أفرجت مجموعات عشائرية بعد منتصف الليل عن جميع المحتجزين لديها في حي المقوس بمحافظة السويداء، مقابل إطلاق الفصائل المحلية (الدرزية) سراح محتجزين من أبناء العشائر، في حين قالت شبكة "السويداء 24" إن هجومًا تتعرض له قرى في ريف المحافظة الغربي، بينها تعارة والدور والدويرة، بالتزامن مع قصف بالهاون والطيران المسير.

وأصدرت وزارة الداخلية بيانًا قالت فيه إن غياب المؤسسات الرسمية ساهم في تفاقم الفوضى في السويداء وعجز المجتمع المحلي عن احتواء الأزمة، وإن وحدات من قوى الأمن الداخلي بالتنسيق مع وزارة الدفاع بدأت التدخل لوقف الاشتباكات وفرض الأمن وملاحقة المتسببين وإحالتهم إلى القضاء.

كما أصدرت الداخلية بيانًا آخر قالت فيه إن دخول قوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع إلى المحافظة جاء في إطار واجبها الوطني لحفظ الأمن ووقف إراقة الدماء، وإنها لا تنحاز لأي طرف، ودعت إلى حل الخلافات عبر مؤسسات الدولة والقضاء، والتعاون لضمان عودة الهدوء وصون السلم الأهلي وحماية الأرواح والممتلكات.

وأصدرت وزارة الخارجية بيانًا أعربت عن أسفها للتصعيد، وقالت إن قوى الأمن تعرضت لكمائن مسلحة وعمليات خطف في أثناء قيامها بواجبها.

في حين أصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز بيانًا دعت فيه إلى تدخل وحماية دولية عاجلة في السويداء، ورفضت دخول قوات الأمن إلى المحافظة، واتهمت تلك القوات بقصف بلدات في الليلة الماضية ومساندة المهاجمين باستخدام أسلحة ثقيلة وطائرات مسيّرة.

ألقى الطيران الحربي الإسرائيلي ظهرًا بالونات حرارية فوق منطقة الاشتباكات في ريف السويداء الغربي، مع تحليق مكثف في ريف درعا الشرقي، بحسب "تلفزيون سوريا". بالتزامن مع وصول تعزيزات للجيش السوري إلى أطراف المحافظة، تضم دبابات ومدرعات ومدافع ومئات الجنود.

ووثقت شبكات محلية إصابة مدنيين من جراء المواجهات في حي المقوس بمدينة السويداء، بينهم أطفال ونساء، وقالت إن مجموعات مسلّحة (درزية) منعت المدنيين من الخروج، كما أطلقت عشائر في المحافظة نداءات استغاثة لإجلاء الجرحى، وتمكنت سيارات إسعاف لاحقًا من نقل عدد منهم إلى مشافي درعا.

وانتشرت قوات الجيش والأمن الداخلي في بلدات وقرى تعارة والدور والسميع، بينما قصفت الطائرات الإسرائيلية عدة دبابات في قرية سميع، بحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي، وشهدت الحدود السورية في الجولان المحتل استنفارًا للجيش الإسرائيلي.

وأصدرت "حركة رجال الكرامة" بيانًا طالبت فيه بسحب قوات الجيش فورًا، واتهمت الحكومة بعدم التنسيق معها وعدم تنفيذ التفاهمات السابقة، وقالت إن الحكومة تعرقل تسليم السلاح في المحافظة.

وأصدرت وزارة الدفاع بيانًا حول الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء، وقالت إن الفراغ المؤسساتي الذي رافق اندلاع الاشتباكات ساهم في تفاقم الفوضى، وأضعف قدرة الأجهزة الأمنية والعسكرية على التدخل المبكر، وإنها بدأت نشر وحدات عسكرية متخصصة في المناطق المتأثرة، وتأمين ممرات آمنة للمدنيين، والعمل على فك الاشتباكات بسرعة، مع التشديد على التزام القوات بحماية المدنيين وفق القانون، ودعت جميع الأطراف إلى التعاون مع الجيش وقوى الأمن الداخلي والتحلي بضبط النفس.

وقال وزير الدفاع مرهف أبو قصرة في منشور على صفحته على "إكس" إنه وجّه تعليمات مباشرة للعسكريين بحماية المدنيين ومنع الانتهاكات، بينما قال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا إن القوات الأمنية قريبة من دخول مدينة السويداء بعد السيطرة على بلدة المزرعة ومصادرة مستودعات أسلحة.

ونقل "تلفزيون سوريا" عن مصدر في وزارة الدفاع مقتل 6 عناصر من الجيش خلال محاولة فض النزاع.

كما أصدرت دار الإمارة في بلدة عرى بيانًا دعت فيه إلى وقف فوري للاقتتال في المحافظة، وأكدت أن الاعتماد على الدولة هو السبيل الوحيد لإعادة الأمن والأمان إلى المنطقة.

قرابة الساعة 7 قبل المغرب شن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على قريتي المزرعة وكناكر في السويداء، بينما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية المقدم حسن عبد الغني مقتل 18 عنصرًا من الجيش خلال اشتباكات مع مجموعات مسلحة في المحافظة.

وأصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز بيانًا مساء اليوم قالت فيه إنها طالبت منذ البداية بوقف إطلاق النار والتهدئة، وأكدت رفضها أي فصائل "تكفيرية" أو "خارجة عن القانون"، ودعمها لتنظيم شؤون المحافظة عبر شرطة محلية من أبنائها، والتمسك بالسلم والتفاهم الدبلوماسي.

وقال وزير الخارجية أسعد الشيباني إن الدولة السورية ما تزال تعاني من إرث نظام الأسد في ضبط السلاح المنفلت، وأكد أن عملية السويداء تهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار وحماية المدنيين، وأن حماية الطائفة الدرزية واجب الدولة السورية، وأنه لا يجب لأي طرف التدخل بالشأن السوري.