قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ اشتباكاتٍ دارت في عدة أحياء بمدينة حلبَ بين قوات النظام والجيش الحر الذي هاجم عدة حواجزَ في المدينة، وأضاف المرصد أنّ أصوات انفجارات سُمعت بالتزامن مع هذه الاشتباكات، ولم يتحدث المرصد عن نتائج هذه الاشتباكات. وشنّت قوات النظام حملة اعتقالات في حي طريق الباب كما اعتقلت 5 اشخاص في حي الأنصاري وشخصين على أحد الحواجز في حي الميسر. وفي ريف حلبَ الشمالي سيطر الجيش الحر على مبنى الرابطة الفلاحية في مدينة إعزاز، الذي حوّلته قوات النظام إلى مركز أمني، وردّت قوات النظام بقصف المدينة بالمدفعية والصورايخ، وتسبب ذلك بسقوط جرحى مدنيين ونزوحِ آخرين، كما وثّقت "شبكة حلب الإخبارية" أسماء 7 عناصر من الجيش الحر قُتلوا خلال الاشتباكات في إعزاز، بينهم مجند منشق من محافظة دير الزور. وأضافت الشبكة أنّ قصف قوات النظام شمل مدن وبلدات الأتارب وعنجارة وبيانون ودارة عزة وقبتان الجبل ومناطقَ أخرى في ريفي حلب الغربي والشمالي.

وبعد رفع أنقاض أحد المباني المدمَّرة في مدينة حريتان عثر الأهالي على هاتف محمول لأحد مقاتلي الجيش الحر الذين قضَوا داخله خلال اقتحام قوات النظام للمدينة (بتاريخ 6 نيسان/ أبريل 2012)، وقال صاحب المقطع المصوَّر إنّ دبابة النظام تحاصرهم داخل المبنى وإنّهم على الأغلب لن يخرجوا أحياء، وبثّ رسالة وداع لأهله وختم المقطع بقوله "شهداء بإذن الله". وقال محمود عربش لمشروع الذاكرة السورية، وهو أحد أعضاء "مجلس شورى حريتان" في ذلك التاريخ، إنّ هذا الشاب الذي يتحدث في المقطع المصوَّر هو عبد الرحمن بن جمال عبد الحي الذي قُتل مع أخيه الملازم أول المنشق محمد جمال عبد الحي و7 آخرين، وأضاف أنّه "مع بدء حملة النظام على ريف حلب الشمالي في بداية شهر نيسان من العام 2012 قرر الجيش الحر الانسحاب من حريتان وعدمَ المقاومة بسبب ضعف إمكانيّات الصمود وقلة الذخيرة"، وقال عربش "لجأت هذه المجموعة من الجيش الحر إلى أحد المزارع القريبة من مدينة حريتان على طريق تل مصيبين، ولكن قوات النظام بناء على معلومات من أحد الجواسيس عرفت بوجودهم داخل المنزل، وحاصرتهم لأكثرَ من 8 ساعات قبل أن تقصف المنزل بالدبابات وتُحرقَ المنزل بمن فيه"، وأضاف أنّ رئيس قسم مكافحة الإرهاب في فرع أمن الدولة المقدمَ مالك محمد مسعود الذي كان يقود الحملة على مدينة حريتان قُتل على يد أحد عناصر هذه المجموعة ويدعى عبد الحميد خسة ببندقية صيد (بومبكشن)، قبل أن تقتله قوات النظام وتدهسَ جثته بعربة بي إم بي".