بيان وفد هيئة التنسيق الوطنية إلى مؤتمر القاهرة
بيــــــــــان
بشأن مؤتمر المعارضة في القاهرة
برعاية الجامعة العربية وأمينها العام الدكتور نبيل العربي وبجهد كبير ومشكور منها ، وبالتعاون مع مكتب المبعوث المشترك السيد كوفي عنان وحضور نائبه السيد ناصر القدوة، وحضور نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي ممثلا مجلس وزراء الخارجية العرب، ووزير الخارجية العراقي الذي تترأس بلاده القمة العربية هذا العام ، ووزير الشؤون الخارجية القطري ، ووزير الخارجية التركي ، وممثلي الدول الخمس الكبرى ،وعدد كبير من الدبلوماسيين العرب والأجانب ، انعقد مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة في الثاني والثالث من تموز الجاري.
لقد شكل انعقاد هذا المؤتمر نقطة نجاح مهمة على طريق المساعي المبذولة لتوحيد قوى المعارضة سياسيا وتنظيميا، حيث اجتمع الإطاران الرئيسيان للمعارضة في الداخل والخارج ، هيئة التنسيق الوطنية والمجلس الوطني السوري ،إضافة إلى ممثلي الحركة الكردية السورية، مع عدد من القوى الأخرى التي تمثل أطيافا متعددة من المعارضة من الداخل والخارج ، إضافة إلى ممثلين عديدين عن قوى الحراك ، والعديد من الشخصيات الوطنية المرموقة.
فأن يجتمع هذا الحشد تحت رعاية الجامعة العربية وبهذه المشاركة العربية والدولية الواسعة ،وأن تلتقي كل هذه الأطياف المعارضة معا في محاولة للتفاهم والتوصل إلى رؤية سياسية مشتركة ، وبلورة إطار مشترك يجمع شمل المعارضة ويوحد صفوفها ، هو نجاح مهم بحد ذاته يجب التمسك به والبناء عليه والسعي لتطويره، الأمر الذي يعتبر هدفا معلنا وأساسيا من أهداف شعبنا الثائر ، و كذلك من أهداف مختلف القوى السياسية المعارضة في الداخل ، ولاسيما هيئة التنسيق الوطنية التي طالما حرصت على لم الشمل وتوحيد الصفوف ولم توفر جهدا ممكنا لهذه الغاية، و ستظل تعمل لتذليل الصعوبات التي تواجهها حتى تتحقق على أفضل وجه ممكن.
وقد بذل وفد الهيئة كل جهد ، وحرص على إبداء أقصى المرونة والروح الإيجابية في مختلف القضايا من أجل تحقيق الأهداف التي شاركت الهيئة من أجلها في المؤتمر ، وهي إنجاز تفاهمات سياسية موحدة يجمع عليها المشاركون فعليا ، بحيث تخدم شعبنا الثائر ومستقبل بلادنا و والثورة المستمرة من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية ،وكذلك الوصول إلى بلورة شكل مناسب من أشكال القيادة المشتركة للمعارضة يوحد صوتها وينظم ويوحد فعالياتها داخل البلاد وخارجها ، وشارك عديد من القوى والشخصيات بكل إخلاص وحماس في هذه الجهود . فكانت ثمرة ذلك نجاح آخر كبير الأهمية وهو إنجاز وثيقة ( العهد الوطني ) التي تعبر عن ملامح سورية الغد المنشود ،وإقرارها في المؤتمر بأغلبية كبرى .إن هذه الوثيقة القيمة والبالغة الأهمية، والتي باتت عقدا ملزما لكل من شارك في المؤتمر لهي إنجاز أساسي كبير ذو قيمة وأهمية تاريخية لشعبنا وبلادنا ، ويستحق كل من ساهم في إعداده وإقراره كل تحية وتقدير .
كذلك فقد صدر عن اللقاء وثيقة تتناول رؤية عن المرحلة الانتقالية ، فيها العديد من النقاط الإيجابية وفيها أيضا العديد من النقاط المقحمة في غير مكانها ، والنقاط التي لا يوجد تفاهم دقيق بشان دلالاتها والمقصود منها ، الأمر الناتج عن سرعة العمل وعدم توفر الوقت اللازم ما يجعلنا نخشى أن تكون مصدر خلافات جديدة إذا لم تلتزم كافة الأطراف بالروح الإيجابية والحرص على التفاهم ووحدة المواقف عند تفسيرها ، وهو أمر يضعف من هذه الوثيقة ويستوجب تدقيقها وإزالة كل لبس في أفكارها في المؤتمر المزمع عقده قريبا لمتابعة مساعي التوحيد والتقارب ، كما اتفق المؤتمرون .
