تشكيل الجبهة العربية في الجزيرة السورية واجتماع أنقرة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:56:07
بعد أن خرجت من المعتقل، بدأت أكون أكثر حذراً في حركتي؛ حتى لا أؤذي الآخرين، لأنني تحت المراقبة وحتى استمر بالعمل في الداخل أيضاً، لم يكن عندي رغبة في الخروج، وأظهرت للآخرين أنني أعمل في الإغاثة لأسباب إنسانية؛ حتى أغطي على العمل الآخر. ومكتبي كان مفتوحاً لجميع الناس الذين يعملون بالمساعدات الإنسانية، في ذلك الوقت جاءت أعداد كبيرة من دير الزور، جاؤوا عام 2011 وبقي قسم منهم.
هيكلية وأنشطة الجبهة العربية في الجزيرة السورية:
كان العمل في اتجاهات إنسانية، وبدأت مع مجموعة من الشباب أيضاً، نخطط حتى نجمع كل الناس الذين لهم نفس[قلوبهم] مع الثورة في محافظات متعددة بتشكيل سياسي. واتفقنا، وكان هذا في جلسة[تجمعنا] أنا والقاضي عبد الحميد؛ حتى نستعين بالناس الآخرين، ونعطيهم دورهم، حتى يتم الإعلان عن تشكيل سميناه: الجبهة العربية في الجزيرة السورية. وكانوا شباب اللجنة نفسهم: ممتاز الحسن، وأحمد قاسم، وخالد المربد، وسيف الجربا، وأشخاص آخرون، وخالد الأسعد، وأبو تيريز انضم إلينا لاحقاً. نفس شبابنا الذين كانوا في اللجنة، وسعنا الدائرة، وذهبنا إلى محمد حريث، ونصر صفوك المسلط- رحمه الله- وقلنا لهم: لدينا هذه الفكرة، ونريدكم أن تبدؤوا، يعني: نتعاون في هذا المشروع. ورتبنا الأشخاص الذين يجب أن ندعوهم، وأعطينا لنصر المسلط هذا الدور؛ باعتبار أنه من عائلة هي الأكبر في الحسكة، ولها مكانتها، و[على أن] يكون الاجتماع الأول في منزله. وبدأنا بدعوة الناس إلى منزل نصر في يوم محدد، اتفقنا عليه. ورتبنا جدول الأعمال. وجاءت شخصيات متعددة من مناطق متنوعة من محافظة الحسكة، يمثلون أبناء القبائل العربية المنخرطين في الثورة، وطبعاً، محمد حريث- تكلمت عنه في جلسة سابقة-من الأشخاص الذين خرجوا في الثورة بشكل مبكر أيضاً، وكان لهم دور بارز في الحراك السلمي، ولبّوا دعوتنا إلى هذا الاجتماع. وجاءت شخصيات مهمة، وازنة ولها تأثير اجتماعي، ومنخرطون في الثورة. وحضر هذا الاجتماع من ستين إلى سبعين شخصاً تقريباً، وأعلنوا تشكيل الجبهة العربية في الجزيرة السورية. والنظام بالنسبة لنا كان يهمه ألا يكون حراكاً عسكرياً، وكان يهمه من جهة أخرى: أننا تحت المراقبة. وكان النظام يوزع جهده، ولم يكن متفرغاً تماماً مع هذا، الشيء، ولكنه كان تحت النظر، وتحت المراقبة. وبدأنا نتحرك، وشكلنا مكتباً سياسياً، وسمينا خالد الأسعد: رئيساً للجبهة العربية في الجزيرة السورية، وشكلنا مكتباً سياسياً كان ممتاز الحسن عضواً فيه، ومجموعة من الأشخاص، وأنا أيضاً كنت عضواً فيه وناطقاً رسمياً. وبدأنا نجري تواصلات مع ريف المحافظة، ولقاءات خارج المحافظة، وصرنا نخرج بشكل يومي تقريباً، كل يوم عندنا لقاء مع مجموعة. وكنا نذهب إلى: الهول، وتل حميس، واليعربية، والشدادي، ونذهب إلى مركدة، ونذهب إلى القامشلي، ونلتقي مع الأشخاص الذين نفسهم(قلوبهم) مع الثورة، وحقيقة كل الأشخاص الذين ذهبنا إليهم كان لديهم حالة كبيرة من الكتمان. أريد أن أقول: إن أبناء القبائل العربية الذين التقينا بهم بشكل دقيق كتموا سرنا أيضاً؛ لأن لقاءاتنا[توحي] بأننا نقوم بشيء، ولكنهم لا يعرفون كل الخلفية الموجودة عندنا، وحتى أننا كنا نذهب إلى شيوخ العشائر الذين لا يزال بعضهم مع النظام، والتقينا مع حميدي الدهام مثلاً، وأرسلنا مراسيل إلى شيخ طيء محمد الفارس (أبو فارس)، وكنا نلتقي أيضاً مع محمد المسلط، وكنا نرسل مراسيل إلى نواف، وكانوا يتلقون هذا الشيء، وكنا نحذرهم أنه النظام لن يستمر، ولن ينفعكم، ويجب التفكير في الناس، ونتعاون مع بعضنا. والمنطقة ستواجه تحديات متعددة، ونحن يهمنا حماية الناس الموجودين فيها، وحمايتها كجزء من سوريا.
