الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

العمل الإغاثي في مدينة الحسكة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:14:00

شروط العمل الإغاثي وشكل الاستجابة لحاجات النازحين:

قبل" الجبهة" كنا نعمل في الإغاثة، وكان عندنا محددان اثنان أساسيان في العمل الإغاثي: أولاً- لا نتلقى أي مساعدات من أي جهة خارجية أبداً_ هذه قاعدة وضعناها في اللجنة العربية_ وبدأنا نقدم المساعدات إلى اللاجئين النازحين في الحسكة القادمين بشكل مبكر منذ عام 2011، من دير الزور، وجاء قبلهم أيضاً من: دوما، وحمص، ودرعا، والحولة. كانت عوائل محددة، أعدادهم ليست كبيرة: عشرات، ثم أصبحوا مئات. وكنا قادرين على تحمل كل هذه الأعباء مع آخرين، وتوزعنا: أنت تأخذ خمسة عوائل، وأنت عشرة عوائل. وكان سيف الجربا أيضاً مبادراً بمبالغ، وكنت لا أقصر من عملي، وأنا الآن أعلن أمام الكاميرا ذلك: نحن لم نتلق أي مبلغ، ورفضنا تلقي أي دعم من أي جهة أخرى. المساعدات كانت تأتي إلى دير الزور، ولم يقصر عمار الشهاب والناس الذين أوصلوها، وكنا طرفاً مساعداً وشاهداً على وصولها إلى أطراف من أبناء دير الزور الذين قاموا بتوزيعها. كذلك الأمر بخصوص العمل الذي كان يقوم به الدكتور أحمد طعمة، كنا نقدم له المساعدات اللوجستية: نرسل معه سياراتنا، ونقوم بتأمين المستودعات اللازمة، ولكن مساعداتنا التي كنا نقدمها كانت خاصة بنا، من مواردنا الشخصية، من أموالنا الشخصية، ليست من أي طرف أجنبي ولا حتى سوري؛ لذلك هذه القاعدة حافظنا عليها إلى أن غادرنا. وطبعاً، هذا نقوله من أجل التاريخ، بالنسبة لنا الموضوع يهم ثورتنا، ما قدمه السوريون من أموالهم الخاصة لا يقل عن المساعدات من الدول الصديقة والأمم المتحدة، وما يزال ذلك. وكان هذا العمل الإغاثي الذي غطيت به نفسي- واستمر العمل السياسي تحته أيضاً- هو الذي ساعدنا على التحرك بحرية. عندما جاء النازحون من دير الزور في البداية أخذت فندقاً، كنا نقوم باستقبال الناس في منازلنا، ومنازل أقاربنا، وفي منازل متبرعين. وجميع أهل الحسكة والقامشلي لم يقصروا: من عنده بيت فارغ كان يقول: يا جماعة، عندي بيت فارغ. ومن عنده بناء يقول: يا جماعة، عندي بناء موجود للإيجار بدون إكساء أحاول كسوته ووضع أبواب. أحضروا عوائل حتى يسكنوا به. ومن عنده ملحق، ومن عنده قبو، ومن استقبل ببيته. بيوت أهل الحسكة امتلأت بالنازحين، ولم يعد هناك طاقة للاستيعاب؛ لذلك عندما ذهبت، ورأيت [ما حدث] عندما جاء النازحون من دير الزور في عام 2012، عقب المجزرة التي ارتكبها النظام بحقهم، وقتل أكثر من 500 شخص، وخرجت النساء والأطفال، ولم يستطيعوا حمل حتى ثيابهم، وصلوا الحسكة[انتشروا] في الحدائق والشوارع. واستأجرت فندقاً اسمه "مون لاند": فندق مكون من خمسة طوابق. بدأنا مباشرة نضع في كل غرفة عائلة من العوائل إلى حين تأمين منزلاً لهم؛ حتى لا ينام الأطفال والنساء في الشوارع، ولكن [غرف]الفندق لم تكف؛ وبدأنا ندخل العوائل إلى صالة الفندق، النساء في طابق، وفي الأسفل هناك مطعم، يوجد فيه الرجال، والأماكن المخصصة" للجيم" و "الساونا" والمسبح. كان الفندق أربع نجوم، فندق ضخم. وبدأنا نحضر الناس إلى الفندق، ثم قمنا بتقطيع الفندق بالستائر والألواح الخشبية. وسكن الناس في هذا الفندق لمدة شهرين، وكنا ننقل الناس تدريجياً؛ كانوا موجودين فقط للإقامة المؤقتة، حتى ينتقلوا إلى مكان أخر.

