الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.

كلمة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا في قمة جامعة الدول العربية في الكويت 2014_03_25

أحمد الجربا

رئيس الائتلاف الوطني السوري

25 آذار 2014

أصحاب الجلالة والفخامة، ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية.

سعادة الأمين العام لجامعة الدول العربية.

السيدات والسادة الحضور

بداية أتوجه بالشكر لدولة قطر الشقيقة جهودها التي بذلتها خلال رئاستها الدورة الرابعة والعشرين للقمة العربية وأتمنى التوفيق والسداد لدولة الكويت الشقيقة في رئاستها الحالية للدورة الخامسة والعشرين للقمة .

بادئ ذي بدء:

تحية سورية وعربية تستصرخ ما نعرفه فيكم من النخوة وحمية العروبة النازفة على تراب سورية، سورية التي تخوض معركتها ومعركتكم الكبرى، بأصغر الأدوات وأضعف الإمكانات، في دمشق ودير الزور والقلمون واللاذقية، حيث يمضي جلادها، مدعوما برعاية إقليمية ودولية، وسط ضعف وهامشية العالم الحر.

ولن نشكي حالنا فلمن نشتكي وكلنا في الهم شرق...

نرفع باسم شعبنا بكافة مكوناته، وباسمكم صوت آلامنا والآمال، لنطالب الدول الكبرى بما عليها من التزامات وتعهدات، خضنا على ضوئها غمار مفاوضات جنيف الثانية، التي كفنها الأسد بمحتويات جنيف الأولى، ليقرأ مع حلفائه الفاتحة على ما تبقى من قوة المجتمع الدولي، بترشحه لولاية رئاسية غير شرعية.

إنها معركتنا معا وما أعرفه وأحفظه، هو أن خلاف الأخوة يتلاشى يوم تستباح الدار، ودوركم في سورية مستباحة وقد انتهكت الكرامة والحياة فيها.

واليوم ليس كما قبل جنيف 2، ولا يمكن أن يكون. اليوم ينطوي على لحظة حق وحقيقة، حقنا في تحرير قرارنا وأرضنا، وحقيقة مرة بقدر ما هي واضحة، وهي أن الشعب السوري يواجه بالوكالة حربا شرسة تضرب على الركب السورية وغايتها تركيع العرب، انطلاقا من تركيع السوريين.

لا أدعوكم إلى إعلان حرب، وإنما إلى دعم قضيتنا، وإيجاد حل لها، يكفل مصالح شعبنا وبلدنا، ومصالح العرب كلهم، ومن خلالها نريد إعلان نفيركم للدفاع عن الأرض والشعب السوريين، أمام واحدة من أفظع الحروب التي تخاض على شعب أعزل، ونفيركم معنا يتلخص بنقاط ثلاثة:

أولها: الضغط على المجتمع الدولي من أجل الالتزام بتعهداته حول التسليح النوعي لثوارنا الذين بذلوا أرواحهم من أجل حرية وكرامة السوريين والعرب جميعا.

وثانيها: تكثيف الدعم الإنساني بكل محتوياته لإخوانكم السوريين في الداخل والشتات الذين يكابدون ويعانون وقد صبروا حتى ضاق الصبر ذرعا بهم.

والثالثة: الاهتمام بأوضاع اللاجئين والمقيمين السوريين في البلدان العربية وخاصة الأردن والعراق ولبنان وهم ضيوف في هذه البلدان ينبغي أن يعودوا إلى بلدهم مع نهاية الوضع القائم ونحن ضد بقاء السوريين خارج وطنهم في كل الأحوال.

وبعد: دعوني أقولها بمنتهى الصراحة، إن إبقاء مقعد سورية بينكم فارغ يبعث برسالة بالغة الوضوح إلى الأسد الذي يترجمها على قاعدة اقتل ... والمقعد ينتظرك بعدما تحسم حربك. هكذا يفهم النظام الرسالة ويترجمها عربيا، والسوريون يسألون إذا كان الغرب تقاعس عن نصرتنا بالسلاح الحاسم فما الذي يمنع أشقائنا عن حسم أمرهم حول مقعدنا بينهم؟ وأريد أن أضيف أن الواقع بات يفرض أن تسلم السفارات السورية في العواصم العربية إلى الائتلاف الوطني بعد أن فقد النظام شرعيته ولم يعد للسوريين من يرعى مصالحهم في العواصم العربية الأمر الذي يربك العلاقات العربية العربية ويجعل أحوال السوريين أصعب.

السادة الكرام لم يعد التفرج على حال السوريين من جانبكم مقبولا ولو للحظة واحدة، وأنتم ترون الحرب التي نتعرض لها، وقد اجتمعوا علينا بالإثم والعدوان، ويبرود بعد القصير تشهد والله الشاهد لم يتركوا بيتا إلا دكّوه واستباحوا حرماته، كلكم شاهد الأفلام المسربة التي طغت بشعارات وسلوكيات الحقد الطائفي، كانوا يدخلون القرية دخول التتار، وينثرون فوق جثث الرجال والأطفال وردا وحلوى وزعوها في الضاحية الجنوبية إيذانا بانتصار براميلهم ورصاصهم الغادر.

