نشاطي الاعلامي والتعاون مع النشطاء الاكراد في الحسكة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:06:12:14
الاعتماد على الذات في مجال الإعلام:
فيما بعد فتحنا علاقات مع الإعلام بشكل مباشر؛ وبدأت مظاهراتنا تخرج على" الجزيرة" و"العربية" وكل القنوات الفضائية في بث مباشر. والذي ساعدنا بذلك أبناء دير الزور؛ حيث سافرنا إليهم وطلبنا من ناشطيهم وتنسيقياتهم، وشخص- ذكره الله بالخير- اسمه محمد عيد الدرويش، زودنا بالأجهزة اللازمة ودرب شبابنا على البث، وربطنا(نسقنا) أيضاً مع الكوادر التي تعمل في فضائيات متعددة؛ بحيث يأخذوا البث المباشر من عندنا، بشكل مباشر، وفوري، وآني، ومستمر.
لقاءات مع شخصيات وفعاليات ثورية:
طبعاً، التقينا أيضا مع الشخصيات الكردية التي كانت تعمل بشكل مستقل، والتقينا مع تنسيقية عامودا، وسوار جتو- وهو شخص له كل الاحترام والتقدير- والتقينا مع محمد ولي، وحتى الآن الصداقة والعلاقة مستمرة معهم، والتقينا بعبد الحميد التمو، كانت علاقاتنا قديمة، تأسست منذ أيام مشعل- رحمه الله-.
طبيعة الصلة مع مشعل تمو:
مشعل التمو كان بالنسبة لنا حالة رمزية سورية، ولم نفكر أبداً للحظة واحدة أن مشعل التمو هو شخص يمثل الأحزاب الكردية. وحتى عندما شاركنا في مؤتمر الإنقاذ، وطلبوا من كل محافظة أن يعبر شخص واحد عن مطالب المحافظة في كلمة يلقيها؛ جاء وسألنا مشعل- رحمه الله- وكنا في دمشق: أنا وسيف الجربا وممتاز الحسن. وسألنا وقال: لم نعد نستطيع الحضور جميعاً أن ضربوا " القابون"، وقتلوا الناشطين فيه، وسنجتمع في بيت. ونحتاج من كل محافظة إلى شخص يتحدث. وأريد أن أسألكم: من ترشحون؟ فقلنا له جميعاً بكلمة واحدة: أنت يا أبو فارس. وكان مشعل التمو الناطق باسم حراك الحسكة، وليس فقط باسم الحراك الكردي في الحسكة، وإنما باسم كل الحسكة وكل سوريا.
وأعطاه الأصدقاء الذين أشرفوا على تنظيم مؤتمر الإنقاذ ما بين إسطنبول ودمشق الكلمة الافتتاحية. وكان عندنا وجع عندما تكلم أبو فارس- رحمه وسامحه الله- في ذلك الوقت مباشرة عن اعتراضه على اسم الجمهورية، وبعض المطالب الخاصة. وعاتبناه فيما بعد؛ نحن لم نفوضك على هذا! ونحن فوضناك على دماء الناس الذين يقتلون على الأرض، وهذا الموضوع أترك مناقشته لما بعد. وقال: أنا مضطر أن أفعل ذلك؛ حتى أبقى مؤثراً في الشارع الكردي؛ لأنني إذا تركت الشارع الكردي، فإن الأحزاب الموجودة سوف تأخذه بهذا الاتجاه بعيداً عن الثورة. وكانت الأحزاب مترددة وكان يوجد بعضها مع الثورة وبعضها بين وبين، وبعضها ضد الثورة: وهي أحزاب كردية كانت مع النظام بدليل أنهم عادوا (إلى النظام).
وطبعاً، عذرنا أبو فارس لأننا نريد أن نمضي وأبو فارس- رحمه الله- هو رمز من الرموز الوطنية السورية، ورموز الثورة السورية. وعندما استشهد بكيته طويلاً: لم أكن أتوقع أن هذا الأسى سيملأ قلبي حزناً على فراقه. وطبعاً، شاركنا في التأبين عندما استشهد مشعل التمو - رحمه الله-، وألقى ممتاز الحسن كلمة، وكنا موجودين مع بعضنا في اللجنة التي سميناها تنسيقية، وتكلمت عن هذا الأمر أكثر من مرة.
الطابع السياسي للمساعدات الإنسانية:
وكانت العلاقة مع عبد الحميد التمو أيضا علاقة جيدة، وكان يزورني في منزلي ومكتبي، ويحاول دائماً التواصل معنا، واستمرت العلاقة والصداقة. ويوجد بعض العتب أيضاً على بعض الخلافات البسيطة التي كانت تستثمر خارج سياق الثورة، كانت تستثمر أحياناً بعض الحالات الإنسانية التي كانت تحصل.
