الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.

كلمة الدكتور نصر الحريري الأمين العام للائتلاف الوطني في مؤتمر وطن الثالث

نصر الحريري

الأمين العام للائتلاف الوطني

21 آب، 2014

السادة الوزراء

السادة السفراء

السادة الدبلوماسيين

الأخوة الكرام في منظمة وطن...

السادة والسيدات الحضور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نلتقي اليوم في الذكرى الأولى للجريمة الأفظع في تاريخ سورية الحديث، يستعيد الشعب السوري فيها أحداث تلك المأساة بمشاعر الحزن على شهدائهم والصدمة من موقف المجتمع الدولي.

يلتفت أهالي 1507 من الشهداء فلا يجدون أي موقف دولي يوازي حجم الجريمة المرتكبة، حتى القرار الخاص بنزع السلاح الكيميائي للنظام كان بعيداً عمّا توقعه السوريون، إذ اكتفى بنزع سلاح الجريمة وإطلاق يد المجرم في استخدام أي وسيلة أخرى للقتل، بدءاً من السكاكين والسيوف وصولاً إلى البراميل المتفجرة والصواريخ البالستية.

كما أفادت تقارير عديدة عن قيام النظام باستخدم مواد سامة كغاز الكلور في 15 موقعاً متفرقاً خلال هجماته على المناطق الخارجة عن سيطرته مستهدفاً الحاضنة الاجتماعية للثورة.

نلتقي هنا اليوم لأن سورية ﺗﻌﻨﻴﻨﺎ، لأن سورية لنا، ﻭلأننا ﺣﺮﻳﺼﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﻟﺒﻨﺎء نهضتها. إننا ندرك جميعاً بأن العمل المؤسساتي أساس لا بديل عنه لبناء وطننا. ندرك أننا في حاجة إلى خطوات على طريق العمل الجماعي، وهذا بالضبط ما أكدته منظومة وطن منذ انطلاقها، لقد تمكنت بفضل تبنيها لمبادئ العمل المؤسساتي الجماعي من خلق آليات عمل تلائم الأوضاع الصعبة التي تسود الأراضي السورية، والتعامل بأفضل الوسائل الممكنة مع ظروف القتال والقصف العشوائي التي تطال الجميع.

لقد قدمت لنا منظومة وطن تجربة فريدة من نوعها، وهي نموذج يستحق الثناء عن جدارة نتيجة عملها الرائد في المجال التنموي. نموذج لابد من استمراره، والعمل على توثيق أواصر متينة من التنسيق والتعاون والتكامل بين هذه المنظومة وبين محيطها من منظمات المجتمع المدني الأخرى، سواءً في مواضيع حقوق الإنسان، أو أعمال الحوكمة أو المنظمات العاملة من أجل دعم الشعب السوري في سائر المجالات.

لقد عمد نظام الأسد طوال العقود الخمس الأخيرة وبشكل ممنهج إلى تهميش دور منظمات المجتمع المدني، هذا ما شكل صعوبات وتحديات في مجال العمل التطوعي وتراجع أهميته وانتشاره بين أبناء الشعب السوري.

من هنا ومن أجل استمرار نجاح منظومة وطن وتطور عملها على المستوى الداخلي؛ فإن من الضروري، من وجهة نظرنا، أن ينطوي نشاطها على المزيد من التنسيق مع باقي مؤسسات المجتمع المدني العاملة على الأرض لخدمة الشعب السوري، وأن يرتكز أسلوب الدعم والبناء والتطوير في جميع النواحي على تعزيز إمكانيات الأفراد والمجتمعات، وأن يساهم في ترميم الأضرار التي يؤدي إليها الاعتماد على أنواع الدعم السلبي التي تعالج جزءاً من المشاكل الراهنة لكنها تتسبب بوقوع مشاكل أخرى؛ هذا ما سيضمن استمرار النجاح وتقديم المزيد من الدعم المتخصص والمناسب والإيجابي والعاجل، وسيؤدي إلى تفادي الهدر والتضارب في تنفيذ بعض المشاريع، بالإضافة أهمية الدعم الإيجابي في توعية الأفراد بأهمية دورهم، وتشجيعهم على الأخذ بالأسباب والتسلح بالخبرات المناسبة للظروف التي نمر بها.

إن الشعب السوري يعقد علينا الآمال للتغلب على التحديات التي تواجهه، وهذا ما يضع على كاهل مؤسسات الشعب السوري السياسية وعلى رأسها الائتلاف مسؤوليات جسيمة، من ضمنها مساعدة ودعم منظمات المجتمع المدني، والمساهمة في رفع مستوى التنسيق والتعاون فيما بينها، مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف كل منظمة، وضرورة أن ينسجم هذا الدعم والتعاون والتنسيق مع ما تقتضيه مصلحة كل منظمة على حدة، ووفق حاجاتها، وبما يحافظ على استقلاليتها ويعزز دورها ويحقق أهدافها.

إننا في الائتلاف الوطني نشجع جميع المبادرات المدنية الإيجابية التي تطلقها منظومة وطن وباقي منظمات المجتمع المدني، ونحرص على تنفيذ المشاريع الاجتماعية والإنسانية ودعمها.

إنني أدعو جميع الحضور وسائر المنظمات التي يمكن أن يصلها صوتي، إضافة إلى الجهات الإقليمية والدولية؛ إلى تكثيف جهودها ومواصلة مشوارها الخيري في دعم منظومة وطن، كما أدعوها إلى بناء شراكة حقيقية معها بهدف نقل خبراتها وتقديم الدعم المادي الذي يزيد ويساهم في رفع مستوى الأداء.

إن التحديات التي تواجهنا لتنمية المناطق المحررة كبيرة جداً، ونحن في الائتلاف نعي تماماً أنه ليس بإمكان جهة واحدة تأمين الطيف العريض من حاجاتها الإنمائية والإنسانية والاجتماعية، هذا ما يلقي علينا في هذه المرحلة مسؤولية كبيرة، فنحن مطالبون بتنسيق الجهود وربطها ببعضها ودعم كل منها للآخر ووضعها على سكة واحدة وفي خدمة الشعب السوري المناضل، والعمل على دعمه من أجل تحقيق أهداف ثورته في العيش بحرية وكرامة.

أخيراً، اسمحوا لي أن أوجه شكري لجميع العاملين في منظومة وطن، وأن أحيي جهودهم وعملهم الرائد على مستوى منظمات المجتمع المدني الناشئة في ظل الثورة، وأحثهم على متابعة الطريق وابتكار مشاريع جديدة من شأنها المساهمة في إنماء وإعادة إعمار سورية وعودتها إلى ركب المدنية والحضارة التي كانت مهداً لها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لمشاهدة الكلمة على اليوتيوب : اضغط هنا

المعلومات الأساسية

تاريخ الصدور

2014/08/21

اللغة

العربية

نوع الوثيقة

كلمة / إحاطة

كود الذاكرة السورية

SMI/A200/486097

كيانات متعلقة

شخصيات مرتبطة

يوميات مرتبطة

لايوجد معلومات حالية

درجة الموثوقية:

الوثيقة

  • صحيحة
  • غير صحيحة
  • لم يتم التأكد من صحتها
  • غير محدد