الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ثورات الربيع العربي وبدء الحراك في مدينة الحسكة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:10:18

تعود هذه الأحداث إلى ما قبل آذار عام 2011، تعود هذه الأحداث إلى أشهر مسبقة، بدأت فيها الثورات تشتعل في كل من تونس ومصر. ومع [انطلاق] الثورة في تونس، وانطلاق ثورات الربيع العربي، بدأ يشتعل في داخلنا ووجداننا شيء من الترقب والأمل، وبدأ كل السوريون يتعلقون باحتمالات، وبالتفكير: يا ترى هل سوف نشهد في سورية حراكاً شعبياً وثورياً، ينقلب على هذا النظام القمعي؟ وكان كل الحديث خلال ذلك: إن الوضع في سورية مختلف، والنظام عسكري وأمني، وهناك ظروف دولية محيطة تمنع ذلك. ولكن بالنسبة لنا ولكل الشباب، كل السوريين خلال ذلك تغيرت حياتهم، وبدأ الليل يتحول إلى سهر، إلى عمل، وبدأنا نعيش مع أحداث التلفاز الأخبار يومياً. وفي النهار تتحول الساعات إلى لقاءات مع كل الأصحاب، كلٌ ضمن محيطه لدراسة الوضع والتفكير، هل سوف نبدأ؟ وكيف نبدأ؟ ومتى نبدأ؟ إلى أن تحقق الحلم في 15 /3/ 2011. وطبعاً قبل ذلك لا ننسى أحداث الحريقة في شهر شباط.

مظاهرة الحريقة:

في شباط 2011، هتفت مجموعة من أهالي دمشق في حي الحريقة؛ احتجاجاً على اعتقال قوات الشرطة والأمن لأحد الأشخاص في المنطقة. وجاء إليهم وزير الداخلية، وبدأ يحاول سلمياً وودياً استيعاب هذه الوقفة التي وقفوها. وخلال ذلك أيضاً: أدخل الأمن مجموعة من المؤيدين أو مجموعة من عناصره؛ حتى يهتفوا لبشار الأسد، وكانت هذه هي الانطلاقة في سوريا. ثم بعد ذلك، الاعتصام الذي نظمه مجموعة من الناشطين أمام وزارة الداخلية؛ للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين في حي المرجة في دمشق. ومن هنا أقول دائماً وأكرر: إن الاعتقال التعسفي، والاعتقال خارج القانون، والإخفاء القسري، والتعذيب، وسوء المعاملة؛ كان كل ذلك السبب المباشر لاشتعال الثورة السورية. أولاً-مظاهره الحريقة، وثانياً- المظاهرات التي اشتعلت في يوم 18 في درعا؛ احتجاجاً على اعتقال النظام لأطفال المدارس الذين كتبوا على جدرانهم عبارات يطالبون فيها بالحرية والكرامة.

طبيعة النشاط في الشأن العام قبل الثورة:

في الحسكة، خلال ذلك، كنا مع محيطنا، وكل شخص مع محيطه، نفكر ونترقب: كيف نتدخل في هذا الموضوع؟ كنا قبل هذا-وأنا تكلمت في الجلسة السابقة، وأعيد التركيز في أحداث الحسكة مرة ثانية- في مجتمع لم نكن نعاني فيه من القهر بشكل مباشر، ولكن كنا نشعر أننا محرومون من الحرية والكرامة، وأننا نعيش في وطن ليس لنا، وإنما لطائفة وعائلة، ومسموح لنا أن نتحرك ضمن إطار ضيق جداً، وكنا نحب أن نتحرك في الشأن العام، في الوسط الاجتماعي، وكنا نأخذ حيزاً ضيقاً ضمن المساحة المسموحة، على سبيل المثال: في فترة من الفترات كنا نعمل في شأن عام طوعي اجتماعي؛ لأجل البيئة. على سبيل المثال أيضاً: في فترة من الفترات كنا نعمل من أجل خدمة المسنين (رعاية المسنين المرضى). وفي فترة من الفترات_ وهذه كل المحطات التي مررت بها في حياتي _عملنا لأجل رعاية الأطفال المصابين بمرض السكري، وفي فترة من الفترات عملنا أيضاً من أجل تنظيم منتدى اقتصادي؛ لمناقشة سبل التنمية في سوريا، وتعرض هذا المنتدى تحديداً لتدخل أجهزة الأمن، وطلب إيقافه وعدم الاستمرار به، وكان في مكتبي. وفي فترة من الفترات أيضاً، عملنا من أجل حماية الثروة المائية في محافظة الحسكة التي تعرضت خلال فترات طويلة لممارسات قمعية وسيئة (سياسات سيئة استخدمها النظام)، وبالتالي أفقد أهالي المنطقة مصادرهم المائية التي يعيشون ويرتزقون من خلالها. هذه كل المحطات التي كنا نعمل عليها، وهي بعيدة عن السياسة تقريباً إلا ما هو متعلق بمناصرة فلسطين، ومناصرة العراق أيام الحصار. كنا ننشط في هذا الاتجاه، وكنا ننشط بشكل عام مثل كل السوريين في الشأن الاجتماعي الخيري من خلال الجمعيات الخيرية، وتحديداً " جمعيه البر والخدمات الاجتماعية" التي كنت أحد مؤسسيها وأحد أعضائها في محافظة الحسكة.

