بيان حول الاستفتاء على الدستور الجديد المزعوم
بيان
حول الاستفتاء على الدستور الجديد المزعوم
خلال ما يقرب من عام، قدم الشعب السوري آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى، في ثورة عارمة يطالب فيها بالحرية والكرامة والديمقراطية ، ووعد النظام مرات كثيرة بالإصلاح والاستجابة للمطالب المشروعة للشعب ، وعد الشعب ووعد دولا كثيرة حليفة له، ووعد العالم كله . رغم كل هذا ،ها هو اليوم يقدم مثالا حيا للإصلاح الذي سيقدمه للشعب ، حيث أعد موظفوه الذين اختارهم بنفسه ممن يدينون له بالولاء والخضوع نصا ، يسميه مشروع دستور جديد، ويعتزم طرحه على الاستفتاء الشعبي غدا، ليصير ( الدستور الجديد ) للبلاد.
هكذا ودون أن يشارك في إعداد هذا النص أي من القوى السياسية الكثيرة في البلاد ، اللهم سوى أتباع النظام المجربين في (الجبهة الوطنية التقدمية )، ودون أن تشارك أي شخصية وطنية حقوقية عامة تحظى بثقة المجتمع واحترامه، ودون أن يطرح المشروع على النقاش العام في وسائل الإعلام والمراكز والمؤسسات الثقافية والجامعات لإظهار حسناته وسيئاته أمام الراي العام ، يجري طرح المشروع للتصويت ليقول المواطنون لهذه الوثيقة ( نعم ) أو (لا) بكل ما فيها جملة وتفصيلا ، وليقرروا بذلك ما يفترض أن يرسم ناظم الحكم الأساسي لسنوات قادمة كثيرة.
ليس هذا فحسب ، بل إن مشروع الدستور يطرح للاستفتاء فيما البلاد تغلي سياسيا وتدوي الانفجارات في مناطق كثيرة منها ،وتنشر الدبابات والمدرعات والجنود في كل مكان، وتطغى أصوات القنابل والقذائف والرشاشات على كل صوت آخر في العديد من المدن والبلدات والقرى من حوران في أقصى الجنوب وحتى حلب في أقصى الشمال. وفي حين يعجز النظام عن بسط سيطرته في بقاع واسعة من البلاد، وفي حين لعب ويلعب الدور الاعظم في فقدان الأمن وسفك الدماء والقتل وانتهاك الحرمات والاعتداءات بكل ألوانها، فإنه يدعو المواطنين لترك كل هذا جانبا ، والتوجه نحو صناديق الاقتراع ليصوتوا لـ ( الدستور الجديد) بكل سعادة وسرور واحتفاء (بالإصلاح والتجديد ) الموعودين !
يشكل كل هذا صورة حية عن تجديدات النظام وإصلاحاته الديمقراطية الموعودة التي هي في الحقيقة مسرحية دموية تكشف مدى ازدراء هذا النظام للقيم وللعقل البشري وللشعب ، ومدى تعنته وصلفه الذي لا يقوم على شيء سوى القوة الوحشية العارية ، واستعداده الدائم لمحاولة تغطية كل هذا بالكذب المستمر الذي لا يعرف حياء ولا خجلا.
الشعب السوري بريء من كل هذا جملة وتفصيلا، وهو غير معني بمهزلة الاستفتاء على دستور جديد مزعوم لن يكون في ظل هذا النظام سوى أوراق لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به، فمشكلة السوريين جميعا هي في وجود هذا النظام الذي يضع نفسه فوق كل الدساتير والقوانين الجيدة منها والرديئة ، الجديدة والقديمة ، وسيحل الشعب مشكلته هذه حلا حقيقيا بالخلاص من نظام الاستبداد المتوحش، وسيضع بعد هذا دستوره الذي يريد حقا ، وفق الأصول الديمقراطية التي تحترم الإنسان والشعب والكرامة والعقل البشري.
الحرية والكرامة للشعب السوري المكافح.
يسقط تزوير إرادة الشعب ويسقط كل من يعمل لتزوير هذه الإرادة.
المكتب التنفيذي
دمشق في 26/ 2/2012
المعلومات الأساسية
تاريخ الصدور
2012/02/26
اللغة
العربيةنوع الوثيقة
بيان سياسي
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقالبلد المستهدف
سوريةكود الذاكرة السورية
SMI/A200/493278
الجهة المصدرة
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطيكيانات متعلقة
شخصيات مرتبطة
لايوجد معلومات حالية
يوميات مرتبطة
لايوجد معلومات حالية