شهدت مدينة درعا في يوم "جمعة الصمود" وقوع مجزرة بين المتظاهرين، هي الأعلى بين أيام الجمعة السابقة رغم تطمينات مسؤولين من قيادة النظام للأهالي بعدم التعرض للمظاهرات.

وقد تجمع عشرات الآلاف في درعا البلد بعد صلاة الجمعة، ووصلت حشود ضخمة إلى درعا المحطة قادمة من أحياء المدينة ومن قرى وبلدات المحافظة.

وبدأت المجزرة حين قامت قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين القادمين من درعا البلد إلى درعا المحطة لمنعهم من الوصول والتجمع هناك، ليقوم المتظاهرون في درعا المحطة بمحاولة الوصول إلى درعا البلد وفك الحصار عنها، وقام القناصة المتمركزون على مبنى اتحاد شبيبة الثورة وعدد من المباني الحكومية باستهداف المتظاهرين وقتلهم واستهداف سيارات الإسعاف، حيث قُتل الممرض موفق دخل الله والطبيب طه السكري بينما يحاولون إسعاف المصابين.

وأحرق المتظاهرون مقرًا لحزب البعث ومزقوا صورًا لحافظ الأسد وباسل الأسد وبشار الأسد، وقاموا بمهاجمة سيارات الأمن والمباني التي يتمركز عليها القناصة، بينما استهدف عناصر الأمن المتظاهرين ولاحقوهم واعتقلوا بعضهم، وأظهر مقطع مصور سحل جثة يوسف أبو القياص بعد قتله، ونقل الأهالي المصابين والضحايا إلى المستشفى الميداني في الجامع العمري، حيث أسفرت المجزرة عن مقتل نحو 28 مدنيًا من مدينة درعا ومناطق المحافظة بنيران النظام.

في حين شارك الآلاف في مدينة جاسم في مظاهرة مركزية تجمع فيها المتظاهرون من مدن وبلدات جاسم ونمر والحارّة وإنخل والمناطق القريبة، وقد حمل المتظاهرون علمًا سوريًا كبيرًا، وتجمعوا في ساحة المدينة حيث تم إلقاء الكلمات والخطب، وردد المتظاهرون هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"بالروح بالدم نفديك يا دوما" و"من حوران هلت البشاير". وحضر المظاهرة المفكر ومنظر النضال السلمي جودت سعيد وألقى كلمة دعا فيها إلى التزام السلمية في المظاهرات.

(أسماء ضحايا مجزرة جمعة الصمود: محمد يوسف أبو القياص، محمد الجهماني، إسماعيل أحمد إبراهيم، ياسر العاسمي، محمد طه الغز، محمد عزمي خلف، عبد الرحمن صالح الحمادي، محمد يوسف الحاري، محمد طه المحمود، أحمد الحمادي، الطبيب طه السكري السلامة، الممرض محمد موفق دخل الله، الطفل صالح بشير علوه (اختناقًا بالغاز)، ياسر عطا الله النابلسي، بشار محمد الحاري، محمد عيد الزعبي، عبد الرحمن القطيفان، جمال موسى أبازيد، رسلان الحريري، محمد الصلاحين، عبدو علي حمد، قاسم النصيرات، محمد رشدان أبو حلاوة، محمد عبد الرزاق الشرع، إبراهيم صلوع، محمد الراضي، عيد صلاح محمد (مصري الجنسية)، وسيم المسالمة، موسى صالح المسالمة (توفي متأثرًا بإصابته في اليوم التالي)).