المظاهرات والفرصة المستعادة:

السياسة بشكلها العام، والتدخل في الشأن السياسي كان محرماً علينا، وبالتالي كنا نتطلع إلى السبيل الذي من خلاله نشارك في بناء مستقبل أفضل في سوريا، وهذا كنا محرومين منه. وعندما بدأت هذه المظاهرات شعر كل السوريين أن الفرصة الآن متاحة؛ من أجل أن يسهموا في واجبهم من أجل بناء وطن يكون لهم ولأولادهم، يكون وطناً مستقراً ومزدهراً، وبالتالي بدأنا نلتقي ضمن مجموعة من الأصدقاء، مجموعة من المحيط القريب جداً الذي تسمح مساحة الثقة بالتحرك (ضمنه)؛ لأنه يمكن أن يتغلغل. وأنا سمعت لاحقاً من أحد الأشخاص المنشقين من فرع الأمن السياسي: أنه مع بدء الثورة السورية (ابتداء من الشهر الثالث) وضعت تحت المراقبة، وكلف شخص كنيته: سويدان من الأمن السياسي بمراقبتي بشكل مستمر. وكان الشخص الذي أخبرني منشق عن الأمن السياسي، يعمل الآن في الحكومة المؤقتة، اسمه: أبو الوليد، أخبرني: أنه كان يوجد ثلاثة أشخاص تحت المراقبة، وأنا كنت أحدهم. وفعلاً أتذكر أن سويدان كان دائماً في محيط المكتب، ويتواجد دائماً في أماكن تواجدي، وأحياناً يزورني، وهو يبدأ، ويتذرع بأسباب أخرى: أحياناً بحاجة إلى دواء، وأحياناً يسأل عن شأن آخر، وأحياناً يريد أن يفتح نقاشاً، وكنت أستوعب هذه الفكرة، وأعرف أن لديه مقصداً آخر: ويريد أن يرصد حركة المكتب، يريد أن يعرف الزوار، ويريد أن يعرف بماذا نفكر، وبالتالي كل يوم يكتب تقريراً: أين ذهبت، ومن أين أتيت.

الحراك الثوري في الحسكة:

بوادر الحراك الثوري في الحسكة:

عندما بدأت المظاهرات في الأسبوع الأول في تاريخ 15 و18 كنا في الحسكة، وعلى أثرها ذهبت مباشرة إلى دمشق. قلت: طالما أن المظاهرات اشتعلت في تلك المناطق فمن الواجب علينا المساهمة بها.

في الحسكة وفي الأسبوع التالي (بعد 18 آذار) أمام الجامع الكبير، هتف مجموعة من الشباب عددهم لا يتجاوز 10 أشخاص ضد النظام، وكان هناك بعض الشبيحة من أصحاب المحلات الموجودة، تصدوا لهم مع قوات الأمن، وهذه المظاهرة لم تستمر إلا لدقائق، فيها بعض الهتافات لأجل الحرية، وبعد ذلك انقضوا عليهم، ثم تفرقوا، وفيما بعد اعتقل عدد منهم. ساعدهم بعض القضاة، الذين نفسهم(قلوبهم) مع الثورة، والذين كان لديهم استقلالية مثل: القاضي عبد الحميد عواك. ثم بعد ذلك بأسبوع، في بداية الشهر الرابع (عام )2011 كنت في دمشق، واتصل بي أحمد قاسم العلي: أستاذ رياضيات يعمل في الحسكة، وهو من الشخصيات الاجتماعية المعروفة التي تحظى بثقة وعلاقات جيدة مع الجميع. اتصل بي، وأخبرني أنهم سوف يبدؤون بالتحضير للمظاهرة أمام جامع الفاروق في حي المساكن في الحسكة يوم الجمعة. واتصل مع أخي مضر؛ حتى يكون موجوداً وبعض الأشخاص، وفعلاً أنا كنت مسافراً، اتصل بي ليلتها، وأحطت علماً بهذا الموضوع، وبالفعل نمر اليوسف أول الناس الذين هتفوا، وهو الذي كان يحضر بشكل أساسي لهذه المظاهرة مع مجموعة أشخاص من قرية عبدان في جنوب الحسكة. جاؤوا وساهموا في هذه المظاهرة مع شخص اسمه محمد عقلة، وكان في المحيط حول المظاهرة أحمد قاسم، وكان مجموعة أشخاص من آل مسلط من بيت بشار حاضرين أيضاً. ومباشرة تدخل الأمن، وبدأوا يخلطون الهتاف من المطالبة بالحرية إلى هتاف التأييد لبشار الأسد، ثم بعد ذلك هاجموا المتظاهرين، وتفرقوا. هذه المظاهرة استمرت لدقائق أيضاً.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/03/02

الموضوع الرئیس

إرهاصات الثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/3-06/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-محافظة درعامحافظة دمشق-محافظة دمشقمحافظة الحسكة-مدينة الحسكة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

وزارة الداخلية - النظام

وزارة الداخلية - النظام

فرع الأمن السياسي في الحسكة

فرع الأمن السياسي في الحسكة

الشهادات المرتبطة