شهدت السويداء توافد حشود عشائرية مسلحة من مختلف المناطق، وسيطرت على عدة بلدات بينها ولغا وذكير والمزرعة، وشهدت الاشتباكات حرق منازل المدنيين، بحسب شبكة "السويداء 24"، وقال "تلفزيون سوريا" إن قوات العشائر سيطرت على تل حديد والمجدل غربي، وتقدمت مساء إلى دوار العمران في الجهة الغربية لمدينة السويداء، وانتشرت مقاطع فيديو تظهر انتهاكات نسبت إلى قوات العشائر والفصائل المحلية (الدروز) بحق المدنيين والأسرى في الجوامع، وعاملين في المجال الإنساني.

في حين أصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية بيانًا قالت فيه إن الجهات المختصة سترسل قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع ميدانيًا، بالتوازي مع إجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى استعادة الاستقرار في المحافظة.

وشيع أهالي مدينة دوما مصطفى الدرة، الذي قُتل على يد الفصائل محلية (الدرزية) خلال المواجهات.

وأعلن محافظ درعا أنور طه الزعبي أن عدد العائلات المهجرة من السويداء تجاوز الألف نتيجة الاعتداءات التي تعرضت لها العشائر على يد مجموعات خارجة عن القانون، وتشكيل لجنة طوارئ برئاسته لمتابعة احتياجات المهجرين، وطالب رئيس تجمع عشائر الجنوب، خلال مقابلة على "تلفزيون سوريا"، أهالي السويداء بالتوحد لطرد الفتنة، وإطلاق سراح جميع المختطفين بما في ذلك الأطفال والنساء، ودعا الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها.

وقالت "شبكة السويداء 24" إن المحافظة تعاني انقطاعًا واسع النطاق في شبكات الاتصالات والكهرباء والمياه منذ 6 أيام، كما توقف المشفى الوطني عن تقديم الخدمات، وسط تداول صور تظهر جثث قتلى في ساحته، بالتزامن مع دخول مجموعات عسكرية ارتكبت انتهاكات بحق السكان، بتسهيل من الحكومة، في حين وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل ما لا يقل عن 321 شخصًا، بينهم 6 أطفال و9 سيدات إحداهن توفيت إثر أزمة قلبية، وإصابة أكثر من 436 آخرين بجروح.

وأصدر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) بيانًا حول فقدان التواصل مع رئيس مركز الاستجابة الطارئة بالمنظمة حمزة العمارين يوم الأربعاء 16 تموز/يونيو حوالي الساعة 6 مساءً في أثناء توجهه لتنفيذ مهمة إجلاء لفريق من الأمم المتحدة داخل مدينة السويداء.

كما ذكرت المنظمة الدولية للهجرة، وفق تقرير نقلته "تلفزيون سوريا"، أن أكثر من 79 ألف شخص نزحوا من السويداء منذ 13 تموز/يونيو، بينهم 20 ألفًا في يوم واحد، مع انهيار الخدمات الأساسية، بينما تستضيف محافظة درعا أكثر من 30 ألف نازح في ملاجئ مؤقتة.

أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح تشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم ممثلين عن الوزارات والمؤسسات الحكومية، والدفاع المدني السوري، ومنظمات محلية إنسانية ومؤسسات خدمية، تعمل على مدار الساعة لتقديم خدمات الإغاثة والإخلاء والإسعاف للمواطنين، وقال إن الفرق تمكنت منذ صباح الخميس من إسعاف أكثر من 570 جريحًا، ونقل 87 ضحية قتلوا جراء التصعيد، وإخلاء مئات العائلات إلى مناطق أكثر أمانًا.

في حين وجّه المطران أنطونيوس سعد نداءً إنسانيًا عبر مقطع مصور من مدينة السويداء دعا فيه إلى وقف العنف وفتح الممرات الإنسانية نحو المحافظة وإنهاء الحصار، بحسبه شبكة "السويداء 24".

وطالب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي اللبناني وليد جنبلاط بوقف إطلاق النار والتحلي بالحكمة، وقال إن السويداء جزء لا يتجزأ من سورية، ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق للكشف عن الانتهاكات التي وقعت في المحافظة، كما ندد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان أبي المنى بالانتهاكات وحمل الحكومة السورية المسؤولية عن الوضع، وأكد رفض أي حماية إسرائيلية.