الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.

المنظمة السورية لحقوق الإنسان “سواسية” تنعي صادق جلال العظم

مزيد من الرضا بقضاء الله وقدره أسرة المنظمة السورية لحقوق الإنسان “سواسية” تنعي إليكم نبأ وفاة رئيسها الفخري وعضو مجلس إدارتها الدكتور صادق جلال العظم الذي وافته المنية في تمام الساعة السابعة من مساء أمس في برلين الموافق الاحد ١١ ديسمبر ٢٠١٦، للراحل الكبير الرحمة وللشعب السوري الذي آمن به ودافع عنه طول البقاء.

إننا في المنظمة السورية لحقوق الإنسان إذ نعزي أنفسنا وشعبنا الأبي والتراث الانساني بانتقال تلك الهامة الفكرية والأدبية الشامخة إلى دار الخلود فإننا وللإنصاف من باب المطلع نسلط الضوء على جملة الحقائق التالية:

* لا يخفى على أحد الواقع المرير الذي عاشته الجامعة السورية منذ استيلاء العسكر على السلطة في سوريا صبيحة ٨/آذار/١٩٦٣ والذي أسبل بظلاله القاتمة على مختلف مناحي الحياة الجامعية. فقد كان لسياسة إغراق الجامعة بالمدرسين غير المؤهلين علميا والمستوردين من جامعات الصداقة في دول الإتحاد السوفيتي السابق أوخم الأثر، والذين احتلو مقاعد الأساتذة العريقين من دعاة الفكر والتنوير واستقلالية الأفكار الذين درسوا في جامعات أوربا وتأثروا بالفكر الحر في السياسة والاقتصاد والذين كانت تنضح بهم الجامعة السورية قبل إن يغزوها أشباه المثقفين, الأمر الذي  أفقد الجامعة هيبتها واستقلاليتها وحولها إلى خلية بعثية تنتج وتجتر ثقافة عبادة الفرد في سوريا. وعلى مدى عقود تسابق الأكاديميين الجامعين الجدد للعب دور المرايا المحيطة بالطاغية سوآءا أكان الأب وفي مرحلة ما شقيقة “رفعت” من خلال جمعيته لخريجي الدراسات العليا وفي مرحلة لاحقة الأولاد” باسل ومن بعده ماهر وبشارالأسد” بهدف تضخيم صورهم واكسابهم أهمية مقتبسة من أهمية تلك الشخصيات التي كان يتم الحاقها بهم.

في خضم هذه العملية كان الأكاديمي السوري يضطر للتخلي عن نزاهته الفكرية التي كان من الواجب أن يتحلى بها كأستاذ جامعي في مقابل منافع مادية يغدقها عليه الطاغية أو حتى في مقابل الأمان والسلامة الجسدية.

وقد حاول الأسد” الأب ومن بعده الابن” استمالة الدكتور صادق بإغراءات عدة لاسيما وأنه من دعاة التنوير والعلمانية المعروفين على مستوى دولي وهو بثقله الفكري والأكاديمي مغري للطاغية المتبجح بالعلمنة في سعيه لإثبات أنه في خندق واحد مع الدكتور صادق وأن البديل المحتمل عنه سيكون اسلامي متطرف.

غير أن عنصر النزاهة الفكرية التي تحلى بها الراحل الكبير كان أكبر من المغريات السلطوية فآثر العيش في حالة الشتات متنقلا من بلد لآخر على أن ينخرط في قطيع مثقفي السلطة في سوريا أو أن يكون جزءاً من تلك الملهاة الطاغوتية.

* في أعقاب اندلاع ثورة الكرامة في سوريا وجد الدكتور صادق أن مكانه الطبيعي إلى جوار الناس المستضعفين من أبناء شعبه فتبنى مبادئ الثورة وأمن بعدالة مطالبها ففال فيها كلماته:

إن الثورة السورية هي ثورة سواء تأسلمت (صارت إسلامية) أو تعلمنت (صارت علمانية)

هي كاشف أخلاقي وإنساني وثقافي لكل البديهيات القديمة

هي ثورة ضد التبرير والقبول الكاذب لواحد من أكثر الانظمة الشمولية تفسخا وعنفا

كل من هو منخرط في جوهرها لا يخشى منها ولا يخشى عليها. كل من هو جالس على حافتها.. سيصيبه الرعب منها. أصلا الرعب واحد من أهم سمات الثورات

الثورة السورية هي من أعمق ما قامت به جماعة بشرية على امتداد العالم، توقيفها مستحيل، ببساطة لأنها نضجت بفعل الزمن، ولا أحد يستطيع إيقاف الزمن. وانا العبد الفقير لله وحرية الإنسان سأبقى معها.. حتى لو التهمتني، حتى لو كنت من ضحاياها، حتى لو دفعت الثمن غاليا جداً، لو دفعت حياتي. سأبقى منحازا لها ما دمت قادراً على التنفس.

في مقابل ذلك أحاطه السوريين على اخلاف مشاربهم وانتماءاتهم وبكافة ألوان طيفهم بحبهم ورعايتهم وهو في محراب وداعه الأخير بعد أن أعاد إلى أذهانهم صورة الرجل العام التي طالما افتقروا إليها على مدى سنوات الرصاص والتصحر من حكم آل الأسد  في سوريا.

* نعاهد الله في المنظمة السورية لحقوق الإنسان وشهداء الحرية والكرامة وتلك الهامات الباسقات والأباء المؤسـسين للجمهورية الذين طالما حاول النظام المجرم أن يطوي صفحتهم ويطمس صورهم على أن نبقى على العهد وأن نخلد ذكراهم لتبقى منارات للأجيال القادمة ورمزاً للقيم الحضارية والانسانية الخالدة التي أرساها لنا الكبار من أبناء شعبنا ومنهم الراحل صادق جلال العظم.

الراحل في سطور

– الدكتور صادق العظم مفكر و فيلسوف سوري ولد في دمشق عام ١٩٣٤ و درس فيها ثم انتقل إلى بيروت و منها إلى أمريكا حيث نال درجة الدكتوراه في الفلسفة الحديثة من جامعة “ يال ” عام ١٩٦١.

– شغل في حياته عدة مناصب علمية وأكاديمية منها أستاذاً الفلسفة والفكر المعاصر في أهم الجامعات الأمريكية والألمانية واليابانية والبلجيكية والهولندية والعربية في كل من عمان وبيروت.

– كان أحد الأعضاء المؤسـسين للمنظمة السورية لحقوق الإنسان عام ٢٠٠٤ وأحد من تحمل عناء الدفاع عن المستضعفين من أبناء شعبه على مدى عقود مما عرضه للكثير من الضغوط والتهديدات الحكومية.

– تصدر الموقعين على إعلان بيروت دمشق في ١٢ مايو ٢٠٠٦ الذي طالب الحكومة السورية بتصحيح مسار علاقاتها مع بيروت واحترام استقلال وسيادة لبنان وانهاء سياسات الاغتيالات السياسية.

– أصدر المختل عقلياً بشار الأسد أمر باعتقاله صيف عام ٢٠٠٦ جراء استهزائه بالنصر الالهي لحزب الله على اسرائيل بلا فوز ولا ظفر واستهتاره بالنزعات الانتصارية الديماغوجية العربية التي كان ومازال يعتاش عليها النظام السوري وقد تم حجز حريته لعدة أيام وكادت أن تتحول إلى عدة سنوات لولا تدخل أحد عقلاء أركان النظام في ذلك الوقت.

– حاز على العديد من الجوائز كان من أهمها جائزة لتونولد لوكاش للتفوق العلمي عام ٢٠٠٤.

–  له العديد من المؤلفات باللغات العربية والانكليزية وقد ترجمت أعماله للفرنسية والتركية والايطالية والألمانية والهولندية والسويدية والنرويجية والفارسية وغيرها.

– بعد اندلاع ثورة الكرامة في سوريا في ١٥/آذار / ٢٠١١ انحاز “بصفته مثقف يمثل الضمير و الوجدان الجمعي” إلى مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة والعدالة الانسانية وتموضع حيث حتم عليه وجدانه أن يكون إلى جوار المظلوم والمقهور ومن لا ملاذ له حيث عمل على تأمين المدارس للأطفال في المناطق المحاصرة والأكثر حرماناً فأنشأ مؤســسة صادق العظم للثقافة والتعليم المجاني وافتتح ثلاث مدارس بدوامين في مدينة كفرنبل ومعهد للتقوية للصفوف السادس ابتدائي والتاسع والبكالوريا بالإضافة الى عدة مؤسسات تعليمية أخرى.

المعلومات الأساسية

تاريخ الصدور

2016/12/13

اللغة

العربية

نوع الوثيقة

بيان

كود الذاكرة السورية

SMI/A200/538847

شخصيات مرتبطة

كيانات متعلقة

لايوجد معلومات حالية

يوميات مرتبطة

لايوجد معلومات حالية

درجة الموثوقية:

الوثيقة

  • صحيحة
  • غير صحيحة
  • لم يتم التأكد من صحتها
  • غير محدد