كنا لا نترك الجرحى في حي غويران. وكما ذكرت كان يوجد في كل مظاهرة إطلاق نار ومصابون، ولا نتركهم ضمن الإمكانيات المحدودة والضيقة خارج العلاج. وفيما بعد، فوجئنا بأنه بعد أن كفيناهم بشكل خاص: سيف الجربا عنده شركات أدوية، وأنا عندي شركات أدوية، وكنا نوزع الاحتياجات في البيوت بشكل متعدد؛ بحيث نستطيع علاج الإصابات الخفيفة، ولكن الإصابات الكبرى لا نستطيع علاج أغلبها. وليس عندنا إمكانية لعلاجها، وكان هناك أطباء متطوعون يأتون باستمرار، ويساعدون في هذا الموضوع. وبعدها فوجئنا أنهم (التنسيقيات الكردية) يستثمرونها من خلال مساعدة بسيطة جداً كانت عبارة عن كيس أو كيسين من الأدوية الصغيرة، يوجد فيها بعض القطن وغيره. وبعدها بدؤوا يرسلون رسائل وتعاميم ويأخذونها باتجاه مسيس. ونحن عاتبناهم: القضايا الإنسانية لا يصح أن تتكلموا فيها بهذا الشكل، وامتلأ الإعلام كله: بأن الأحزاب الكردية يقدمون المواد الإغاثية والإسعافية لحي غويران وكذا وكذا. وهذا لم يكن [حقيقياً]. نحن بطبيعتنا نخجل عندما نقدم شيئاً أن نتكلم به، وهذا من جانب إنساني، وهي كمية محدودة. ومن يسمع كان يظن أنهم قدموا الملايين، وهي كانت عبارة عن مبلغ زهيد، لا يذكر، ولا قيمة له. وطبعاً، نحن نحترم أنها حالة معنوية وهذا الكلام جيد، ولكن لماذا لا تغطون الجانب الآخر؟ ولماذا لا تتكلمون في جميع الاتجاهات الأخرى التي كانت تحصل من نشاط المنطقة بمختلف مكوناتها؟ وهذه كانت النقاط الخلافية.
إدارة الخلاف بين الفعاليات الثورية:
وكنا حريصين على أن يبقى هذا الخلاف بيننا، ولم نكن نعلنه، وكنا دائماً نتكلم معهم بشكل هادئ، ونستمر مع بعض، وكانوا يكتمون سرنا، ولم يشوا بنا؛ لأنهم يحافظون على سرنا. وكنت مكشوفاً أمام الناشطين الأكراد، ويعرفون ماذا أعمل، ولم يكن عندي خوف منهم أبداً: أنهم مخترقون. وعبد الحميد التمو كان يعرف نشاطي، والشباب في عامودا يعرفون نشاطي: إن كان في إخفاء المطلوبين، وإن كان في قضايا تسهيل انشقاق شخصيات من النظام، وإن كان بقضايا النشرات التي كانت توزع في الطرقات، وإن كان بتنظيم المظاهرات ودعمها، وإن كان بإسعاف المصابين. وكل هذا كان مكشوفاً لهم، وكنا نجلس مع بعض وننسق بعض الخطوات، ونستفيد من تجارب بعضنا. وللأمانة كانوا أوفياء في هذا الاتجاه، ولم يحصل من طرفهم أن وشى أحدمنهم إلى النظام، أو أخبر عني النظام تحت الضغط والاعتقال. وبالمقابل، وفي مكان آخر، وهي حادثة اعتقالي، وهي كانت بناء على وشاية من أحد الأشخاص المتظاهرين الذين اعتقلوا، ويبدوا أنه أثناء اعتقاله كان ضعيفاً؛ تحدث تحت الضغط عن نشاطي، ليس جميعه وإنما ما يعرف منه، وعلى أثر ذلك تم اعتقالي، وطبعاً أنا أنكرت ما قال، واستطعت تبرير هذا الإنكار في وقت مبكر. وهذا الشخص- سامحه الله- لم أكن أتخيل أن يكون بهذه الصورة المؤسفة؛ لأنه انهار بدون ضغط، وفي المقابل، وفي ذات الوقت، كان معه معتقل آخر هو سلوم المنفي الذي صمت، ولم يش بأي شخص من الذين يعرفهم، ويقودون شارع التظاهر. بينما مروان كلما كانوا يسألونه كان يقول: ياسر الفرحان وهو خلف كذا وكذا. وتمت مداهمتي واعتقالي خلال السنة الأولى من الثورة (في بداية عام 2012).
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/10/14
الموضوع الرئیس
مظاهراتكود الشهادة
SMI/OH/3-47/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
updatedAt
2024/08/19
المنطقة الجغرافية
محافظة الحسكة-محافظة الحسكةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
منسقية عامودا لحركة الإصلاح