الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مجزرة داريا الكبرى.. اقتحام جيش نظام الأسد ورعب المدنيين

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:22:52:20

في هذه الأثناء ومع إعلان الجيش الحر -بشكل رسمي أو غير رسمي- الانسحاب من الجبهات حفاظًا على أرواح المدنيين، طبعًا كان الانسحاب غير منظم، وأفراد الجيش الحر يريد فقط كل واحد منهم أن ينجو بنفسه، يعني كل واحد أخفى السلاح أو خبأه عند أحد وكل واحد صار يروح ليبحث عن مكان يختبئ فيه أو ينجو بنفسه على أقل تقدير، لأن الوضع [صار] غير محتمل، وأيضًا فاق القدرة، ففي هذه الأثناء جاءنا في نفس اليوم أخي الذي كان هو مع الجيش الحر جاءنا مصابًا، وأيضا يوجد مجموعة القناصين التي حكيت عنها سابقًا أيضًا جاء شخصين أو 3 -أذكر منهم شخصين ويوجد معهم شخص 3-، فجاءنا الشهيد محمود تبلو -رحمه الله- وأيضًا أظن استُشهد الشخص الآخر هو محمد همّر، وكان أخي معهم، فجاءنا هؤلاء الـ 3 وجاءنا طبعًا أخي بحالة مصابًا، ونحن يعني في تلك الفترات ليست مثل فترة أنك أنت والله دخلت وأصيب أحدهم أو استُشهد وأنه رحمه الله أو أنه عافاه الله ، لم يكن يوجد هذا النوع من الاعتياد على الإصابات أو على استشهاد الأشخاص، فكان استشهاد شخص أو إصابته هو حدث جلل في المدينة، فجاءنا أخي مصابًا والدم (كان ينزف)، فوالدتي يعني مثل ما نقول إنه قد طار عقلها، ووالدي صار يفكر بشكل عقلاني؛ أنه يا جماعة نحن كيف سننجو بأنفسنا؟! وجاءنا أخي الذي كان هو مع التنسيقية والذي كان قبل عدة أيام يصور الجبهات ويصور جلسات الجيش الحر، ويعمل تغطية إعلامية للأحداث، جاءنا أيضًا في حالة هلع أنه كرمى لله دعونا نرى كيف سندبر أنفسنا، فهذا كان السياق العام، وأخي كان مصابًا فبدلنا له [ضماد الجرح]، يعني وضعنا ضمادًا مؤقتًا، وصرنا نفكر، يعني أبي يفكر وعمي يفكر بحالنا، حسنًا هل نخرج إلى خارج المدينة؟ لا يمكننا أن نخرج ونترك أخي مثلًا المصاب، أو نحن ما عاد أساسًا الخروج مشي حالها [لم يعد ممكنًا] وانتهت [إمكانيته]، فالذي يريد أن يخرج كان يقدر أن يخرج قبل يومين أو 3 ويدبر نفسه، أما الآن بعد انسحاب الجيش الحر وتكبيد الجيش الحر خسائر وقتلى للنظام، أيضًا استشرس النظام أكثر وأكثر، فخلص فهنا النظام صار مستقتلًا أو يعني استشرس [شرُس] على الآخر، فليس حلًّا أنك أنت تقعد تحاول أن تتذاكى بطريقة دبلوماسية؛ أننا نحن سوف نخرج إلى خارج المدينة والله لا يوجد علينا شيء (لسنا مطلوبين للنظام) أو هكذا، فكنا خلص نريد أن نبقى في مكاننا، ونحن مدينة داريا التي هي فيها آلاف الهكتارات الزراعية، ومدينة تعتبر مميزة؛ يعني هي مدينة كبيرة وليست صغيرة وفيها 200 أو 250 إلى 300 ألف نسمة، يعني في لحظة من اللحظات صرنا نراها هي عبارة عن علبة كبريت؛ علبة كبريت بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يعني أينما تختبئ فأنت مكشوف على الرغم من وجود الأبنية والمستودعات والأراضي الزراعية والأقبية والحارات الضيقة، لكنك تحس أنك أنت أينما اختبأت فهم يقولون لك: نحن نراك بسبب الرعب.

