سيطرت قوات وزارتي الدفاع والداخلية على مركز مدينة السويداء قبل الظهر، بالتزامن مع اشتباكات متقطعة على أطرافها الشرقية.

واستهدف الطيران الإسرائيلي بوابة وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة في دمشق بصاروخ تحذيري بطائرة مسيّرة عند الساعة 12:40 ظهرًا، ما أسفر عن إصابة مدنيين، كما استهدف بغارتين مواقع الجيش السوري في السويداء، بينما قُتل 3 قياديين أمنيين وعسكريين من درعا بغارة إسرائيلية، ونفذ الطيران الإسرائيلي غارتين متتاليتين على مبنى قيادة الأركان في دمشق عند الساعة 3:07 عصرًا، تلاهما قصف مباشر بعد نحو 20 دقيقة، وامتدت الضربات إلى محيط قصر الشعب، وبلدة موثبين في محافظة درعا والفوج 100 في قطنا بريف دمشق.

وأصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا دانت فيه الهجمات الإسرائيلية على دمشق والسويداء، وقالت إن الاعتداء يأتي ضمن سياسة إسرائيلية تهدف إلى إشعال التوتر وخلق الفوضى وتقويض الأمن والأمان في سورية، ويشكّل خرقًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني.

في حين استمرت الاشتباكات بين القوات الحكومية والفصائل المحلية (الدرزية) في السويداء، بالتزامن مع قصف على المدينة وقرى سهوة البلاط ورساس بحسب "شبكة السويداء 24"، وأظهرت مقاطع عبور مدنيين (دروز) من مجدل شمس عبر السياج الفاصل لمؤازرة المحافظة قبل أن يُعتقل بعضهم في درعا.

وأصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية بيانًا دانت فيه الانتهاكات التي حدثت في المحافظة وتعهدت بمحاسبة المسؤولين.

كما أصدرت وزارة الداخلية بيانًا أعلنت فيه التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مع وجهاء السويداء يقضي بإعادة مؤسسات الدولة وتشكيل لجنة تحقيق بالانتهاكات وتأمين طريق دمشق–السويداء، وانسحاب الجيش إلى ثكناته وتفعيل الأمن الداخلي وحواجزه، في حين أصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز بيانًا تلاه الشيخ حكمت الهجري دعا فيه لحماية الدروز وناشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والسعودية للتدخل، واستمرار القتال ضد القوات الحكومية، بينما طالبت الخارجية الأمريكية القوات الحكومية بالانسحاب لخفض التوتر.

وخرجت مظاهرات في مدن نوى وسقيلبية واللاذقية، دعمًا للحكومة السورية، وتنديداً بالغارات الإسرائيلية.

وتداولت شبكات محلية مقاطع مصوّرة تُظهر جثث قتلى داخل المشفى الوطني في السويداء عقب انسحاب الفصائل المسلحة المحلية (الدرزية)، كما نشرت "السويداء 24" في 11 آب/أغسطس تسجيلاً مصورًا يعود لـ 16 تموز/يوليو، يوثق إقدام عنصرين من وزارة الدفاع على إعدام المتطوع والمهندس الطبي محمد بحصاص داخل المستشفى، إثر شجار بالأيدي سبقه بينه وبين أحد العناصر.

وأظهرت تسجيلات مصوّرة انسحاب أرتال تابعة لوزارة الدفاع من مدينة السويداء قبل منتصف الليل، بعد الاتفاق مع الوجهاء على تسليمهم إدارة المحافظة.

وصرّح وزير الصحة مصعب العلي أن الغارات الإسرائيلية تعيق دخول قافلة طبية تضم 15 سيارة إسعاف و10 أطباء وسيارتين محملتين بالأدوية والمستلزمات، بسبب استهداف أي مركبة تتحرك في المنطقة، بينما شددت رئاسة الجمهورية في بيان صحفي أنها تتابع الانتهاكات التي طالت بعض مناطق السويداء، ووصفتها بأنها سلوكيات إجرامية وغير قانونية.

كما أظهرت تسجيلات مصوّرة قيام قوات وزارة الدفاع السورية بمساعدة مدنيين من أبناء السويداء، وإسعاف الجرحى، والمساهمة في عمليات الإجلاء خلال ساعات التصعيد.

في حين وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 169 شخصًا، بينهم 5 أطفال و6 نساء، وإصابة نحو 200 آخرين بين 13 و16 تموز/يوليو 2025. وشملت الحصيلة ضحايا من المدنيين والطواقم الطبية، إضافة إلى مقاتلين من مجموعات عشائرية بدوية وأخرى محلية خارج سيطرة الدولة، وعناصر من قوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع السورية.