أيها العرب، لقد قدموا لأمهات سورية في عيدهن الأخير فلذات أكبادهم جثثا تتقاذفها أقدام المرتزقة على شاشات التلفزة. فتحية إكبار لكل أم سورية، زرعت في يوم عيدها أبناءها صورا فوق صدرها وعلى الجدران ولا سلمت يد بيننا أسهمت أو ستسهم بجريمة العار في سورية، مشاركة بها، أو صمتا عنها كصمت القبور.

أيها العرب حقدهم عبر دبابات ومدافع وطائرات تنثر دما في عواصمنا بلا رادع من قوة أو وازع من ضمير فماذا ننتظر فها هي يبرود تشهد أن الحق تصرعه القوة الغاشمة. بل هذه هي (جنتا) اللبنانية والجولان بعد ريف دمشق، وعين الصاحب، كلها تشهد كيف انحنى بشار وحليفه نصر الله أمام جبروت إسرائيل، يجران ذيول العار، ويحتفظان بحق رد كاذب لن يحصل حتى لو ديست رقاب مرتزقتهم بنعال الجيش الإسرائيلي.

وفي المقابل ها هم إخوانكم الثوار في درعا وكسب وحمص كما حلب وغيرها، يؤكدون كل يوم بل كل ساعة أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وهم يصنعون من الحصار والدمار قوة، قوة لا ينقصها إلا

قرار عربي جريء، يدعم حقنا ونضالنا من أجل وطننا وشعبنا ومن يشكك، فليسأل قوات الأسد ومرتزقة حزب الله وداعش كيف دحروا من حلب وإدلب إلى قلب الساحل في كسب في يوم واحد، في يوم العزة الذي سقطت فيه قرى ومواقع لنظام الأسد بعد يومين من احتفاليته مع مرتزقته بالانتصار على أنقاض يبرود الكرامة .

إننا ومن هذا المنبر، نعلن أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة يحرص كل الحرص على وحدة السوريين وسلامتهم بما في ذلك المقيمين منهم في المناطق التي يسيطر عليها النظام، ونعلن أن الائتلاف وقوات الجيش الحر في المعركة ضد النظام وقواته، يحرصان على احترام السوريين في تلك المناطق والحفاظ على ممتلكاتهم في كل الظروف.

يا أهلنا وعزنا لا ينقصنا الرجال ولا تعوزنا العزيمة، والدماء تبذل رخيصة في رحاب القضية. ما أردناه ونريده هو الموقف الحاسم من جانبكم بالدعم غير المنقطع أو المتقلب مع الظروف السياسية

من أجل حماية سورية كيانا وشعبا، ودرء الأخطار التي تلاحظونها ماثلة في الأردن ولبنان والعراق وغيرها نتيجة تطورات الوضع في سورية.

أيها السادة نقف اليوم فوق تراب الكويت المجبولة بدماء أبنائها والعرب الذين أسهموا في تحريرها يوم حرب الأخوة المؤسفة التي فرضت عليها وهي شاهد حي يذكرنا بانه لولا الموقف العربي الجامع الحاسم الذي حرك العالم لما كنا نقف هنا اليوم في ربوع هذا البلد العزيز وشعبه الطيب.

سورية اليوم تستنجد بكم من دولة الكويت الراعية لمؤتمر المانحين وتؤكد لكم أن استهدافها محمول بمشروع أخطر على العرب كل العرب، والصمت عنه اليوم سيخلف بعد كل سورية، سورية جديدة وسيفتح حروبا في المنطقة أين منها حربي الخليج.

أيها السادة، ظن كثيرون أن عزيمة الشعب السوري ستكسر وستهزم إرادة الحياة والحرية فينا، وها نحن نحي الذكرى الثالثة لثورتنا، ليلوح النصر من مهدها من درعا التي رسم أطفالها بشائر الثورة على حيطان تلك المدرسة، ها هم أسود حوران يكتبون بالدم علامات النصر ويزفون مع رياح الجنوب بشرى التحرير إلى دمشق الأسيرة.

أيها السادة إن ما يحصل في حوران واللاذقية وبقية أنحاء سورية اليوم بعد ثلاث سنوات من الثورة، هو مدرسة وعبرة لكل من خالطه الشك بانتهاء نظام الأسد ولكل متردد نقول احسم أمرك، فقد حسمنا أمرنا، وما النصر إلا صبر ساعة، وهو قريب بمساعدتكم ودعمكم.

والسلام عليكم ورحمة الله.

لمشهادة الكلمة المصورة لرئيس الإئتلاف الوطني في قمة جامعة الدول العربية في الكويت 25/3/2014 اضغط هنا

المعلومات الأساسية

تاريخ الصدور

2014/03/25

اللغة

العربية

نوع الوثيقة

كلمة / إحاطة

البلد المستهدف

الكويت

كود الذاكرة السورية

SMI/A200/485336

يوميات مرتبطة

شخصيات مرتبطة

كيانات متعلقة

لايوجد معلومات حالية

درجة الموثوقية:

الوثيقة

  • صحيحة
  • غير صحيحة
  • لم يتم التأكد من صحتها
  • غير محدد