ب 15/ 2013

3/ 2/ 1435هـ

7/ 12/ 2013م

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فقد مرت الأمة الإسلامية بعهود من الظلام والجهل، حتى فشا فيها الضلال والعبث بالأحكام والبعد عن الدين؛ كل ذلك تحت وطأة حكام مأجورين للعدو الذي يريد النيل من الأمة في دينها، وها قد هب أبناء هذا البلد (سوريا) للقيام على الطاغية المجرم للتخلص منه، ونفوسهم تصبو للعدل، ويعرفون أن العدل في دين الله، فاختلفت وسائلهم في التعبير عن ذلك كل بحسب ما لديه من علم ودراية.

وبناء على ما سبق والتزاماً بقاعدة الدعوة الإسلامية التي تحرص على إدخال الناس في الإسلام لا على إخراجهم منه، والتزاماً بالحديث النبوي الشريف: ” أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلاَّ رَجَعَتْ عَلَيْهِ “ [متفق عليه، واللفظ لمسلم] فتوجه ” جبهة علماء حلب “ النداء إلى المجاهدين من كافة الفصائل، وبالأخص تلك التي تتبنى الإسلام منهجاً وفكراً، بأن يتجنبوا التكفير وليحذِّرُوا عناصرهم من أن يقوموا برمي الناس بالكفر لأجل خلاف في أمر اجتهادي أو عملي أو حتى عقدي يسع المسلمين فيه الخلاف.

وأما ما لا يسع فيه الخلاف، فالناس بحاجة إلى الدعوة والتعليم، لا إلى التكفير والتحقير.

فجبهة علماء حلب تظن بالمجاهدين أنهم خرجوا لنصرة الإسلام وأهله، واستخراجهم من الظلمات إلى النور، ومن الجور إلى العدل، لا أنهم خرجوا ليسلطوا سيف القوة على الناس، وينفروهم من دين الله، ويدفعونهم للزوم غير طريق شرع الله من حيث يدرون أو لا يدرون.

وقد كان صلى الله عليه وسلم إِذَا بَعَثَ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ: ” بَشِّرُوا وَلا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا “ [صحيح مسلم].

والله الهادي إلى سواء السبيل.

رئيس جبهة علماء حلب المؤقت

د. عبد الله محمد سلقيني