في سياق التواطئ الواضح والمستمر بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ونظام عائلة الأسد حامي حدودها الشمالية، وبعد التسريبات التي أثيرت حول لقاء أركان من النظام الفاقد للشرعية مع مسؤوليين اسرائيليين للاتفاق على تنازلات جديدة يقدمها هذا النظام المتهالك مقابل زيادة الدعم السياسي من قبل حزب الليكود.

وحيث أن مصالح الطرفين تلتقي على الخوف من أن تنال الشعوب العربية حريتها، كما تتعزز بتأجيج الفتن الطائفية والمذهبية في المنطقة، خرج علينا رأس النظام الفاقد للشرعية ورئيس الأركان الإسرائيلي في نفس اليوم ليتحدثوا عن الفتنة الطائفية في سوريا ويهولوا بها وكأنها قدر محتوم مكررين محاولاتهم الدنيئة لوصم الثورة السورية العظيمة بما لايليق بها، حتى أن الجنون قد وصل بالمسؤول الإسرائيلي لحد أنه اعتبر أن من واجب اسرائيل الاستعداد لاستقبال لاجئين علويين سيفروا إليها بعد سقوط نظام الأسد !!.

إن العرض الذي يقدمه الاسرائيليون لأبناء الطائفية العلوية لاستقبالهم لاجئين في الجولان نراه حركة مفضوحة لدعم النظام الأسدي من خلال ما يلي:

1- تمرير رسائل مبطنة للرأي العام الدولي بأن ما يحدث في سوريا ليس ثورة شعبية لإقامة دولة مدنية ديمقراطية وإنما هو مجرد نزاع طائفي سيكون نتيجته تهجير طائفة إلى دولة مجاورة.

2- إظهار إسرائيل وكأنها دولة كريمة عطوفة على الشعوب المجاورة وتفتح أبوابها للمضطهدين منهم، وهي التي اضطهدت عبر تاريخها وهجرت ملايين العرب الذين نزحوا لاجئين إلى بقاع الأرض!.

3- العمل على بث الرعب في قلوب البسطاء من أبناء الطائفة العلوية ودفعهم للتخلي عن الثورة والالتفاف حول النظام والتمترس والقتال إلى جانبه متوهمين أنهم يدافعون عن أنفسهم ويحمون عائلاتهم من التهجير.

4- محاولة تضليل ابناء الطوائف الأخرى وإيهامهم أن اسرائيل حريصة على العلويين دون غيرهم وأن هناك علاقات طيبة معهم، وذلك بغية حرف بوصلة الثوارعن هدفهم النبيل ودفعهم للشك بوطنية إخوتهم العلويين الثائرين معهم.

إننا لانعتقد أن من الصدفة أن يتزامن العرض الإسرائيلي مع ما أطلقه بشار المجرم في نفس اليوم للأقلية الملتفة حوله من شبيحة ومنتفعين ومغسولي أدمغة من ثناء وشكر لمشاركتهم قوى الجيش والأمن عمليات القمع الدموية وتشكيلهم لجان شعبية ترافق دباباتهم وتقدم لهم الدعم اللازم، وزاد المجرم على ذلك الثناء بدعوتهم لتوسيع مشاركتهم لحسم المعركة ضد شعبه الاعزل، وكل هذا بهدف توريطهم بمزيد من الدماء وزجهم في حرب مع أهلهم تأمن له ربط مصيرهم بمصيره.

وإننا إذ نشيد بوعي أحرار سوريا الذين لاينجرون وراء شيء مما يستدرجهم إليه النظام وحلفاؤه، فإننا نحذر عملاء النظام في الداخل من الاستمرار في اللعب على الوتر الطائفي الذي سيحرقهم قبل غيرهم.

وإن مايقوم به الإسرائيليون من محاولات مفضوحة كهذه سعيا لإنقاذ نظام الأسد مرفوض رفضا قاطعا من الشعب السوري الواحد بكل أطيافه وتياراته، فأبناء الطائفة العلوية الأشراف ليسوا بحاجة لحماية من أحد إلا من هذا النظام الذي يحاول أخذهم رهينة تدفع ثمن فساده وإجرامه، ولايوجد أي سوري معرض لخطر التهجير بعد سقوط هذا النظام، إلا من قد يختار من أركان النظام نفسه الفرار لإسرائيل أو غيرها هربا من المحاكمة العادلة التي تنتظره.

لقد احتضن أبناء الطائفة السنية في سوريا عامة وفي حمص خاصة كل العلويين الشرفاء الذين انخرطوا في ثورة الحرية والكرامة والتجؤوا إلى إخوتهم في الوطن الذين استقبلوهم بينهم وبذلوا ويبذلون أرواحهم لحمايتهم من بطش هذا النظام الغادر.. وليست الفنانة فدوى سليمان والحقوقي محمود عيسى والكاتبة رغدة حسن إلا بعض أمثلة على ذلك.

نؤكد على مرتكزات ثورتنا الوطنية السامية والتي أكدنا عليها منذ انطلاقتها، هذه ثورة تضم أحرار السوريين من كل الطوائف والأعراق ضد الفاسدين والمجرمين من كل الطوائف والاعراق، ثورة شعبية مدنية لتحقيق الحرية والكرامة والعدالة لكل السوريين بلا استثناء.

كما نحذر الجميع بأن الشعب السوري في حل من أي اتفاقات أو صفقات سرية قد يوقعها هذا النظام الفاقد للشرعية ضد مصلحة سوريا الوطنية ، ولن نكون ملزمين بأي اتفاقيات أو معاهدات دولية مالم توقع عليها حكومة شرعية منتخبة ديمقراطيا.

والنصر لثورتنا

عاشت سوريا حرة أبية لجميع أبنائها

حمص في 11 كانون الثاني 2012

مجلس الثورة في محافظة حمص

                 المكتب السياسي