الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.

البيان الختامي لمؤتمر إطلاق مبادرة مدنية "الأحقية السياسية للفضاء المدني السوري"

البيان الختامي

الأحقية السياسية للفضاء المدني السوري

٥ و٦ حزيران/يونيو ٢٠٢٣

اجتمع أكثر من ١٨٠ سورياً وسورية من الفضاء المدني السوري في ٥ و٦ حزيران/يونيو الجاري ممثلين عن مؤسسات مجتمع مدني وتنظيمات مجتمعية ومجموعات ضحايا ونقابات واتحادات ومراكز بحثية ووسائل إعلامية من المناطق السورية المختلفة ودول الجوار والمغترب، لإطلاق مدنيّة،**_ _**وهي مبادرة يقودها ويمولها سوريات وسوريون، مستقلة عن النفوذ الأجنبي والسياسي، مهمتها حماية الفضاء المدني السوري ودعم الدور الرائد للمجتمع المدني في بناء مستقبل سورية. واستضافت مدنيّة في إطلاقها مسؤولين ودبلوماسيين من مفوضية الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وهولندا والنمسا وإيطاليا وسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وتركيا، بالإضافة إلى مسؤولين من الأمم المتحدة والهيئة السورية للتفاوض، والعديد من ممثلي المؤسسات الدولية والشخصيات الفاعلة في الملف السوري.

يأتي هذا الاجتماع في ظل الضغوط التي تمارسها قوى الأمر الواقع السياسية والعسكرية، المحلية والدولية منها والتحديات التي يواجهها الفضاء المدني السوري من أجل زجه في مساحات لا تتناسب مع طبيعته ورؤيته ودوره، ليؤكد على أن دور الفضاء المدني السوري لا ينحصر في خانة مزودي الخدمات ومنفذي المشاريع، بل يتجاوز ذلك للتعبير السياسي دون أن يغادر موقعه في العمل المدني، ولتأكيد عزم السوريات والسوريين على المشاركة في تحديد مستقبل بلدهم، والذي يتطلعون أن يكون حراً وديمقراطيآ وذي سيادة يحترم حقوق الإنسان.

إن مدنيّة، هي قرار فاعلين مدنيين سوريين، بممارسة أحقيتهم السياسية بأن يكونوا أصحاب إرادة وقرار مستقل فيما يتعلق بمستقبل بلدهم. وهي مساحة مفتوحة تسمح لهم بتنظيم صفوفهم وتقديم رؤيتهم للحل في سوريا على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وفي كافة المسارات التنموية والحقوقية والسياسية، بعد عقد من المحاولات التي راكم الفاعلون المدنيون خلالها الكثير من الخبرات والمعرفة والنجاحات، حتى أصبحوا اليوم هذه الكتلة الحرجة التي من شأنها أن تؤثر في المعادلات السياسية الراهنة.

ومن هذا المنطلق، يؤكد المجتمعون هنا التزامهم بالمبادئ التي تجمع الطيف الأوسع من السوريين متمثلةً بوحدة سوريا واستقلالها وسلامتها الإقليمية على أسس المواطنة المتساوية، والوصول إلى حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري وفق القرارات الدولية, وفي مقدمتها قراري مجلس الأمن رقم ٢١١٨ و ٢٢٥٤، بما يضمن إطلاق سراح المعتقلين والمختفين قسرياً عند النظام السوري وباقي أطراف الصراع، ووصول المساعدات الإنسانية إلى جميع السوريين دونما تمييز أو عوائق أو قيود، ودعم اللاجئين وحمايتهم من التمييز والترحيل القسري حتى تحقيق حل سياسي يوفر الظروف المناسبة للعودة الآمنة والطوعية والكريمة لهم، والاستمرار في العمل على محاسبة نظام الأسد وحلفائه على جرائمهم وكافة مرتكبي الانتهاكات من كافة الأطراف، والوقوف بقوة ضد أي جهود إقليمية أو دولية للتطبيع مع هذا النظام أو إعادة تأهيله.

تبدأ مدنيّة خطوتها الأولى اليوم بجهود طيف واسع من ممثلي مؤسسات مدنية فاعلة بينما تستمر بالعمل بشكل دؤوب وخطى متسارعة لحشد كافة الفاعلين المدنيين السوريين على امتداد سوريا وخارجها وفي كافة القطاعات. ورغم الاختلافات التنظيمية والبنيوية لهؤلاء الفاعلين، إلا أن إيمانهم بمنظومة قيم مشتركة مبنية على الحقوق، وعلى رؤية مشتركة لمستقبل بلدهم، يجعل من مدنية منصة واعدة في هذا الفضاء المدني السوري .

بعد عقود من سعي السوريات والسوريين نحو الديمقراطية، وأكثر من ١٢ سنة على انطلاق الثورة السورية، لا تزال السوريات والسوريون ساعين بهمم لا تنقطع للوصول إلى دولة تحقق تطلعاتهم. ورغم حالة الاستعصاء التي تمر بها سورية، والانقسام بين قوى أمر واقع مهيمن عليها من قبل دول أجنبية عدة، وفي ظل جمود تام للعملية السياسية، وتزايد في توجهات التطبيع، وعدم وجود تحرك دولي حقيقي لمعالجة هذا الواقع، فإن الفضاء المدني السوري يبقى حاملاً رئيسياً لقيم الحراك الديمقراطي للشعب السوري، نساءآ ورجالاً، وتطلعاته في الحرية والعيش الكريم. وبالرغم من التحديات السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والحقوقية التي تواجه السوريات والسوريين اليوم، إلا أنه لا تزال لديهم القدرة على إنتاج رؤىً واستراتيجيات ومقاربات عمل وبرامج جديدة تمكنهم من الخطو نحو تحقيق أهدافهم. لقد وضع السوريات والسوريون المجتمعون في مدنيّة اليوم الخطوط التأسيسية للعمل المشترك مستقبلاً ضمن بيئة ديمقراطية تحتفي بالحرية والاختلاف والتنوع، لأجل خدمة وطنهم واحترام تضحيات أهلهم.

باريس

٧ حزيران/يونيو ٢٠٢٣

المعلومات الأساسية

تاريخ الصدور

2023/06/07

اللغة

العربيةالإنجليزية

نوع الوثيقة

بيان ختامي

البلد المستهدف

فرنسا-باريس

نوع المصدر

مصدر أصلي

كود الذاكرة السورية

SMI/A200/588357

مصدر الوثيقة

منظمة مدنية

الجهة المصدرة

مدنية

شخصيات مرتبطة

لايوجد معلومات حالية

كيانات متعلقة

لايوجد معلومات حالية

يوميات مرتبطة

لايوجد معلومات حالية

درجة الموثوقية:

الوثيقة

  • صحيحة
  • غير صحيحة
  • لم يتم التأكد من صحتها
  • غير محدد