 وهنا طبعًا كانت في الفترة التي قبلها [الاتصالات] مقطوعة الاتصالات ولكن كانت حرية الحركة في المدينة موجودة معنا فنحن نعرف ماذا يحصل في المدينة ونعرف الجبهات ونعرف الذي يصير هنا في الجبهة الشرقية أو الغربية أو على الجبهة الأخرى، فالأخبار كانت تصل، ولكن بعد انسحاب الجيش الحر كل العالم تفرقوا، وكل واحد صار يعني اللهم إني أسألك نفسي، وكل واحد يريد أن يختبئ في مكان يعني فقط أنه يقي نفسه أو يهرب بنفسه، فكل هذه المستودعات وهذه الأماكن صارت عبارة عن هكذا مكان فارغ كنت تنظر إليه نظرة واحدة فترى كل شي هكذا صرنا نتخيل بيتنا والأبنية والمدينة، يعني حتى بيتنا هو عبارة عن بناء أول وبناء ثان وبيوت عربية بجانبه وبينهم وجائب [مساحات فارغة بجانب الأبنية] وهكذا، طيب فننظر إلى القبو مستحيل، طيب [أو] السقيفة لا هذا صار مخبأ غبي وساذج يعني ليس مكانًا آمنًا، أو بالوجيبة لا بالتأكيد سوف يكشفوننا، طيب [أو] هنا، وأنت لا تحكي عن شخص فأنت يعني تحكي عن تقريبًا مجموعة 4 أشخاص، وبعد ذلك [جاء] ابن عمي وأخي، يعني عم نحكي عن 7 أو 8 شباب، وبينهم أخي المصاب، يعني أخي المصاب الذي نحن نعرف يقينًا أنه لو لا سمح الله انكمش [قُبض عليه] غير أنه الله أعلم ما الذي كان من الممكن أن يصير فيه [يحصل له]، فيقينًا نحن -أي أحد موجود [سواء كانوا] نساء [أو] أطفالًا [أو] رجالًا- في هذا البناء والذي بجانبه أو الذي خلفه باللي [أو] أمامه وربما الشارع كله سوف يُباد إبادة تامة.

 فنحن أمام هذا الموقف وأمام هول الموقف وأمام الرعب الذي [كان يحصل] في المدينة يصير، أننا نحن يعني أننا نحن [أخبار هذه] الحارة عندنا، لكن [ماذا يحصل] في الحارة التي بعدنا شو عم يصير نحن لم يكن لدينا أي خبر إطلاقًا ولا نعرف ما الذي يحصل، فقط تأتينا أخبار أن مجازر [حصلت]، وتأتينا أخبار أنه في جامع أبي سليمان صارت مجزرة كبيرة، وجاءتنا أخبار أنه في القبو الذي [كان] قريبًا علينا أيضًا يوجد تجمع للناس أو [أنهم قد] جمعوا الناس وممكن أنهم عملوا فيهم مجزرة، فهذه الأخبار التي كانت تصلنا من هنا وهناك.

