي واضح منذ بداية إغلاق المعبر نتيجة استخدام الفيتو، والموقف الروسي يعتمد على اقتناص الفرص والوصول إلى ما تريده خطوة خطوة، وهذا معروف للإدارة الذاتية، وكذلك سياسات الدول الأخرى. نحن نحاول الاستفادة من هذه السياسات لأننا لا نستطيع تغييرها، لكن الإدارة الذاتية لديها منهج ثابت ألا وهو حماية الشعب في شمال وشرق سوريا، وفي سبيل حماية شعبنا قادت قسد حملات عسكرية ضد تنظيم داعش، وإن كان هناك دعم دولي في البداية نحن دافعنا عن شعبنا ولكن الدفاع عن شعبنا والقضاء على داعش صبّ في مصحة الدول الأخرى أيضاً التي كان يهددها تنظيم داعش"، وتابع " وكنا نأمل بما أننا قضينا على داعش معاً وأن نكافح تبعات داعش معاً، ومن مكافحة تبعات تنظيم داعش أن يكون معبر مفتوح على شمال وشرق سوريا يمدها بالمساعدات الإنسانية والدوائية".
'ميزان المصالح يغلب ميزان المبادئ'
وانتقد أحمي موقف الولايات المتحدة الأمريكية دون الإشارة إليها صراحة "كان المأمول ألا يضعنا الحلفاء تحت ضغط النظام السوري ومساوماته، ولكن هذه السياسة الدولية التي تدير العالم ونحن جزء من عالم يعتمد على المصالح ولا يعتمد على المبادئ التي ينادون ليل نهار.
ولفت المتحدث باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إلى وجود" تناقضات بين المشاريع التي يريدون تسييرها في سوريا. بالنسبة للدولة الروسية هي دولة فيدرالية مع ذلك ترفض روسيا أن تكون سوريا دولة فيدرالية أو دولة لامركزية. أيضاً الجهات الأخرى تنادي ليل نهار بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية، ولكن يضعون ميزان مصالحهم في ميزان المبادئ التي ينادون بها، ميزان المصالح يغلب ميزان المبادئ. نحن في هذا العالم ونحن واقعيون وندرك السياسة الدولية ونعمل بأقصى جهدنا لتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة وأن نحافظ على المكاسب التي حققها شعبنا بدمائه وأن نصل بسوريا إلى دولة ديمقراطية لامركزية تعددية".
وشدد أحمي على ضرورة استمرار محاربة داعش" قضينا على داعش معاً وبريادة قوات سوريا الديمقراطية على الأرض، ويجب أن نحارب نتائج القضاء على داعش على الأرض معاً. هناك عوائل داعش في مخيم الهول. عشرات الآلاف من هؤلاء بحاجة إلى برامج إعادة دمجهم في المجتمع وإمكانات الإدارة الذاتية لا تكفي. هناك مقاتلون إرهابيون من داعش في سجون الإدارة الذاتية وإمكانات وموارد الإدارة الذاتية لا تكفي للحفاظ عليهم في هذه سجون بدون دعم دولي".
وتابع "أيضاً هناك المهجرون والنازحون في شمال وشرق سوريا".
وحذر أحمي " إن لم يكن هناك دعم دولي في سبيل بناء البنية التحتية من جديد داعش وغير داعش من الدول المتدخلة في الشأن السوري سيستغلون حاجة هؤلاء إلى تأمين معيشة عوائلهم وأن يجندوهم في سبيل تحقيق أجنداتهم المختلفة. والجميع يعلم كيف تستخدم الدول المجاورة وكذلك الدول الإقليمية ليس فقط في سبيل ضرب المشروع في شمال وشرق سوريا وإنما يجندوهم لإرسالهم إلى ليبيا وأفغانستان في سبيل تحقيق مصالح تلك الدول".
وأكد أحمي أنه" في سبيل القضاء على البيئة التي تنتج الإرهابيين لا بد من دعم دولي لإعادة بناء البنية التحتية ومساعدات دولية للنازحين والمهجرين إلى حين تتمكن الإدارة الذاتية من إعادة بناء البنية التحتية وينطلق اقتصادها اعتماداً على ذاتها".
المعلومات الأساسية
تاريخ الصدور
2021/07/15
اللغة
العربيةنوع الوثيقة
بيان صحفي
المنطقة الجغرافية
محافظة الحسكة-تل كوجرالبلد المستهدف
تركياسوريةكود الذاكرة السورية
SMI/A200/594856
العنوان الأصلي للوثيقة
لوكالةANHA: لقمان أحمي يحذر من استغلال تبعات إغلاق معبر تل كوجر من قبل داعش وقوى إقليمية
الجهة المصدرة
حزب الخضر الكردستانيالمجموعات
المعابر الحدوديةكيانات متعلقة
شخصيات مرتبطة
لقمان أحمي
يوميات مرتبطة
لايوجد معلومات حالية