جزء من مصاريف الطعام كنا نقوم بها، وجزء[آخر] من أصدقائنا المتبرعين: يأتي إلى مثلاً: صديق مهندس، متعهد، طبيب، ويقول: اليوم الغداء على حسابي. يقول: ماذا يلزم؟ وهو يقوم بتجهيز الطعام مثل: اللحمة بالعجين، أو المشاوي، أو الفروج المشوي ثم يبعثها. وأهل الخير: أهل الحسكة لا يقصرون. بالإضافة إلى أنه كان هناك أشخاص يحضرون صناديق مساعدات إنسانية (الجمعيات الموجودة) كانوا يعرفون أن هذا مأوى للنازحين، وكانوا يقدمون الطعام. وعندما نجد أن هناك ثغرة لم يتم تغطيتها؛ كنا نقدم هذا الشيء، بالإضافة إلى أننا بدأنا نأخذ الأطفال، ونهتم بهم. وأقمنا في" الجبهة العربية" نشاطاً، وأصبحنا نحضر الأطفال في العيد. ومر علينا عيدان في عام 2012، وفي هذه الأعياد، كان أبناء حمص وأبناء دير الزور[يشكلون] العدد الأكبر من النازحين الموجودين في الحسكة. أصبحنا نقول: كيف يمكننا إسعادهم في العيد؟ وبدأنا نضع برنامجاً، ونقضي أيام العيد معهم، نأخذهم إلى الحدائق، وملاهي الأطفال، والملاعب، ونجري لهم حفلات، ونقدم لهم الجوائز. وقد صورنا الكثير من هذه الأنشطة. أعتقد أن السوريين في مناطقهم عندما جاء إليهم أبناء المحافظات الأخرى عملوا أفضل مما تعمل الآن المنظمات الممولة بمبالغ كبيرة من دول أخرى صديقة، بشكل عفوي، ضمن الإمكانيات المتاحة، بالأموال الذاتية من جيوب السوريين، قدمنا أفضل مما يقدم الآن للنازحين الموجودين. ولو كان وضع السوريين أفضل، ولو أنه لم يتم إرهاق الجميع؛ لم نر الناس الآن، في المخيمات، في الشمال السوري، بهذا الوضع. أذكر عندما جاء أهل الحولة كيف بدؤوا يصرخون بالميكرفون على أهل غويران، وكيف خرج جميع الناس في المظاهرات، وأذكر عندما جاء أبناء دير الزور، كيف صرخوا على الميكروفون، وأتمنى لو تم تصوير هذا المشهد: الشارع ترى أوله ولا ترى آخره، امرأة تحمل الإسفنجة (فراش بسيط)؛ أحضرتها حتى تضعها في المدرسة، وأولادها يحملون الوسائد والأغطية والفرش؛ ليتبرعوا بها، كانوا يضعونها في دور الإيواء، ثم يعودون. ومن عنده براد في منزله قدمه، ومن عنده غسالة في منزله وضعها، ومن عنده فرن [أحضره]. والتجار الذين عندهم محلات في السوق، كل شخص يقول: أنا اليوم أقدم وجبات الطعام، أو التدفئة. وأنا أتحدت عن هذا الموضوع ليس فقط لأبرز ماذا فعلنا، ولكن حتى أبرز [ماذا فعل] السوريون[عموماً]، كلهم عملوا مثلنا، وقدموا كل ما لديهم؛ من أجل مساعدة السوريين.

زيارة عضو المجلس الوطني السوري إلى الحسكة:

جاء عمار في ظروف خطرة. دخل مدينة الحسكة، ولا يوجد فيها شبر محرر، وكان يريد إيصال هذا المبلغ، وهو يثق بنا، فاستعان بنا، من أجل تأمين دخوله ووصوله، والتقينا في بيت من بيوت أبناء من دير الزور. عندما جاء أحضر معه شخصيات [أصحاب] ثقة ومصداقية من دير الزور، وأراد تسليم هذا المبلغ؛ من أجل أن نكون شهوداً عليه. قال: أنتم لجنة. قلنا له: نحن بالنسبة لنا ليس لنا علاقة بأي مبلغ. نحن نقدم كل التسهيلات كأبناء هذا البلد، ونساعد الشباب حتى يعرفوا كيف يتحركوا، ولكن نحن لا نأخذ المال، ولا نستلم المال، وليس لنا علاقة في توزيع المال. طبعاً، وثقنا بهم؛ الناس الذين جاؤوا ثقة، ونحن لدينا قاعدة: أنه من المعيب أن نأخذ المال حتى نساعد اللاجئين النازحين الذين جاؤوا إلينا. نحن أعطانا الله؛ ومما أعطانا سوف ننفق. ومن ليس عنده المال أو دخل لم يقصر، واقتسم رغيف خبز أولاده مع النازحين، وبالتالي كان هذا دورنا. ونحن بالنسبة لنا لم نتلق من أي طرف، سواء كان المجلس الوطني، أو كلنا للشام، وكذلك الأمر فيما يخص الدكتور أحمد طعمة، كنا نساعده للحفاظ على أمانه الشخصي، وحركته، وأمواله. ولكنه حي يرزق، ومعروف، وموجود، ويشهد: أننا لم نتلق منهم أي شيء، ورفضنا. والرجال كانوا جاهزين (لتقديم المساعدات) يقولون: أنتم تعملون، ونحن نقول: هذا الجزء البسيط الذي نقوم به من مالنا الخاص اتركوه لنا. أنتم بالنسبة لكم اعملوا بعملكم، واتركونا على قواعدنا التي لا نرضى أن نستلم بها المال. وحتى لم(نقبل) أن نستلم مالاً من الهيئة العامة للثورة السورية، عندما اتصل معنا نضال درويش وقال: نريد أن نبدأ بتقديم المساعدات المالية. قلنا له: بالنسبة لنا عندنا قواعد: لا نتلق أموالاً من أحد. نحن نستطيع تغطية مصاريفنا لوحدنا، ولكن نحن[نضع] أمانة في رقبتك: أن تجد أشخاصاً ثقات يوزعون المال. وبالفعل بدأ يرسل المال، نحن لم نستلم شيئاً؛ لأننا رفضنا الاستلام.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/14

الموضوع الرئیس

إغاثة النازحينالنشاط السياسي في الحسكة

كود الشهادة

SMI/OH/3-24/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-مدينة الحسكة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الهيئة العامة للثورة السورية

الهيئة العامة للثورة السورية

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

اللجنة العربية في الحسكة

اللجنة العربية في الحسكة

الجبهة العربية في الجزيرة السورية

الجبهة العربية في الجزيرة السورية

الشهادات المرتبطة