أعلن قائد الأمن الداخلي في السويداء العميد أحمد الدالاتي فرض حظر تجول في شوارع المدينة اعتبارًا من الساعة 8 صباحًا وحتى إشعار آخر، وقال إن قوات من وزارتي الداخلية والدفاع ستباشر دخول مركز المدينة لحماية المدنيين واستعادة الأمن، وحمل الدالاتي المرجعيات الدينية وقادة الفصائل المسلحة (الدرزية) المسؤولية الوطنية ودعاهم للتعاون لضمان استقرار المدينة.

في حين أصدرت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز بيانًا رحبت فيه بدخول القوات الحكومية لتأمين المحافظة، ودعت جميع الفصائل المسلحة (الدرزية) للتعاون مع القوات وتسليم أسلحتهم لوزارة الداخلية دون مقاومة.

بعد ساعتين من دخول قوات الحكومة السورية إلى مدينة السويداء، أصدر الشيخ حكمت الهجري بيانًا رفض فيه الاتفاق، ودعا الفصائل المسلحة (الدرزية) للاستمرار في مقاومة الجيش، وقال إن بيان الترحيب بدخول القوات فُرض من دمشق وتحت ضغوط دولية، وأن القصف الحكومي على المدينة استمر رغم البيان.

وشهدت المدينة تحليقًا للطيران الإسرائيلي واستهداف آليات عسكرية تابعة للجيش، ما أسفر عن مقتل وإصابة عناصر القوات الحكومية إثر اشتباكات مع فصائل مسلحة (درزية) وكمائن، أبرزها في محيط مبنى المحافظة.

وأصدرت وزارة الداخلية بيانًا أعلنت فيه السيطرة على مركز مدينة السويداء، وقالت إنه بعد العملية عُقد اجتماع موسع ضم قائد الأمن الداخلي في السويداء العميد أحمد الدالاتي وعددًا من رجال الدين ووجهاء المدينة، تم خلاله الاتفاق على تثبيت نقاط أمنية داخل المدينة وسحب الآليات العسكرية ووحدات الدفاع، ولكن مجموعات مسلحة خرقت الاتفاق واستهدفت عناصر الشرطة والأمن، بالتزامن مع استهداف الطيران الإسرائيلي مواقع انتشار القوات الأمنية والعسكرية دعمًا لهذه المجموعات، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش السوري، بالتزامن مع استمرار المواجهات في بعض أحياء المدينة.

وقالت صفحات محلية إن المدنية تشهد حركة نزوح باتجاه الأرياف، مع انتشار مقاطع فيديو توثق انتهاكات قامت بها قوات حكومية.

وأعلن وزير الدفاع مرهف أبو قصرة عبر حسابه على "إكس" التوصل مع وجهاء وأعيان السويداء إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تام، مع الإبقاء على حق الرد على مصادر النيران، وقال إنه أصدر تعليمات صارمة للقوات بتأمين المدنيين والحفاظ على السلم المجتمعي، وتسليم أحياء المدينة لقوى الأمن الداخلي بعد انتهاء عمليات التمشيط، مع انتشار الشرطة العسكرية لضبط السلوك العسكري ومنع دخول أي فرد أو مجموعة غير تابعة لوزارة الدفاع أو قوى الأمن الداخلي.

وسجلت المدينة انتهاكات، أبرزها في مضافة آل رضوان حيث قتل 15 شخصًا، إضافة إلى عمليات نهب وإساءات، وقالت "شبكة السويداء 24" إن كنيسة "الملاك ميخائيل" في قرية الصورة الكبيرة تعرضت لأضرار وتخريب جزئي، واتهمت عناصر من القوات الحكومية بإلقاء 3 شبان، معاذ وبراء عرنوس وابن عمهم أسامة عرنوس، من شرفة منزلهم.

في حين استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي القوات الحكومية عند مدخل مدينة السويداء، بالتزامن مع بدء انتشار الشرطة العسكرية وانسحاب قوات وزارة الدفاع وآلياتها إلى أطراف المحافظة، ونقلت "وكالة رويترز" عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع صدور تعليمات بضرب القوات السورية والأسلحة المنتشرة في السويداء فورًا.

كما شن الطيران الإسرائيلي عصر اليوم غارات جوية استهدفت مبنى قيادة الشرطة ومحيط المشفى الوطني وسط مدينة السويداء، بالتزامن مع اشتباكات في محيط المشفى، وأطلق الكادر الطبي بالمشفى الوطني نداء عاجل لفك الحصار وحماية المنشأة من الاقتتال، في حين انتشرت مقاطع فيديو تظهر قوات الجيش والأمن وهي تحمي المدنيين في أنحاء المحافظة.

وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها حول أحداث السويداء، حيث وثقت مقتل نحو 100 شخص من مختلف الأطراف، بينهم مدنيون وعناصر من الأمن والجيش السوري، وقالت الشبكة إن مجموعات مسلحة خارجة عن الدولة قتلت عناصر من القوات الأمنية والعسكرية، بينما قُتل مدنيون على يد قوات الأمن.

وقال شيخ عقل طائفة الدروز يوسف جربوع إن أبناء السويداء ملتزمون بدولتهم وانتماؤهم للوطن، ولا يقبلون أي تدخل خارجي.

كما خرجت مظاهرة في مدينة الكسوة بريف دمشق، وساحة الساحة في حمص، تضامنًا مع قوى الأمن ووزارة الدفاع.

وأصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية بيانًا أكدت فيه ضرورة التزام كافة الجهات العامة والخاصة، المدنية والعسكرية، بمنع أي شكل من أشكال التجاوز أو الانتهاك تحت أي ظرف، وكلفت الرئاسة الجهات الرقابية والتنفيذية المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية الفورية بحق كل من يُثبت تجاوزه أو إساءته، مهما كانت رتبته أو موقعه، بحسب "وكالة سانا للأنباء".

وأصدرت وزارة الخارجية بياناً دانت فيه القصف الإسرائيلي الذي استهدف السويداء، وقالت إنه يعتبر انتهاكاً صارخاً لسيادة سورية وخرقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وحمّلت إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الاعتداء وتبعاته، ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى إدانة هذا العدوان.