بيان

تتعرض كردستان بشقيها الجنوبي والغربي، لهجمة عدوانية غادرة لم تسبق لها مثيل. حيث تتكالب العصابات الظلامية التكفيرية مع القوى الفاشية الشوفينية من بقايا البعث الصدامي، مستهدفة المكتسبات التي تحققت في كردستان الجنوبية والغربية. وقد توجت هذه الهجمات بالعدوان الوحشي البربري على منطقة شنكال الكردستانية في الثالث من أغسطس الحالي، لتذرع فيها الموت والدمار، وتستخدم كافة الأساليب الإجرامية من ذبح واختطاف لمئات النسوة وقتل جماعي لترهيب الكرد الإيزيديين وطردهم من مناطقهم. فقد مزقت العوائل ودمرت البيوت فوق ساكنيها وقتل الأطفال في أحضان أمهاتهم ومات مئات الأطفال والشيوخ جوعاً وعطشاً.

لقد هزت هذه الجريمة المروعة ضمائر كل الشرفاء في العالم، في ظل صمت دولي مؤسف، فالحراك الدولي المتأخر لم يرتقي إلى مستوى فظاعة هذه الإبادة الجماعية. كما إن المجتمع الدولي متمثلاً في مجلس الأمن والأمم المتحدة لم يلبي الحد المطلوب من نداء الاستغاثة من جانب الكرد الإيزيديين الذين يتعرضون لحرب إبادة أمام مرأى ومسمع العالم بأسره. ولولا بسالة وحدات حماية الشعب التي ضحت بالعشرات من مقاتليها واستطاعت ايصال أكثر من مائة ألف إيزيدي كردي إلى روجأفا لكانت الكارثة أكثر هولاً وفظاعة.

وقد سبق احتلال شنكال الهجوم الذي شنه القوى المتشددة على الموصل وما رافقه من ممارسات وحشية ضد الإخوة السريان والكلدو آشور من قتل واختطاف وإحراق للكنائس، وكان أخرها اقتحام بلدة (قرقوش ) ذات الأغلبية المسيحية التي فر جميع أبناءها إلى كردستان، مما يشير إلى عمليات التطهير العرقي الذي تمارسه هذه العصابات الإجرامية. ولايخفى على أحد بأن كردستان روزأفا تتعرض لهجمات العصابات التكفيرية من حوالي عامين بدءً من ( سري كانيه) ومروراً بعفرين وكوباني وانتهاءاً بعدة محاور في مقاطعة الجزيرة. وقد صعدت هذه الهجمات بعد انطلاق الإدارة الذاتية الديمقراطية في روزأفا، مما يؤكد بإن القوى التكفيرية تستهدف أيضاً القيم الديمقراطية التي اعتمدتها الإدارة من خلال الخطوة التشاركية بين مكونات الإدارة الذاتية التي عززت العلاقات الأخوية بين العرب والكرد والسريان والأقليات الأخرى. وشكلت صفعة للدسائس والفتن التي ترمي إلى دق أسفين بين مكونات المقاطعات.

من هنا، نعتقد بأن ما تشهده كردستان في هذه الأيام ينبغي أن يشكل حافزاً لتعزيز الصف الكردستاني وتوحيد خطابه السياسي وتقوية قدراته العسكرية تحت إدارة قيادة مشتركة قادرة على زج كل الإمكانات ضد العدو المشترك ودحر العدوان الذي يستهدف كردستان أرضاً وشعباً، والإسراع في عقد المؤتمر القومي الكردستاني بإرادة قومية بعيداً عن المصالح الشخصية والحزبية الضيقة والذي من شأنه أن يعزز الجبهة الكردستانية من خانقين شرقاً إلى عفرين غرباً لإن شعب كردستان هو الأولى بالدفاع عن مكتسباته القومية. وكذلك مساندة ( YPK و HPG ) وبيشمركة كردستان بروح المسؤولية القومية خاصة إن الأيام القليلة الماضية أثبتت شجاعة وجدارة ( YPK و HPG ) في شنكال وربيعة ومخمور وجزعة وغيرها. كما يجب درء مخاطر عزل هذا الطرف الكردستاني أو ذاك دولياً لإن الحياة أثبتت بإن المنجزات التي تحققت في باشور و روزأفا هي المستهدفة من جانب العدو المشترك.

لذلك نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي وكافة منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني المتحضر برمته، للوقوف إلى جانب القوى الكردستانية دون إستثناء، وتقديم كل أنواع الدعم والمساندة له لتمكينه من دحر الإرهاب الذي يشكل خطراً على العالم باسره.

قامشلو 28-8-2014

المكتب السياسي

لحزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا