مؤتمر الإنقاذ ومشعل تمو
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:13:49:01
مؤتمر الإنقاذ حصل بتواصل مباشر معنا من قبل مشعل التمو. الأستاذ هيثم المالح، وأنور البني، وعماد الدين الرشيد، ومشعل التمو بدؤوا بالتحضير للمؤتمر. واتصل معي الدكتور سيف وقال لي: نحن مدعوون إلى هذا المؤتمر، واتفقنا على أن يشارك منا ثلاثة أشخاص: سيف الجربا، وممتاز الحسن، وأنا. وطبعاً، كان يوجد آخرون في الحسكة، أتذكر: أبو فادي البوش، رأيته فيما بعد هناك. وذهبنا إلى دمشق ونزلنا في فندق فينيسيا في" البحصة" وسط المدينة؛ لأجل سهولة التواصل بيننا وبين المنظمين. وكنا في وقتها قد شكلنا اللجنة العربية في محافظة الحسكة، وتمت الدعوة بشكل رسمي للجنة بصفتها تنسيقية، ونحن مثلناها، نحن الثلاثة، عندما ذهبنا لأجل ذلك. وسوف أتحدث عن تأسيس اللجنة في الجلسة القادمة، بيانها التأسيسي كان في الشهر السادس، ونحن ابتداء من الشهر الرابع والخامس بدأنا نتحرك، وكنا مختلفين حول الاسم: هل نؤسس شيئاً اسمه: اللجنة العربية؟ أم نؤسس تنسيقية؟ وسوف أتحدث عن الأسباب والمبررات التي جعلتنا نذهب في هذا الاتجاه.
لقاء مشعل تمو ووليد البني وآخرون:
ذهبنا إلى دمشق بسيارتي أو سيارة سيف، ونزلنا في فندق فينيسيا. ومساءً، بعد وصولنا جاء إلينا مشعل (أبو فارس) وكان معه وليد البني، ثم بعد ذلك فوجئنا بأنهم يتلقون مكالمات من أشخاص آخرين. وجاءت مجموعة من الناشطين من درعا، ومجموعة من طيبة الإمام أيضاً، و كنا في فندق عام، يعني: نحن أخذنا الكافتيريا التي في الطابق الأول الفني في فندق "فينيسيا"؛ وهي هادئة من أجل التحدث، ولكن الشباب لم يكن عندهم أي احتياطات أمنية كافية، وأجروا اتصالاً مباشراً مع الأستاذ هيثم المالح في إسطنبول- الذي غادر سوريا قبيل هذا المؤتمر بأيام- وفتحوا السماعة الخارجية، وأصبح هناك ضجة، وطبعاً في الكافتيريا لا يوجد أحد غيرنا؛ لأن النزلاء كان عددهم قليلاً ، وهي هادئة بطبيعتها، ولكن مع ذلك أصبح هناك خبر لدى الأمن: اتصل معي مدير الحجوزات الموجود في الفندق، وقال: أنتم زبائننا، وأنا من واجبي أن أقول لكم، لا أعرف ماذا سوف يحصل بعد قليل. وكانت إشارة طيبة وتنبيه منه -وهو من السويداء- حتى نأخذ احتياطنا؛ لأنه يبدو أن العامل الذي قام بتقديم القهوة في(الكافتيريا)، أجرى اتصالاً مع الأمن: إنهم يتحدثون عن شيء وهو لا يعرف ما هو، ولكن كان الحديث واضحاً: شيء باتجاه النظام. ومؤتمر الإنقاذ كان مؤتمراً عظيماً، وتم التحضير له بشكل جيد؛ حتى يعقد في إسطنبول بالتزامن مع انعقاده في دمشق.
إلغاء عقد مؤتمر الإنقاذ في حي القابون:
في اليوم السابق للمؤتمر، في الصالة التي كانت مخصصة [للمؤتمر] في" القابون" كان هناك عدد من الشباب الذين كانوا يريدون أن يحموا بأجسادهم الناس الذين سوف يحضرون هذا المؤتمر، ووضعوا طوقاً حول القاعة، جاء النظام وأطلق عليها النار؛ واستشهد عدد منهم. وبالتالي ذهبنا نحن وبدأنا نفكر في تغيير الاستراتيجية وتغيير التكتيك في مكان انعقاد المؤتمر؛ لأنه لا يمكن أن يعقد المؤتمر في "القابون"؛ لأنه سوف تكون خسائر كبيرة في الأرواح، ونحن لا نريد التفريط والتضحية بالشباب الذين كانوا مستعدين لحماية القاعة، وقلنا: إنه يجب أن نجد طريقه أخرى، وكنا نتحدث في هذه الترتيبات.
تدخل الأمن وحوار مستشار في الخارجية:
عندما جاءني الاتصال من مدير الحجوزات في الفندق، وأنا أخبرت الموجودين: أنه من المحتمل أن يأتي الأمن بعد قليل، وهذا الاتصال يحذر من ذلك. يبدو أنه وصلهم خبر اجتماعنا سوية. فغادروا مباشرة: وليد البني ومشعل التمو (أبو فارس) - رحمه الله-، والأشخاص الآخرين الموجودون معهم غادروا الفندق أيضاً، وطلبت منهم: أن يذهب معهم ممتاز الحسن (أبو نزار) لأنه كبير في العمر، ونبقى أنا وسيف حتى نحزم أمتعتنا، ونستلم هوياتنا، ونغادر الفندق. وذهب الشباب، وخلال خمس دقائق، أخذنا حقائبنا من الغرف، وكنا نقوم بمحاسبة الفندق، وإذ جاءت دورية، كانوا يلبسون الثياب المدنية، كان واضحاً أنهم من الأمن. طلبوا الهويات، وإذا بشخص يلبس ربطة عنق، عمره تقريباً 65 سنة، أشيب الشعر، قال: يا شباب، دعوني أنا أحل الموضوع، اتركوني مع الضيوف، وعاد الأمن خطوه إلى الخلف، وقال لنا: تفضلوا حتى نجلس، ونشرب القهوة، وكنت أظن أنه ضابط أمن، يريد أن يفهم القصة، ولم أدرك هل دخل معهم أم أنه كان ينتظر في الفندق؟ أم أن الموضوع هو ترتيب؟ ولكن كان واضحاً أن له أمر(سلطة) عليهم؛ لأنهم عادوا إلى الخلف مباشرة بعد أن تحدث معهم. وجلسنا على طاولة في الفندق وطلب القهوة لنا، وبدأ معنا في حديث: أنه يجب أن ننتبه على بلدنا، ولا يجب التفريط في بلدنا، والبلد سوف تخرب، ومن هذه القصص التي يكررونها. ونحن قلنا له: مقاربة الأمن للأحداث غير صحيحة، وبدلاً من أن يستجيبوا لمطالب الناس المشروعة- وكانت لا تزال ضمن سقف الإصلاح- ذهبوا إلى القتل والقمع، وهذا الأمر غير معقول، يعني: سلوك عاطف نجيب، الذي ولد هذا الشيء، لم يلق عقاباً، وهناك أيضاً مجتمع دولي لا يسكت. ونحن بالنسبة لنا نتوق إلى الحرية، وأن يكون بلدنا أفضل، ونحن لا نستهدف بشار الأسد أو أحداً غيره، ولكن يجب إصلاح هذا السلوك، ويبقون في حكم سوريا. كانت هذه اللهجة مقبولة كحل وسط؛ لأجل أن نستمر، وطبعاً، في العلن كنا نقول هذا الكلام، وكنا نطالب بإسقاط النظام، ولكن في تلك الجلسة ذهبنا في هذا الاتجاه؛ حتى نقول: أنتم الذين تخطئون، وأنتم لا تعالجون الأحداث بشكل صحيح. ثم بعد ذلك- كان وليد المعلم قد صرح أنه: سوف يمحو أوروبا من الخريطة، ونحن استشهدنا بهذا الكلام عندما سألناه- قلنا له: نحن نريد أن نتعرف عليك بشكل أفضل. قال: أنا مستشار في الخارجية. ونحن استشهدنا [بما قاله وليد المعلم]، قلنا: هل من المعقول تريدون محو أوروبا من الخريطة! هل هذا كلام معقول؟! يعني نحن نفكر أن نحمي بلدنا كما أنت تقول، أم يجب علينا أن نفتح جبهة على العالم كله؟ فيقف ضدنا، ونحن نريد تلبية مطالب الشعب من أجل حماية بلدنا. وقال لنا: أنتم شباب جيدون، وشباب وطنيون. وأنا سوف أتكلم معهم؛ حتى لا يتعرضوا لكم. ولكن يهمنا أن تنتبهوا لأنه يوجد مؤامرة، ونحن كنا نريد الخلاص بصراحة، كنا متوقعين أن يتم اعتقالنا، وكنا نريد الانتهاء والذهاب. وعندما جاء عناصر الأمن سألونا: ماذا حصل عندكم؟ قلنا لهم: لم يحصل شيء. نحن من الحسكة جاءنا ضيوف من الحسكة، وحصل حديث بينهم، وكان مشعل التمو ضيفنا ومعه أصدقاؤه، وهو سياسي معروف، ونحن غير مسؤولين عن تصرفاته، وبنفس الوقت هو صديق؛ عندما يأتي إلينا نستقبله، وعندما يتكلم في الشأن العام يجب أن نتكلم معه في الشأن العام؛ لأن هذا بلدنا، وهذا الشيء الذي يحصل يخصنا جميعاً. وطبعاً، مشعل كان صديقاً شخصياً: يعني عندما كان مشعل معتقلاً تواصلنا مع أسرته، وأخوه وابنه كانا يعملان معي بالأدوية، يعني في الوقت الذي ضاقت عليهم المعيشة؛ بسبب قمع النظام، وخوف الناس من مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم، مروا بظروف صعبة، فكانت أفضل وسيلة وأفضل خيار من خلال أحد الأصدقاء الذي نقل لي وضع أسرة مشعل التمو _رحمه الله_ رغم خلافنا الفكري، طبعاً، هم ينادون بالقضية الكردية باتجاه آخر مختلف عن الحقوق والحريات التي نحن نؤمن بها: كانوا ينادون بوطن. رغم ذلك، نحن وقفنا معهم، وكانوا معنا أسرة واحدة في العمل. ابن مشعل وهو من خيرة الشباب وقمه في الأدب والذوق، كان يعمل موزع أدوية وبعد ذلك مندوب مبيعات. والدكتور عبد الرزاق كان أيضاً مندوب دعاية لأحدى الشركات التي نملك وكالتها، ونحن الذين عرفناه عليهم؛ حتى يعمل وبعد ذلك، استمر ابن مشعل يعمل مع الدكتور سيف، وبقيت العلاقة مستمرة بهذا الشكل.
