بيان لجان التنسيق المحلية

بمناسبة مرور عام على اختطاف (رزان، سميرة، ناظم، وائل)

حين أصدرنا بياننا الأول، قبل ما يقرب من عامٍ، عن حادثة اختطاف كلٍّ من رزان زيتونة وسميرة الخليل ووائل حمادة وناظم الحمادي، لم نكن نتصوّر أننا سنضطرّ إلى تكرار الكلام نفسه، بعد سنةٍ من المراوحة في المكان، والحلقة المفرغة التي دارت فيها الجهود التي حاولنا بذلها من طرفنا كلجان التنسيق المحلية، وثلاثةٌ من المخطوفين من مؤسسي اللجان أصلاً، وتلك التي بذلها سوانا، من أفرادٍ مؤثرين وجهاتٍ فاعلة، دون فائدة.

إذ إن الحماقة والتسرّع اللذين قادا طرفاً أرعن إلى محاولة إسكات صوت النقد والاختلاف، كان ينبغي التصدّي لهما وبسرعةٍ قبل ان يأسرا صاحبهما في متاهة جريمته، يريد الفكاك منها ولا يستطيع، فتجده متخبّط السلوك، ينكر في العلن ويفاوض في السرّ، مشترطاً غضّ النظر عنه وإسكات الألسن التي تتوجّه بالتهمة إليه. يضيق بها وهي لا تملك –كما كان المخطوفون-سوى الكلمة، بينما يدّعي هو امتلاك البلاد والعباد، وإن على رقعته الصغيرة التي ظنّها مملكته الخاصّة يأسر فيها ويخطف ويتلاعب دون رقيبٍ ولا حسيب.

ولكن لا... فها قد تكاثر الرقباء والمحاسبون. وها هي الرعونة في مواجهة نتائج أفعالها. وها هو ما كنا نقوله طيلة العام الماضي يتحقق، من أن هذا الفعل سيصبح عاراً يحاصر مرتكبه، وأن المأسورين الأربعة سيصبحون هم من يأسر سجّانهم المستبدّ الطارئ، الذي لم يتعلّم على الأقلّ من المستبدّ الذي حكم البلاد كلها، لا بلدةً أو منطقةً محدودة، وها هو يتآكل ويحرقه لهيب الحرية، التي طالما عمل من أجلها الأربعة الذين سيخرجون رغم أنف السخف والتعنّت، وسيتابعون السعي إلى الحرية، متناسين هذه الكبوة المخزية بقيام قوىً مناهضةٍ للأسد باختطاف بعض رموز من أسّسوا للنضال ضدّه.

في نهاية المطاف، لا حاجة لتكرار أيّ كلامٍ مما قيل طيلة هذا العام حول هذا الموضوع. يجب أن يخرج الأسرى فوراً، الأمس قبل اليوم، ومن أجل المختطفين وعائلاتهم أولاً وقبل كلّ شيء، ولمصلحة الثورة في مواجهة متصيّدي أخطائها من أبواق الطغيان، الذين يرون القشّة في عينها ولا يرون الخشبة المدمّاة في عين بشار الأسد.

لجان التنسيق المحلية في سوريا

8/12/2014