ويهم وفد الهيئة أن يؤكد بهذا الخصوص أنه كان وما يزال يرى في الإستراتيجية السلمية للثورة ، الطريق الرئيسي لتحقيق أهداف الشعب الثائر ، ويرى في التدخل العسكري الخارجي كما في دعوات عسكرة الثورة وزرع الأوهام حول هذه القضية خطرا مدمرا للبلاد والمجتمع ومستقبل الثورة وأهدافها، كما يرى في الشحن الطائفي والممارسات الطائفية خطرا آخر لا يقل إجراما وضررا بالشعب ومستقبل الوطن وأهداف الثورة . ويؤكد وفد الهيئة أنه يدعم الجيش السوري الحر بصفته قوة تمارس حق الدفاع المشروع عن النفس وحماية المدنيين في مواجهة القتل الوحشي الذي ترتكبه قوات النظام وشبيحته ضد المواطنين والمدنيين العزل ، وليس في هذا أي تغيير في الإستراتيجية السلمية للثورة أو انتقال إلى عسكرتها .
أما المسألة التي فشل مؤتمر القاهرة في تحقيق أي تقدم فعلي بشأنها فهي مسألة تكوين لجنة قيادية أو لجنة تنسيق وتعاون أو حتى لجنة متابعة مسؤولة لقرارات المؤتمر .
لقد حاول المخلصون لهذا الهدف الدفع بكل قوة نحو تحقيقه ، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك رغم أن التصويت أيد تشكيل اللجنة بأغلبية كبيرة من أعضاء المؤتمر ، في حين نجحت مساعي التعطيل الرافضة فعليا لتوحيد المعارضة في عرقلة هذه المساعي وهي أقلية من هؤلاء سبق وعانينا منها كثيرا في اللقاءات السابقة .
فما هو مطلوب وضروري في الثورة خصوصا من روح ديمقراطية وتشاركية، الأمر الذي يجعلنا أكثر إصرارا على تحقيق هذا الهدف ، وتذليل كل العقبات التي تعترض طريقه مهما كانت .
فهدف إيجاد هيئة توحد جهود المعارضة هو هدف ذو أهمية قصوى لنجاح الثورة وتحقيق أهدافها ولن نقبل بأن تظل تعطله وتسد طريقه أي جهة وأي فئة مهما كانت أوهامها و مزاعمها وتبريراتها .
كذلك لابد من الإشارة إلى تضامن وفد الهيئة مع الإخوة الأكراد في مواجهة بعض الأصوات المتشنجة وأصوات أخرى تعمل لإفشال توحيد المعارضة لدوافع مختلفة ، وهو ما ترتب عليه احتكاك كاد يتسبب بتفجير المؤتمر لولا مبادرة بعض أعضاء المؤتمر لتدارك الأمر .
ولقد سجل وفد الهيئة تحفظا رسميا على نص وثيقة الرؤية السياسية للمرحلة الانتقالية بسبب نقاط عدة فيها ، ووصل احتجاجه على تخريب مسعى تكوين لجنة متابعة إلى مغادرة قاعة الاجتماع بصورة جماعية .
كذلك تسجل الهيئة ملاحظة أساسية تتفق فيها مع اللجنة التحضيرية حول شمول ونسبة تمثيل المعارضة من داخل البلاد ، حيث لم تكن قوى عديدة من الحركات السياسية ، وكثير من القوى الثورية الصاعدة ممثلة في المؤتمر ، وهو أمر لا بد من تصحيحه في أي لقاء قادم ، بما يعطي قوى الحراك الثوري الفاعلة حقها المشروع في التمثيل وعلى أكمل وجه ممكن ،
ويعطي الداخل عموما وزنه الطبيعي والرئيسي في مؤتمرات المعارضة .
ويسجل وفد الهيئة شجبه لإصرار بعض المشاركين على شطب تعبير يفيد بان (التغيير لن يكون إلا بإرادة السوريين وأيديهم )، حين تشبثوا بشطب عبارة ( بأيديهم) لتبريرات غير مقنعة لنا.
ستبقى الهيئة أمينة لهدف وحدة المعارضة الوطنية وستبذل كل جهد من أجل تعميق الثقة بين أطيافها , فالوطن يستدعينا للتجاوز عما يشيب مسيرتنا .. وصب الجهد لانتصاره الثورة.
القاهرة في 4/7/2012
وفد هيئة التنسيق الوطنية
المعلومات الأساسية
تاريخ الصدور
2012/07/04
اللغة
العربيةنوع الوثيقة
بيان سياسي
البلد المستهدف
العراقمصر-القاهرةقطرتركياكود الذاكرة السورية
SMI/A200/493204
الجهة المصدرة
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطيكيانات متعلقة
شخصيات مرتبطة
يوميات مرتبطة
لايوجد معلومات حالية