الرمز القومي البارز والمناضل الوطني الجسور الشهيد البطل محمد فليطاني في ذمة الله

اغتالت رصاصات الغدر والخسة هذا اليوم ابن دوما الباسلة وقائدها المقدام محمد سعيد فليطاني أحد أبرز قيادات الثورة السورية المجيدة ضد نظام الظلم والطغيان والفساد الجاثم على صدر وطننا الحبيب منذ نصف قرن.

لقد تمسك أبو عدنان بالبقاء في أرض الوطن ليقود ثورة الشعب متقدماً الصفوف ضارباً أروع مثال للقائد الذي لا يغادر أرض المعركة ولا يولي الأدبار ولا يأبه بالخطر الأكيد الذي يحوم حوله وكأنه المعني بقول المتنبي:

وقفت وما في الموت شكّ لواقفٍ / كأنك في جفن الردى وهو نائمُ

لقد كان الشهيد البطل علاوة على بسالته مشروعاً وطنياً جامعاً وموحداً هو النقيض لنظام الديكتاتورية والفساد والطائفية مثلما كان في نفس الوقت نقيضاً للبدائل الظلامية المتلحفة بالدين التي تريد الارتداد بالوطن أسوأ ما في العصور الماضية من تخلف وتحجر.

إن اغتيال أبي عدنان إنما يصب في سعي كل هذه القوى المعادية لإبقاء سورية تحت نير نظام الإجرام والهمجية أو نقلها إلى نظام أشد قتامة وبشاعة وإجهاض المشروع الوطني التنويري الذي يريد نقل سورية إلى مستقبل زاهر يكفل حق المواطنة للجميع ويوفر كل الحريات وحقوق الإنسان لكل أفرد ومكونات الشعب السوري في نظام ديموقراطي يقوم على التعددية والتداول السلمي للسلطة في ظل سيادة القانون المنبثق من إرادة الشعب والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والكرامة الإنسانية، وهو المشروع الذي أفنى شهيدنا البطل عمره لتحقيقه ودفع حياته قرباناً له.

إن التيار الشعبي الحر الذي كان الشهيد أبو عدنان مشاركاً في نقاشات تأسيسه، يتقدم بأسمى آيات الإكبار والمواساة إلى أهل الفقيد وإلى مدينة دوما البطلة وإلى التيار الوحدوي وإلى كل قوى الثورة وإلى الشعب السوري البطل، اعتزازاً وفخراً بالقربان الغالي الذي تقدم في سبيل حرية الوطن وكرامة شعبه.

ولكل القوى الآثمة التي أرادت التخلص من هذا المناضل الجسور الذي كان شوكة كبرى في زورها، نقول رغم فداحة الخسارة :

بوركت يا موت الشهيد فقد أتت / في هول وقعك ساعةُ الميلادِ

لا لن تموت فأنت فينا ماثلٌ / متنقلٌ منّا إلى الأحفادِ

فلئن غاب أبو عدنان سينبثق من صفوف شعبنا المعطاء ألوف أبي عدنان يكملون المسيرة وينجزون مشروعه العظيم.

الرحمة والخلود والمجد للشهيد محمد فليطاني ولكل شهداء سورية الأبرار

عاشت سورية حرة عربية ديموقراطية مستقلة

والنصر لثورتها العظيمة

الأمانة العامة للتيار الشعبي الحر

1 / 5 / 2014