 فصرنا نبحث يعني طوال هذه الفترة، طبعًا عنما أقول أننا نبحث يعني هي كل دقيقة هي عبارة عن سنة أو سنوات يعني تمر على الواحد بسبب الرعب والخوف، وأنك أنت من الممكن في أية لحظة أن يصل الجيش إليك، وأنت عندك شباب وعندك سلاح وعندك شخص مصاب، فهول الموقف كان رهيبًا، وأفراد الجيش الحر الذين كانوا معنا مع سلاحهم -كان [معهم] قناصات وهكذا- 3 أشخاص كانوا، فنحن نريد أن نخبئهم بشكل أو بآخر في أكثر مكان آمن بالنسبة لنا، يعني بالنسبة لنا علمًا أننا نحن في تلك الفترات لم نكن نرى [أنه يوجد] أي مكان آمن في المدينة؛ لا في المدينة ولا في بيتنا ولا في أي مكان في داريا في تلك الفترة وفي هذه المساحة الجغرافية إطلاقًا، ولكن نحن ارتأينا أن هذا المكان -الوجيبة- هو أفضل مكان، فكان هذا المكان حقيقة مخبأ إلى حد ما جيدًا، لماذا؟ لأنه كان عندنا البناء الذي هو بناؤنا حسنًا، وعندنا بناء جيراننا فصار بهذا الشكل، وهذا بناؤنا، وعندنا دارنا العربية بهذا الشكل أيضًا، توجد دار أخرى عربية لنا أيضًا كانت بهذا الشكل، فما بين الدار العربية وهذا البناء وهذا البناء هناك وجيبة، وصحيح أنك أنت ممكن من الأعلى أن ترى الوجيبة، ولكن هناك شرفة من هذا البناء صائرة بشكل مخالف فداخلة إلى الأمام، فهناك وجيبة تحت هذه الشرفة، والدخول إلى هذه الوجيبة هو أنك لا تستطيع أن تدخل مثلًا من الأبنية لا، هي وجيبة للدار العربية، والدار العربية أيضًا مغلقة، والحائط الخاص بها مغلق، فأنت حتى تدخل إلى هذه الوجيبة يجب أن تدخل وتخترق الدار العربية، وهي مهجورة كنا قد تركناها -نحن-، فتدخل من الدار العربية [ومنها] تتسلق على الحائط، وبعدها تجد حوضًا فارغًا ووجيبة فيها أوساخ وفيها شجر وفيها زيتون وهكذا، [ولم يختبئ الشباب هنا بعد، كان يوجد أيضًا حائط ثان يعني تقلب عليه فهو يقع تحت العمارة أو تحت شرفة هذا البناء، فهو أنت فمن هنا البيت العربي وهذه الوجيبة فتقفز على هذا الحائط، وبعد ذلك أنت تصير تحت ماذا؟ تحت شرفة البناء الخاص بنا، فهذا المكان لا يمكن الدخول إليه إلا من خلال الدار العربية، والقفز على الحائط من ثم وجيبة الدار العربية وبعدها تقفز إلى الحائط الآخر والنزول إلى هذا المكان فكان بهذا الشكل.

 وأنا أذكر يعني أنه حتى اختبأ الشباب وخلاص وراحوا وأخدت لهم أحيانًا مستلزمات تلزمهم، فكل قليل نطمئن عليهم هل تحتاجون ماء، هل تريدون شيئًا؟ ونحن ميتون من الخوف، حقيقة يعني ليس كلامًا فأخذت لهم -أعتقد- وسائد أو شيئًا كهذا، ويعني طعام وشراب وخلص ونحن في كل مرة ذهبنا إليهم [نخبرهم] أنه من الممكن أنني لن أرجع -فمن الممكن أنني من هذه اللحظة لن أعود إليكم-، وعندما نرى أن هناك مجالًا أو أن الجيش لم يتقدم بعد، أذهب إليهم؛ وأنه هل تحتاجون شيئًا أو هكذا، أو أخي يطمئن عليهم أو هكذا، وطبعًا هنا توجد نقطة مهمة أذكرها بعد قليل، الأفضل [ألا أذكرها] الآن، فأنه آخذ لهم أغراضًا [أو] آخذ لهم شيئًا، لماذا طبعًا لأنه أنا ولماذا أنا الذي آخذ لهم [احتياجاتهم]؟ لأنني أنا كنت أصغرهم عمرًا في تلك الفترة، وإخوتي كانوا مختبئين في الأماكن التي أنا آتي إليها الآن، -فهم اختبئوا فيها أيضًا- فأنا كنت آخذ لهم [ما يحتاجونه] وأطمئن عليهم، وفي كل مرة أقول لهم أو أنبه عليهم أنه هل تريدون شيئًا؟ [وهل] أموركم بخير؟ ووسائد وحرامات (بطانيات)، [فهي مجرد] وجيبة كلها لكن أنه شيء من الممكن أن يناموا عليه أو يتغطوا به أو هكذا، لأننا أنا حقيقة أنا وأهلي لا نعرف إذا كنا سنقدر أن نرجع إليهم بعد يوم أو يومين أو 3 -لا نعرف-، ومن الممكن كل 10 دقائق نذهب إليهم، لكن بعد هذه الدقائق الـ 10 أنا متى أقدر أن آتي إليكم حقيقة لا أعرف، فخلص فاستقِروا وبقوا في هذا المكان، هنا اختبأ الشباب أو مجموعة الجيش الحر.

