بيان تيار بناء الدولة السورية حول الاجتماع الموسع للمعارضة السورية

الرياض ٩-١٠ كانون الاول ٢٠١٥

لم يعد أمامنا الكثير من الوقت، فقد استنفدناه كله، وربما لن نحظى في المستقبل المنظور بغير هذه الفرصة المتاحة لنا الآن كي نساهم بإنقاذ ما تبقى من سوريا والمحافظة على ما تبقى فيها من السوريين.

فما اتفقت عليه الدول المعنية في الوضع السوري في اجتماعها الثاني في فيينا يشكل فرصة مهمة للسوريين الطليعيين الذين يريدون إنهاء البليّة السورية كي يستنهضوا هممهم ليصنعوا خيارا جديدا للسوريين مغاير للطغيان الذي هيمن على كل أنحاء وطنهم متخذا أشكال متنوعة من الاستبداد والإرهاب والعنف والتطرف.

فعلى السوريين الطليعيين أن يوحدوا جميع جهودهم وإمكاناتهم وملكاتهم الآن بروح إبداعية خلاقة كي يتمكنوا من المساهمة مع الأطراف الدولية التي اتفقت فيما بينها لأول مرة، منذ بداية الانتفاضة مرورا بجميع مراحل الأزمة، وأعلنت نيتها الجادة للقضاء على التنظيمات الإرهابية كداعش وجبهة النصرة ومن يشابههما. وقررت أن يكون ذلك بالتعاون مع جميع الأطراف السورية بعد أن تسوي أزمتها فيما بينها بالتعاون مع الأمم المتحدة والدول المعنية بشكل مباشر وقوي بالأزمة السورية.

بناء على ذلك، وانسجاما مع هذه الرؤية يشارك وفد من تيار بناء الدولة السورية، مكوّن من السيد لؤي حسين والسيدة منى غانم والعميد الركن خالد إبراهيم، في مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، الذي دعت إليه الخارجية السعودية كأحد مخرجات اجتماع فيينا. وسيعمل وفد التيار بكل جهده على توحيد موقف المعارضة من المرحلة الانتقالية بناء على التصور الثابت للدولة السورية المنشودة كدولة ديمقراطية تقوم على أساس المواطنة ومبدأ المساواة بين جميع الأفراد السوريين من دون أي تمييز على أساس الدين أو الطائفة أو العرق أو الجنس أو الثقافة، وكدولة محايدة تماما تجاه جميع العقائد الدينية أو القومية أو الأيديولوجية.

كما سيعمل وفد التيار على تأكيد أن يكون إطلاق الحريات الفردية والعامة، وصون جميع الحقوق التي أقرتها الشرعات الدولية، في مقدمة أولويات المرحلة الانتقالية، وأن يبنى ذلك على أسس محصّنة لا يكون في مقدور سلطات المرحلة الانتقالية خرقها تحت أي ذريعة كانت، وأن يتم الابتداء بذلك بإطلاق سراح جميع المعتقلين والمخطوفين وتشكيل لجان متخصصة للكشف عن مصير المفقودين.

وسيتمسك وفد التيار بحق السوريين بصياغة دستورهم الدائم من خلال لجان منبثقة عن هيئات منتخبة، والاكتفاء في بداية المرحلة الانتقالية بإعلان دستوري يمكن أن يليه دستور مؤقت.

وبشكل عام فإن وفد التيار سيعمل مع العديد من الأصدقاء والحلفاء على إنجاح هذا المؤتمر بما يخدم مسيرة العملية السياسية التي تم الاتفاق على رسم سكّتها في اجتماع فيينا.