اجتمع أعضاء المكتب السياسي لمجلس الثورة بمحافظة حمص في ظل الهجمة الشرسة التي تشنها قوات النظام الأسدي المجرم وميليشيات الشبيحة الموالية له وذلك غداة إعلان مجلس الجامعة العربية عما سمي قبول هذا النظام المجرم لخطة العمل التي طرحتها الجامعة لحل الأزمة في سوريا.

وبعد مشاورات موسعة بين أعضاء المكتب وبين ممثلي القواعد الثورية ومنسقي الأحياء والمناطق والبلدات في المحافظة.

وانطلاقا من واجبنا الوطني بالتفاعل الإيجابي مع أي مبادرة أو طرح قد يكون من شأنه المساعدة على حقن دماء السوريين ويخفف الثمن الباهظ الذي يدفعه أبناء شعبنا العظيم في سبيل نيل حريته وكرامته, ومن دون التفريط بالتضحيات المبذولة أو المساومة على الحقوق الشرعية للشعب أو الركون للأكاذيب والألاعيب التي يمارسها النظام الغادر، فقد عرض ممثلو ومنسقو المجلس مايلي:

1- يرحب شعبنا الثائر من حيث المبدأ بأي جهد عربي –ولو أتى متأخرا- يبذل للجم النظام عن الاستمرار في ذبح الشعب السوري، ويحض العرب شعوبا وأنظمة على ممارسة مزيد من الضغوط لحماية شعبنا من الجرائم اليومية الممنهجة التي يتعرض لها على أيدي هذا النظام الغادر.

2- يدرك الشعب السوري كما النظام الأسدي أن التطبيق الفعلي والأمين لبنود خطة العمل العربية بما تشمل من إلغاء المظاهر المسلحة والسماح لوسائل الإعلام بالتنقل بحرية في سوريا سيسرع حكما في السقوط الحتمي لهذا النظام على أيدي الملايين من أبناء شعبنا الأبي الذين سيحتلون الساحات والشوارع فور بدء تنفيذ هذه البنود.

3- اتضح للعالم أجمع كيف عمل النظام على وأد المبادرة العربية منذ الدقائق الأولى لإعلانها من خلال التصعيد الأمني الشرس الذي استهدف مخلتف المدن والمناطق السورية ولاسيما حمص عاصمة الثورة الصامدة والذي أدى إلى سقوط مئات الشهداء خلال الأيام القليلة التي تلت الإعلان الرسمي عن قبولها مع ما ترافق ذلك من هدم للبيوت وحرق للمحلات التجارية والاعتقال العشوائي للكثير من شبابنا وخاصة أولئك الذين هبوا لإيصال الماء والطعام للأحياء المنكوبة وعلى رأسها حي بابا عمرو الشامخ، ولم يتوقف هذا التصعيد المتعمد أو تهدأ وتيرته رغم حلول عيد الأضحى المبارك الذي استقبلناه بأنهار من الدم قدمها شعبنا على مذبح الحرية والكرامة.

4- يعرف شعبنا الثائر مسبقا كذب هذا النظام وخبثه وإن خرقه للالتزامات المشروطة عليه بخطة العمل العربية منذ اللحظة الأولى لإعلانها لم يكن مستغربا أبدا، وقد كان على مجلس الجامعة العربية أن يستذكر تجاربه الفاشلة مع هذا النظام في اكثر من ملف ونكوله المعهود للمواثيق والوعود التي يقطعها قبل الخوض معه في مبادرات وحوارات لا تتضمن ضمانات فعلية أو آليات تنفيذ عملية وإنما تبدو وكأنها غطاء يستخدمه النظام للإمعان بالقتل وسفك الدماء.

وبناء على ما سبق, تم التوافق على ما يلي:

1- طالما استمر نظام الغدر في نقض مارتبته عليه المبادرة من التزامات فاستمر بعمليات القتل والتنكيل الممنهجين وتابع اجتياحه للمدن والبلدات ومحاصرة الأهالي ودك البيوت على رؤوسهم فإننا من جهتنا لن نكون معنيين بأي التزام قد ترتبه علينا هذه المبادرة.

2- يرفص شعبنا الثائر إعطاء مجلس الجامعة العربية نظام عائلة الأسد أي فرصة أو مهلة إضافية يوغل فيها في القتل والتنكيل ويطالب المجلس فورا باتخاذ الإجراءات الضرورية لإيقاف المجازر التي يرتكبها هذا النظام اللاشرعي بحق أهلنا وعلى رأسها:

أ‌- طرد سفراء هذا النظام في الدول والجامعة العربية.

ب‌- الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري وتسليمه مقار السفارات السورية في الدول العربية.

ت‌- إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن لاتخاذ مايلزم من إجراءات لحماية المدنيين في سوريا وتقديم المجرم بشار الأسد وأعوانه إلى محكمة الجنايات الدولية.

ث‌- إرسال البعثات الإنسانية المختصة الحقوقية والإغاثية والطبية لإغاثة شعبنا الذي يذبح يوميا وتأمين وصول المساعدات الإنسانية وخاصة الطبية للمناطق المنكوبة وإدخال وسائل الإعلام وفورا لتغطي مايحدث على جميع الأراضي السورية.

3- يكرر شعبنا الثائر تأكيده للجميع على رفض الحوار مع القتلة تحت مظلة هذا النظام المجرم، إلا أننا نقبل وبعد تحقيق الشروط الموضوعية اللازمة حوارا يجمع ممثلي الشرفاء من شعبنا عل اختلاف أطيافهم وتياراتهم ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين وبضمانات عربية لنقل السلطة سلميا والانتقال إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية تضمن الحرية والعدالة والمساواة لجميع أبنائها.

حمص في 6\10\2011

عاشت سوريا حرة مستقلة لجميع أبنائها

مجلس الثورة في محافظة حمص

المكتب السياسي