 ونأتي إلى القسم الثاني الذي هو عندنا أخي هو وسام الذي مصابًا في تلك الفترة، وعندنا أخي فادي الذي هو كان أساسًا بالتنسيقية والذي كان ملتحقًا بالتنسيقية وتنظيم المظاهرات من البدايات، وعندنا أخي ثالث علاء الذي هو أكبرهم، أيضًا اعتُقل لمدة 4 شهور في بداية الثورة، وعندنا ابن عمي يزن وعندنا رفيق أخي علاء أيضًا كان موجودًا معنا في تلك الفترة، فعندنا 5 أشخاص طبعًا دعك مني، فأنا لست موجودًا؛ فكنت موجودًا، ولكنني لم أكن لأحسب نفسي لأنه توجد فكرة سأحكيها الآن لاحقًا.

 فعندنا 5 أشخاص؛ وسام مصاب وفادي كان ملتحقًا بالجيش الحر وآت بما معه من هاردات (أقراص صلبة) وأحداث مصورة للجيش الحر ولابتوب وأدوات، يعني هذه لوحدها تُعتبر جريمة، وعندنا أخي علاء وعندنا يزن ورفيق أخي علاء، فعندنا 5 أشخاص وأكثر مكان استراتيجي راح من بين أيدينا -يمكننا أن نقول [ذلك]- وأنه [لم يعد ممكنًا] أن يختبئ فيه الشباب مع الجعب، فأين سنذهب؟ ونبحث عن مكان في البيت فالسقيفة أنا قلت لك صارت مكانًا يُعتبر إلى حد ما ساذجًا، يعني لا يصلح لأن نختبئ فيه، فجئنا نطلع نقيم نحط [وفكرنا بعدة طرق] طبعًا أبي وعمي موجودين بهذا السياقات وأهلي تركناهم في البيت، وكنا ننظر ونبحث ونخرج ونأتي ونحاول أن نسمع أخبارًا ونرى ماذا يحصل هنا وهناك وإلى أين وصل، وعلى أقل تقدير فقط نريد أن نعرف أن الجيش إلى أين وصل؟ يعني الجيش كانت تصلنا أخبار الجيش أنه استولى على الممتلكات والقتل والناس والمجازر وهذه الأخبار كلها وصلتنا، فنحن فقط صرنا نريد أن نعرف أنه يا جماعة الجيش إلى أين وصل؟؟ كم بقي له ليصل إلينا، فحقًا من الصعب كثيرًا أنك تنتظر الموت، ويعني أنت لا تعرف إذا كنت ستموت أو ستبقى حيًّا؛ يعني وأنت تنتظر الموت تشعر وكأنك تموت 100 مرة، وفي تلك الأوقات والظروف يعني حقيقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يعني كل دقيقة هي عبارة عن سنة، يعني السنة أقل أو أكثر [بقليل] لكن هذا [الإحساس] بسبب طول الحالة النفسية التي يكون يعيشها الشخص، أنه فقط يريد أن القصة تنتهي، يعني [لم يكن يكترث إن كان] سيموت أو سيبقى حيًّا، وماذا سيحصل؟ الله أعلم، فهنا جئنا حتى آخر شيء خطرت لنا فكرة أن يختبئ إخوتي وابن عمي ورفيق أخي بالمصعد، طبعًا قلت لك أنه عندنا أخي مصاب في رجله و[يوجد] دم وهكذا، فلا يستطيع أن يخرج ويقفز وينزل ويهرب مثل ما فعل بعض الأشخاص الآخرين، أنهم كانوا مختبئين في مكان مثلًا واقتحم عليهم الجيش فهربوا مثلًا من مزرعة إلى مزرعة وقفزوا وراحوا، فلا يمكننا أن نعمل هذا الشيء، وطبعًا بطبيعة الحال الذي سيختبئ مع الشخص المصاب أيضًا هو محكوم به، فلن يقدر أن يهرب ويتركه، فكانت فكرة المصعد؛ أن نختبئ بالمصعد، وطبعًا نحن كان عندنا بناء خاص بنا وبناء خاص ببيت عمي، والمصعد هو طبعًا يعني صغير يعني هو عبارة عن بناء من 4 أو 5 طوابق فهو عبارة عن [غرفة، وليس] مصعدًا كبيرًا غرفة يعني هو عبارة عن متر ونصف أظن أو هيك شي [قريبًا من ذلك] يعني، لكنه طبعًا لم يكن الاختباء أن يدخل إلى المصعد ويقعد في داخله لا، كان الاختباء بطريقة مختلفة، فقررنا أن يتوزع الأشخاص على المصعدين الـ2؛ شخصان بمصعد بنائنا الذي هو رفيق أخي علاء ورفيقه، و3 أشخاص في بناء بيت عمي الذين هم أخي وسام المصاب وأخي فادي ويزن ابن عمي بالبناء المقابل، طبعًا نحن لم نكن نعرف متى [سيصل] الجيش رح يصل إلينا، ولكن خلص يجب أن يختبئوا وكأنه ليسوا موجودين.

 طيب دخلنا إلى أول مصعد بنائنا، طبعًا هناك نقطة مهمة كحالة نفسية يعني رفيق أخي الذي كان عندنا وحتى أخي كان معتقلًا لفترة 4 شهور فحالته النفسية أساسًا لا تساعده، فالرعب أساسًا موجود في المدينة، وإضافة لذلك يعني فترة اعتقال وأوضاع، وأساسًا يوجد رفيق أخي لم [يكن عنده إلمام بهذه] كثير إلو القصص، فحالته النفسية لم تكن أيضًا تساعده، فجاؤوا إلى بنائنا والمصعد كان واقفًا أظن بالطابق الـ3 أو الـ2 هيك أظن الـ2 أو أظن الـ3 أو الـ4 عفوًا 3 أو 4 فكانت الطريقة أنهم يصعدون إلى السطح وينزلون بحبال المصعد إلى أين؟ فيقعدون فوق المصعد جميل؟ حسنًا الجيش كيف من الممكن أن يكشفهم يعني إذا فتح باب المصعد الذي هو الغرفة والغرفة فارغة، فإذا نزل إلى القبو فسيرى من تحت المصعد، فالحل الوحيد أن يصعد الجيش إلى سطح البناء ويفتح غرفة المصعد من فوق ويراهم، فكان هذا هو الحل الوحيد الذي من الممكن يكتشفهم الجيش [من خلاله] نعم، ولكن لم يعد هناك خيارات، فالخيار أنه خلاص ذهب واختبأ أخي ورفيقه وأخذا معهما وسادتين وشيئين كهذا وأكل وشراب وصعدوا فوق المصعد ونزلوا هكذا بالحبال طابقًا، وصاروا وقعدوا فوق المصعد نعم، وخلاص ويعني نحن نسيناهم ويجب أن ننساهم خلاص لا يوجد [أمامنا إلا هذا الخيار] وقلت لك يعني أنه لم يكن الجيش قد وصل وايه ومثل ما ذكرت لم يكن [الوضع أن] الجيش قد وصل وهم راحوا ليختبئوا، لا يعني أنت تريد أن تذهب لتختبئ ومن الممكن أن يأتي الجيش بعد يومين ومن الممكن ألا يأتي أبدًا لا نعرف، مثل وضع الشباب الذين اختبئوا في الوجيبة الذين أنا كنت أذهب لأتفقدهم كل قليل، وأنه بعد قليل لا أعرف إذا كنت سوف آتي إليكم أم لا، فقط من أجل أن تعرفوا أن هذا من الممكن أن يكون آخر مجيء لي إليكم، وبعد ذلك كم من الممكن أن نفترق وننقطع عن بعض -الله أعلم-، فاختبأ أخي ورفيقه على حبال المصعد فوق المصعد، وكان معهم هيك [عدة] أشياء فقط ليبقوا أحياء مدة لعدة أيام؛ وإنه [ومعهم] وسادتان لكي يسندوا أنفسهم أو شيء [كهذا].

 وخلص وهنا دخلوا في باب الظلام يعني خلص لم يعودوا يفهمون شيئًا إطلاقًا؛ ومن سيموت ومن سيعيش وماذا يحصل في داريا ومحمد أين هو وعلاء وفادي أين هما وأبي أين هو وأهلي أين هم؟؟ لا يعرفون إطلاقًا شيئًا، خلص دخلوا من فوق وخلص ولم تعد هناك وسيلة لنحكي معهم، هذا أول المخبأ الأول.

 المخبأ الثاني الذي هو في المقابل -البناء الثاني- كان من المصعد ومثل ما قلت لك كان يوجد أخي المصاب، فأخي المصاب لا يستطيع أن يصعد وينزل على الحبال ويظل قاعدًا بالمصعد، فكان المصعد في الطابق الأول أو الثاني، وعندما أقول المصعد فيعني أنت تصعد إلى الطابق الثاني وتفتح فتجد غرفة المصعد، فكان الحل أننا نحن ندخل إلى الطابق فورًا عندما ندخل إلى البناء نجد غرفة المصعد، فنحن إذا أردنا أن نفتح هذه الغرفة لا نقدر أن نفتحها لماذا؟ لأن المصعد في الطابق الثاني، فتفتح فيفتح لك وتجد غرفة المصعد، ولكن يوجد مفتاح للمصعد نستطيع أن نفتح هكذا بمفتاح خاص تفتح المصعد، فيُفتح لك فتجد غرفة المصعد نفسها وهي غرفة ترابية أو إسمنتية، ولكن هي غرفة من مقاس المصعد يعني متر ونصف بمتر ونصف أظن هكذا -مربع-، فنحن بهذا المفتاح اليدوي -أحضرنا المفتاح اليدوي-؛ عمي أحضر المفتاح اليدوي وفتح باب المصعد وأيضًا قعد إخوتي أخي وسام وفادي ويزن ابن عمي وأغلقنا عليهم سكرنا عليهم يعني الآن إذا أنا الآن أفتح الباب لا يُفتح، ولكن هم موجودون هنا، وإذا صعد مثلًا إلى الطابق الثاني يفتح فيجد غرفة المصعد، وإذا صعد إلى السطح وشيك [وراقب] غرفة المصعد سيجد سقف المصعد، فلن يجد شيئًا، فالحل الوحيد له أنه إما أن يفتح المصعد بالمفتاح اليدوي، وهو لن تخطر له الفكرة –مثل ما نظن-، أو يعني يجبرنا أن نفتح باب المصعد، لم يكن يوجد غير هذا الخيار، فهكذا صار السياق، وأرجع وأكرر أننا أيضا أغلقنا الباب ولا نعرف كم [المدة التي] سيبقون فيها هكذا، ولكن كان الوصول لهم سلسًا؛ أنه هو عبارة [عن أن] نروح ونفتح؛ وهل يلزمكم شيء وهل تريدون شيئًا، خاصة أنه كان يوجد أخي مصاب فأنه هل تريدون شيئًا؟ وهل يلزمكم شيء فنطمئن عليهم، ولكن الوصول إلى أخي الثاني كان صعبًا، وأيضًا الوصول إلى الشباب الذين كانوا مختبئين بالوجيبة صعب، ولكن أقل بدرجة أقل يعني فكان أكثر شيء نشيك عليه [نراقبه] هو المصعد الذي عند عمي وأخي المصاب وفادي وهكذا، وإذا كان يلزمهم شيئًا، ونبقى على يعني قدر الإمكان [على] تواصل، أو نحيطهم بالأخبار، لكن إنه هن أيضًا أنك أنت تقعد في غرفة مظلمة ولا تعرف ماذا يحصل حولك، ولا تعرف متى الجيش سيأتي، ولا تعرف ماذا يحصل لأهلك ولا تعرف ماذا يحدث في المدينة، فحقيقة حقيقة كل دقيقة وكل ثانية تمر عليك هي دهر؛ دهر أنك أنت أعود وأقول تنتظر الموت فهي تموت أو بتعيش تبقى حيًّا، يعني إما موت أو ولادة جديدة، لا يوجد حل ثالث إطلاقًا.

 فهكذا اختبئوا وتواردت مثل ما حكيت عم تتوارد الأخبار البعيدة فقط أنه [حدثت] مجزرة أبي سليمان الديراني، وأخبار من هنا أو هناك، والتزموا البيت واقتحامات عشوائية، فهكذا حتى أظن في يوم 26، ونحن طبعًا من يوم 24 لـ 26، -أظن من 24 لـ26 هو يوم انسحاب الجيش الحر واقتحام النظام بشكل همجي وعشوائي ولا إنساني -اقتحام النظام بهذا الشكل- وهو من 24 لـ27 وهنا مجزرة داريا الحقيقية حصلت؛ يعني عندما نحكي عن مجزرة داريا فهي حصلت في هذه الأيام الـ3، التي هي التشبيح وقتل الأطفال وتجميع الناس ورميها يعني قتلها رميًا بالرصاص أو -والله- جلب الناس إلى القبو وقتل مثلًا الزوج أمام زوجته أو الأب أمام ابنه، فهذا حصل في هذه الأوقات وفي هذه الفترات وخلال 72 ساعة.