تفويض مشعل تمو لتمثيل الحسكة في مؤتمر الإنقاذ:
نحن غادرنا الفندق، وأنا ذهبت ونمت في أحد منازل المعارف: أنا وسيف، وبقي أبو نزار مع الجماعة الذين ذهب معهم، ونام عندهم، ثم بعد ذلك التحق بنا ليلاً، واتفقنا أن نلتقي صباحاً؛ حتى ننسق كيف يجب أن يعقد المؤتمر. وفي الساعة 11 صباحاً كان لقاؤنا في مقهى الحجاز: أنا والدكتور سيف والأستاذ ممتاز الحسن (أبو نزار)، وجاء إلينا مشعل التمو- رحمه الله-. وكان معه بنت، وحتى في اليوم السابق كان معه بنت في سيارة، تنتظره حتى يتحرك، لم تدخل أيضاً، وقال: أنا تأخرت عليكم؛ حتى تهربت من الناس الذين يراقبونني، حتى أصل إليكم، وأضعكم في صورة تحضيرات المؤتمر. كما تعرفون: نحن سوف نعقد المؤتمر في منطقة خارج دمشق في منزل أو مزرعة، والمكان لن يتحمل حضور الجميع؛ وبالتالي اتفقنا أنه من كل محافظة يحضر شخص واحد يمثلها، وأنتم يجب أن تختاروا شخصاً يمثل الحسكة. وبدون تردد الدكتور سيف الجربا وممتاز الحسن وأنا قلنا له: أنت تمثلنا- على بركة الله-. وذهب مشعل، ونحن ننتظر النتائج، ونتابع المؤتمر، [فوجئنا]على التلفاز أبو فارس- رحمه الله- يطالب بإلغاء اسم العربية من الجمهورية العربية السورية، ويطالب بالقضايا التي اعتدنا من الإخوة الأكراد المطالبة بها بشكل مبكر وخارج أوانها، ونحن بالنسبة لنا لا أريد أن أقول: إنها كانت صدمة؛ لأن هذا الشيء كان متوقعاً، ولكنها كانت مؤلمة، وبالتالي عاتبناه فيما بعد عندما رأيناه، وقلنا له: يا أبا فارس، أنت ذهبت لتمثلنا جميعاً؛ يجب أن تتحدث عن همومنا. وعندنا الآن دم مسفوك على الأرض، وعندنا الآن معتقلون، وعندنا الآن تطلع لأن تتحول سوريا إلى دولة مدنية ديمقراطية، وننتهي من هذه السلطة الأمنية، ويكون لدينا انتقال سياسي، ونتخلص من هذا النظام المجرم، ونتخلص من هذا الفساد. هذه هي أهدافنا العامة؛ وأما القضايا الثانية التي تتكلم بها فمن حقك أن تتكلم بها، ولكن عندما تذهب باسمنا نحن، يجب أن تتحدث عن همومنا. فأيد الكلام، وقال: أنا مضطر إلى هذا الشيء، لأنه لو لم أستمر في هذا الخطاب لن يبق معي أحد في الشارع. وبالفعل أبو فارس- رحمه الله- سيطر على الشارع الكردي.
حال الأحزاب الكردية:
الأحزاب الكردية في فترة من الفترات فقدت رصيدها؛ لأنهم كانوا متأخرين قليلاً، أو مختلفين. كانوا مختلفين ما بين اتجاه يطالب بالبقاء إلى جانب النظام وهم "الأبوجية"، ولديهم رصيد ليردوا أفضال حافظ الأسد عليهم وتحولوا إلى شبيحة. ومجموعة الطالباني: لم يكن موقفهم واضحاً ضد النظام، وتأخروا كثيراً، وكانوا يعتقدون أن السلطة احتوتهم في فتره من الفترات. ومجموعة البرزاني الذين كانوا ضد النظام، لكنهم كانوا يصعدون من المطالب الخاصة بالحقوق الكردية؛ وبالتالي نحن كنا نرى أنه من المبكر الحديث فيها؛ كأنك أنت أمام شخص جريح ينازع على الأرض، وتأتي وتقول له: حتى أعطيك يدي، حتى أساعدك وتنهض، يجب أن تعطيني: واحد واثنين وثلاثة. وبالتالي كان مشعل واضحاً، ودخل إلى السجن بقضية كردية، وخرج من السجن بقضية وطنية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/03/02
الموضوع الرئیس
مؤتمر الإنقاذ الوطني السوريالحراك السلميكود الشهادة
SMI/OH/3-11/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/08/19
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-القابونمحافظة دمشق-محافظة دمشقمحافظة الحسكة-محافظة الحسكةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية