بيان على مرور أربعة أيام على الهدنة في سوريا

مع انقضاء المرحلتين الأولتين من الهدنة (أربعة أيامٍ كاملة)، ومع تسجيل عدد من الخروقات من قبل طرف النظام وطرف المعارضة، ومع سقوط سبعة قتلى مدنيين (وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان) في المواقع التي يسيطر عليها الطرفان، فمع كل هذا فإن العنف قد تقلَّص بنسبة 90% ليسجل أخفض منسوب له منذ خمس سنوات.

وبالمحصلة فإننا نرى أن استمرار الهدنة وانتفاء الاقتتال سيسمح باعتماد وسائل سلمية في صراعاتنا ومنافساتنا السياسية وخياراً نضالياً أكثر أمانا في المرحلة المقبلة.

بناء على استمرار هذه الهدنة فمن المرجح أن يتم تمديدها بعد لحظات من قبل الروس والأميركان لثلاثة أيام أخيرة ستبدأ بعدها مباشرة العمليات العسكرية المشتركة للبلدين ضد مناطق تواجد داعش وجبهة النصرة (فتح الشام)، وهذا بالتأكيد سيتسبب بسقوط الكثير من الضحايا المدنيين وكذلك من مقاتلي الفصائل السورية الذين يعز علينا خسارتهم.

بناء على ذلك، وحرصا على دماء وأرزاق جميع السوريين، وتقديرا منا لصعوبة الابتعاد الميداني لمقاتلي الفصائل عن مناطق جبهة النصرة، فإننا نتمنى على قادة جبهة النصرة أن يكونوا أوفياء على ما قالوه من أن جهادهم هو لخدمة السوريين وحماية لأرواحهم، وأن يتخذوا خطوة شجاعة لا أحد قادر عليها غيرهم ونعتقد بأنها كفيلة بالحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا السوريين. إننا نتمنى عليهم اتخاذ موقف صريح وواضح يعلنون فيه:

- قبولهم بالهدنة واستعدادهم الالتزام ببنديها العسكري بوقف إطلاق النار، والإنساني بالمساهمة بتسهيل دخول المساعدات للمدنيين المحتاجين.

- استعدادهم للقبول، بل حتى والمشاركة، بالعملية السياسية ضمن مسار جنيف.

- إقرارهم بأن الدولة السورية المنشودة هي دولة تقوم على مبدأ المواطنة وحقوق الإنسان والمساواة بين جميع المواطنين من دون أدنى تمييز على أساس الدين أو العرق أو الطائفة أو الجنس.

- إقرارهم بأن هذه الدولة يجب أن تأخذ موقعا محايداً تجاه جميع العقائد والأديان والعبادات.

نأمل من جميع الأطراف الاستمرار في الالتزام بالهدنة، وتحسين التزامهم بها، والتعاون بالشكل الأمثل مع الفرق الإغاثية وقوافل المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، آملين أن تكون الساعات الـ 72 القادمة ساعات سلام لا يشوبها مقتل أي سوري، أو سقوط أي مدني، لنصل إلى مرحلة الهدنة الدائمة حتى نتمكن من التفرغ لرسم مستقبلنا وفق إراداتنا الحرة.

تيار بناء الدولة السورية

16/09/2016