الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مداهمة مكتبي وخروجي إلى رأس العين

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:06:31:24

اقتحام المكتب واعتقال أحمد طعمة:

جاءني خبر: أن اللجنة الأمنية العسكرية العليا اجتمعت، وناقش[أعضاؤها] رسالة (برقية جاءتهم من دمشق) في اجتماعهم؛ لإلقاء القبض علي، وترحيلي إلى دمشق مباشرة، حتى لو بالطائرة أو سيارة خاصة، وإذا أمكن بطائرة مباشرة إلى دمشق. وجاءني هذا الخبر: أنه يجب أن أختفي. و اختفيت فعلاً، و بعد ساعات، تمت مداهمة مكتبي، وعندما تمت مداهمة مكتبي- كان مكتبي كبيراً، يوجد له ثلاثة أبواب: الباب الرئيسي في الأمام، و باب جانبي يطل على ممر طويل متصل مع الحديقة الخلفية، الحديقة الخلفية لمكتبي الشخصي الذي أجلس فيه، له باب يؤدي إلى الخلف_ وجاءت الدورية ،بحسب ما حكى لي الناس الذين كانوا في المكتب، أغلقوا الباب الخلفي الذي أخرج منه فوراً، وأغلقوا الباب الرئيسي، ودخلوا من الباب الجانبي باتجاه مكتبي، ووجدوا عندي في المكتب الدكتور أحمد طعمة، وأخذوا أحمد طعمة. قال له رئيس الدورية: أستاذ ياسر، امش معنا، فقال لهم: أنا لست ياسر، وأخرج هويته من جيبه، وقال: أنا لست ياسر. ولم ينظروا إلى الهوية، ولم يسمعوا كلامه، وأخذوه مباشرة. والدورية التي جاءت أغلقت الشارع، وكأنهم يهاجمون كتيبة مسلحة، علماً بأننا لسنا مسلحين. سبع سيارات أغلقت الشارع، جميعها من نوع "بيك أب"، وأغلق مسلحون الطريق من الخلف. وجميعهم قاموا بهذه الطريقة الاستعراضية؛ من أجل قطع الطريق، وحصلت المداهمة بهذا الشكل. لم أكن موجوداً في المكتب. وعندما ذهب الدكتور أحمد طعمة إليهم (إلى الفرع)، وفي الطريق- الدكتور أحمد طعمه يعمل في الإغاثة، ويقوم ببعض التواصلات مع السياسيين، وكان يحفظ بعض الرسائل على الفلاشة؛ من أجل حفظها، وكان كل خوفه على "الفلاشة" (أداة صغيرة لتخزين المعلومات)، وهو حدثني عن ذلك-أول شيء فعله بلع الفلاشة التي يوجد فيها كل المعلومات أثناء جره: أخرجها من جيبه، ووضعها في فمه، ثم بلعها. وقال لي: أصبحت مرتاحاً. مهما يسألوني ليس عندي مشكلة. وهو معارض، وهم يعرفون أنه معارض، وفي إعلان دمشق، وعندما أخذوا الدكتور أحمد طعمة مباشرة، سأل المحقق العناصر: لماذا أحضرتموه؟ قالوا: الإخبارية التي جاءتنا -هم مباشرة نشروا مخبرين عند منزلي، ومكتبي، والأماكن التي أتردد عليها- أن المطلوب خرج من البيت، ويقود السيارة، وجاءت الرسالة الثانية: إنه في اتجاه المكتب. والذي حصل أن الدكتور أحمد طعمة في ذلك الوقت كان يسكن معي في نفس بناء، كان عندي طابق سفلي، يعيش فيه الدكتور أحمد، وعندما خرج الدكتور أحمد بالسيارة، كانت مثل سيارتي: أنا عندي سيارة نوع "سكودا-أوكتافيا" بيضاء. وهو عنده سيارة نوع "شيفرولية"، كانت نفس الشكل. وهؤلاء التبس عليهم[الأمر]؛ نفس المواصفات: شخص مربوع، شعره خفيف. وأخذوا الدكتور أحمد، في ذلك الوقت نصف ساعة، ثم خرج. وكان في مكتبي عدد من أبناء دير الزور، وعدد من أبناء الحسكة، وكانت مروة العاني موجودة أيضاً، كانت شاهدة على هذه الحادثة، وكان أنس شهاب شاهداً على هذه الحادثة أيضاً. وتعاملوا [مع الموقف] بشجاعة، واستطاعوا تخليص الموضوع: يعني إخفاء بعض الأوراق التي كانت موجودة.

الخروج من الحسكة:

وأسدل الستار على قضية وجودي، ولم يعد هناك إمكانية لبقائي في مدينة الحسكة؛ لأنني حاولت البقاء متخفياً، ونمت في أكثر من مكان، ثم قلت: إن هذا الأمر يشكل ضغطاً على معارفي وأصدقائي، [فهم] دائماً تحت المراقبة، وقد أتردد إلى منزل أحدهم، فقررت الخروج إلى خارج الحسكة، إلى المناطق المحررة. وبالفعل، استطاع بعض الشباب الشجعان، بطريقة معقدة، إخراجي وأخذي: انتقلت من بيت إلى بيت آخر، وعندما جاء الصباح نمت في أحد البيوت ثم أخذوني فجراً قبل طلوع الضوء، ومشينا في طريق بعيد عن الحواجز، ضمن المدينة، من مكان إلى مكان، إلى أن انتقلنا مشياً على الأقدام؛ لأن الحواجز كانت موجودة عند مدخل المدينة، وكان هناك شخص- جزاه الله خيراً- اسمه يوسف ينتظرني بعد الحاجز، وأخذني. بعد ذلك، ونحن نعبر بعد عشرة كيلومترات عن نقطة اللقاء مع يوسف تعرضنا لإطلاق نار من أشخاص، لم نعرفهم، كنا مسرعين، أعتقد أن سرعة سيارتنا كانت مائة وثمانين[كم/ساعة]. هل هم دورية تلاحقنا أم أنهم ميليشيا شبيحة؟ لا نعرف هل هم يقصدوننا تحديداً؟ لأنهم أصابوا السيارة، ولكن من الخلف، وهي تسير بهذه السرعة، أشاروا لنا على الطريق. هل هي دورية أم أنها شيء آخر؟ واستطعنا مضاعفة السرعة إلى أن دخلنا المناطق المحررة، وأصبحنا في أمان. وبعد تل تمر مباشرة أصبحنا في أمان. وبعدها بدأت مرحلة جديدة: أمضيت في المنطقة المحررة شهراً تقريباً، في رأس العين، وغادرت إلى تركيا لأسباب أخرى تتعلق برغبتي أولاً- تخفيف الضغط عن الناس الموجودين في الداخل، فأنا غادرت ولا يجب أن يفكروا أنه يمكنني العودة إلى مدينتي. وثانياً- أصبحت أفكر أنه يجب على أن أقدم شيئاً، أوصل من خلاله رسالة للناس الموجودين. كان هذا الكلام في نهاية عام 2012 وبداية عام 2013.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/14

الموضوع الرئیس

المتابعات الأمنية للناشطين قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/3-25/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-منطقة رأس العين (سري كانيه)محافظة الحسكة-مدينة الحسكة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

اللجنة الأمنية والعسكرية في المنطقة الشرقية

اللجنة الأمنية والعسكرية في المنطقة الشرقية

الشهادات المرتبطة