 فنحن بعد أن اختبأ إخوتي وهيك بقينا نحن فقط نترصد أخبار أنه متى سيأتي الجيش خلصنا يعني لم يعد بإمكاننا أن نعمل شيئًا، حسنًا في هذه الأثناء أنا أين كنت؟ أنا لم أختبئ لا في المصعد ولا في المصعد الثاني ولا أكيد بطبيعة الحال لن أختبئ مع مجموعة الجيش الحر، فكان يعني الاتفاق مع أهلي -أو أهلي فضلوا- طبعًا أنا أصغر واحد بأخوتي الشباب، فكان تفضيل الأهل أنك أنت تظل مع أبيك، وأنك لن تختبئ، يعني أنك إذا اختبأت أو شيء هو فبطبيعة الحال -لا سمح الله- إن كُشف المكان الذي سوف تختبئ فيه أو هكذا، فبطبيعة الحال -لا سمح الله- من الممكن أن يحصل عليك شيء، وأفضل حل أنك أنت تظل مع أهلك ومع أبيك، وأنا كان عمري في تلك الفترة يعني 16 أو 17 سنة، فالأفضل أنك أنت تبقى مع والدك.

 وفعلًا الجيش جاء إلينا، وبدأت الدبابات والعساكر، وعندما نقول اقتحام يعني أنت تجد مئات العساكر قادمين والدبابات، وبدأوا بتمشيط الأبنية التي بجانبنا، ونحن نرى فأبنيتنا كاشفة فكنا نرى ما الذي يحصل حولنا من عدة جوانب، يعني من هذا الجانب ومن هذا الجانب ومن الشارع فخلصت فتجد الرعب انتشر بين الناس أنه جاء الجيش، فحاولنا أن نوصل الأخبار إلى إخوتي أنه التزموا الصمت أو الهدوء ولا أحد يطلع [يخرج] صوته وهكذا أنه اقترب الجيش، وفي هذه الحالة يعني صرنا نحن ملتبكين وخائفين ونريد أن نحافظ على نوع [من التوازن أو] نتظاهر بالتوازن، نتظاهر بالتوازن وعدم الخوف وأنه لا يوجد شيء، والأمور جيدة، وفتشوا أينما تريدون، وخدوا راحتكم (تعبير بمعنى تريثوا ولا تتعجلوا)، وفعلًا هنا الجيش صار على أطراف بيتنا وأطراف جيراننا، والدبابات وانتشر العساكر في المحلات والأبنية.

 وفي هذه اللحظة الحاسمة دخلت مجموعة وضابط وطبعًا أنا هنا مثل ما قلت لك يعني كنت باستقبالهم أو من سيراقبهم أنا وأبي وعمي بشكل أساسي، فالحل الوحيد أنني مثل ما حكيت أن الاستقبال سيكون بشكل أو بآخر أنه تفضلوا وأهلًا وسهلًا وابحثوا عما تريدون، لماذا؟ لأنك أنت مخبئ بما معناه جريمة كبيرة؛ يعني أنت مخبئ شخصًا مصابًا وشخصًا بالتنسيقية وشخصًا آخر وشابّين فوق ومجموعة جيش حر فأنت يعني بشكل أو بآخر جريمة تعتبر عاملًا [جريمة]، فجاءت فعليًّا مجموعة على أساس مجموعة من الشبيحة مختلطة بعناصر من النظام، فجاؤوا وصار أبي بشكل أو بآخر على أساس [يتظاهر أنه] يعاملهم بشكل دبلوماسي حتى يتخلص أو لا يريهم الخوف أو يريهم نوعًا من الاتزان النفسي والاتزان وأنه لا يوجد شيء، وتفضلوا وكذا والجيش وعلى رأسنا الجيش وفتشوا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/10/11

الموضوع الرئیس

مجزرة داريا الكبرى

كود الشهادة

SMI/OH/194-02/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

8/2012

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

تنسيقية مدينة داريا - الشعب يريد إسقاط النظام

تنسيقية مدينة داريا - الشعب يريد إسقاط النظام

تنسيقية داريا - لجان التنسيق المحلية

تنسيقية داريا - لجان التنسيق المحلية

الشهادات المرتبطة