رياض الترك كتب فيما بعد عن" الجبهة العربية" وقال: إن هذه الشعارات التي طرحتها الأحزاب الكردية، وهذه المبالغات التي تتكلم فيها الأحزاب الكردية؛ دفعت مجموعة من السياسيين والناشطين العرب لتشكيل "الجبهة العربية ". وكان هذا منشوراً له في مقال في الموقع الرسمي لحزب الشعب.
زيارة أنقرة:
ذهبنا سراً إلى أنقرة، وبدأنا نقول: كيف يمكننا التعاون مع الدول الصديقة؟ لأن المنطقة لها خصوصيتها، وأرسلنا رسالة إلى الدولة التركية، كانت الرسالة موجهة إلى الرئيس أردوغان (رئيس مجلس الوزراء) في ذلك الوقت، وجاءنا جواب، وتم تحديد موعد لاستقبالنا. وذهبنا، كنا مجموعة من الأشخاص: ممتاز الحسن كان موجوداً، وأخذنا معنا العقيد (رئيس المجلس العسكري في الحسكة)، وكان معنا خالد، الدكتور سيف لم يأت؛ لأنه لم يستطيع الوصول إلى تل أبيض. وذهبنا ملثمين، وكان معنا عمار شهاب الذي كان طرفاً أساسياً في هذا اللقاء. وقابلنا خلال ذلك السيد سفر طوران مستشار الرئيس في ذلك الوقت، وكان معنياً بالملف السوري، واجتمعنا في أنقرة. وطبعاً، قدموا لنا كل التسهيلات من ساعة وصولنا إلى عودتنا، إلى حركتنا، كان يوجد حماية كافية، وكان يوجد تعتيم أيضاً، ولم يتم نشر أي شيء، وكانوا حريصين على ألا تظهر أسماؤنا، حتى أثناء حركتنا لم نضطر إلى إبراز جوازات السفر.
كان حديثنا أن هذه المنطقة يجب أن يتم دعمها من خلال أهلها. وكان يوجد دعم لفصائل متعددة، وقلنا: طالما أنه يوجد دعم لأبناء المنطقة (المجلس العسكري) الموجود فيها. كان عندنا أيضاً طلب لدعم الحراك السلمي، والحراك السياسي الموجود في المنطقة. وكان يوجد عندنا مواقف مشتركة ضد عدو واحد: هو حزب العمال الكردستاني وفروعه" بي واي دي"،" يي بي جي"، التي بدأت تظهر في الحسكة، وتسيطر على هذه المناطق التي سلمها النظام لهم. وكنا نعبر عن نفس الصيغة، وكان عندنا أيضاً مخاوف تجاه التقاربات التي يمكن أن تصبح أكبر بين هذه التنظيمات الإرهابية الانفصالية، ونحن إلى الآن مصرون على القول: إنها انفصالية عن سوريا؛ بدليل المسميات التي تطرحها، ودليل المزاعم التي تحاول ترويجها عن تاريخ المنطقة والديموغرافيا فيها، بدليل الرؤى السياسية التي بدأت تظهر من خلالها؛ وبالتالي كان عندنا هدف: نريد إسقاط النظام، ولكن لا نريد التضحية بسوريا الموحدة، ولا نريد أن تتحول سوريا إلى دوله فاشلة، أو تتحول إلى دولة محاصصات عرقية أو مذهبية، ولا نريد تكرار تجربة لبنان وتجربة العراق؛ ولذلك كان يوجد عندنا هذا الطرح الذي تحدثنا فيه، وكان يوجد تفهم لكل المخاوف أيضاً. وعدنا ومارسنا حياتنا الطبيعية، وانقطعت العلاقة، ولم يتكرر التواصل؛ بالنسبة لنا الوضع في الداخل صعب، إلى أن تمت مداهمتي فيما بعد.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/10/14
الموضوع الرئیس
النشاط السياسي في الحسكةكود الشهادة
SMI/OH/3-23/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/08/29
المنطقة الجغرافية
محافظة الحسكة-مدينة الحسكةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)
المجلس العسكري الثوري في الحسكة
الجبهة العربية في الجزيرة السورية