دلبرين كوباني: هدفنا الرئيسي جعل الدفاع عن المرأة عالمياً

أكدت القائدة العامة لوحدات حماية المرأة في إقليم الجزيرة دلبرين كوباني على أن أحد الأهداف الرئيسية لوحدات حماية المرأة، جعل الدفاع عن المرأة عالمياً.

الحسكة ـ احتلت مقاتلات وحدات حماية المرأة YPJ أماكنهن في كافة معارك المقاومة التي اندلعت في روج آفا بشمال وشرق سوريا وكن رائدات فيها، وخاصةً في عفرين ضد الهجمات التي قادتها الدولة التركية ومرتزقتها. في الثامن والعشرين من أيار/مايو عام 2013 أي بعد الإعلان الرسمي عن تأسيس وحدات حماية المرأة بشهر، استشهدت المقاتلة بيريفان كالندر (بيريفان نوجان) في الهجوم الذي شنته مرتزقة جبهة النصرة ضد منطقة شيراوا في عفرين، وفي اليوم التالي استشهدت المقاتلة سلافة (تكوشر محمد)، دونت أسماء هؤلاء المقاتلات في التاريخ كأول شهيدات من وحدات حماية المرأة YPJ.

شاركت مقاتلات وحدات حماية المرأة YPJ وقادتها أيضاً في مقاومة العصر ضد عملية احتلال عفرين من قبل الاحتلال التركي، وكن تلعبن دور الريادة في المقاومة ضد عمليتي احتلال سري كانيه وكري سبي في تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، أن شهداء YPJ أمثال سلافة، ريفانا، آرين ميرخان، آفيستا خابور، بارين كوباني وجيان تولهلدان وجهودهن التي بذلنها في تلك المعارك ومع تقدم نضال الآلاف من المقاتلات أصبحن أملاً ونموذجاً لكافة النساء.

وتستند YPJ على نموذج تحرر المرأة الديمقراطي وبفضل نضالها مكنت المرأة ليس فقط من الدفاع جسدياً بل أيضاً من اكتساب حقوقها والدفاع عنها، منذ ما يقارب من ٣ سنوات يتم استهداف أمل النساء من خلال استهداف مقاتلات وقياديات وحدات حماية المرأة من قبل الاحتلال التركي، لكنهن استمررن في جذب الانتباه والتقدم والتطور.

"بدأت ثورة روج آفا كثورة المرأة"

في تقييمها لأهمية بناء وحدات حماية المرأة في بداية ثورة روج آفا قالت القائدة العامة لوحدات حماية المرأة في إقليم الجزيرة دلبرين كوباني "كان تأسيس وحدات حماية المرأة في الرابع من نيسان 2013 مهماً للغاية، لقد كان هناك اضطهاد وقمع ضد الشعب الكردي منذ عقود، وقد أثر هذا الاضطهاد بشكل خاص على النساء، وهذه الثورة بدأت لوضع حد لهذا الاضطهاد والقمع وبالأخص لتحرير المرأة والشعب الكردي وكافة الشعوب".

وأوضحت أنه "لقد أطلقنا على ثورة روج آفا اسم ثورة المرأة، لقد كان هدفنا أن تكشف المرأة عن قوتها وتحقق الثورة بإرادة كبيرة، في الحقيقة لقد شاركت النساء بشكل قوي وفعال في الثورة، وحتى الأمهات الكبار في السن قلن (لقد عشنا لرؤية مثل هذا اليوم الذي تقود فيه هؤلاء النساء الثورة)، أحدثت الثورة أثراً بركانياً، وأصبحت كافة مناطقنا ساحات للنضال، هذه النيران الثورية خلقت الإثارة والحماس وبالأخص لدى المرأة، كان الأمر يبدو كما لو أن النساء قد انتظرن مثل هذا اليوم طوال حياتهن وكانت مشاركتهن للثورة كاملة بلا أي شوائب".

YPJ" نمت من جذور إرث تاريخي"

وأشارت دلبرين كوباني إلى أن وحدات حماية المرأة لم تظهر من العدم وأنها قامت بتنظيم نفسها على أساس الثقافة التي تشكلت من خلال التراث التاريخي للمرأة الكردية "تأسست وحدات حماية المرأة وهي تسير على خطى إرث تاريخي وخبرات سابقة، لم تظهر من العدم فجأة خلال الثورة، تأسست YPJ مع النضال والثقافة التي شكلتها سنوات طويلة من نضال المرأة الثورية وخاصة نضال المرأة الكردية من أجل الحرية".

وأضافت "لن ننسى أبداً زيلان وبريتان وسارا وأمثالهن، لقد تم في مثل هذا اليوم تأسيس جيش نسائي مثل YPJ بفضل نضالهن وكفاحهن من أجل الحرية، لقد ازدادت YPJ قوة من خلال الأنشطة والمؤتمرات التنظيمية التي طورتها منذ إنشائها، هناك مقولة لأجدادنا تقول (كل نبات ينمو من جذوره)، ووحدات حماية المرأة أيضاً تطورت ونمت على إرث المرأة الكردية الثورية، وقد تحولت إلى قوة عالمية بسبب متانة جذورها وقوتها".

"YPJ أحدثت تحول كبير"

وحول تأثير وحدات حماية المرأة على العالم تقول "لقد أثر النضال الذي خاضته وحدات حماية المرأة على كافة شعوب ونساء روج آفا والكرد، والإنسانية والنساء في جميع أنحاء العالم، هناك حرب مستمرة منذ ١٢ عاماً على هذه الأراضي، نعم لقد تم إنشاء وحدات حماية المرأة منذ ١٠ سنوات، ولكن قبل ذلك أيضاً كانت مقاتلاتها تناضلن إلى جانب وحدات حماية الشعب YPG منذ تأسيسه، اتخذت مقاتلات وحدات حماية المرأة YPJ وقادتها مواقعهم القيادية في جميع المعارك، ومع هذا النضال تمكنت وحدات حماية المرأة من كسر القوالب وخلقت تحولاً في المجتمع وتغيير في المفاهيم الفكرية، كما أنها لا تقتصر على تواجد المرأة الكردية فحسب بل هناك مقاتلات من العرب والسريان والآشوريين وغيرهن في صفوفها، لقد تأثرت العديد من النساء من الشعوب الأخرى بوحدات حماية المرأة وانضم الآلاف منهن إلى النضال في صفوفنا".

وأوضحت أنه "مع تواجد وحدات حماية المرأة ونضالها، اقتنعت النساء المتواجدات في المنطقة بوجود قوة دفاع للمرأة، لقد أصبحت أمل المرأة وكافة الشعوب، لم تتوقف وحدات حماية المرأة أبداً بل استمرت وأصبحت درعاً يقف ضد جميع الهجمات، ونجحت في كسر الإرادة المظلمة الذكورية كداعش، وقد أثر هذا الوضع أيضاً على الرجال، أننا كأعضاء في YPJ قمنا بالنضال في ظل ظروف صعبة للغاية، واجهتنا العديد من الصعوبات والعقبات، لكن رؤية مكتسباتنا والنتائج التي حققناها رغم كل هذه الصعوبات خلقت فينا حباً وترابطاً كبيرين".

"YPJ تظهر للنساء طريق الدفاع''

ولفتت دلبرين كوباني إلى مشاركة المرأة على المستوى العالمي في ثورة روج آفا بشمال وشرق سوريا "شاركت العديد من النساء عالمياً في ثورة المرأة، كانت إحداهن هيلين قرجوخ التي انضمت من إنجلترا واستشهدت في عفرين، وانضمت العديد من هؤلاء النساء العالميات إلى ثورتنا وإلى وحدات حماية المرأة، ناضلن وتمكن من تحقيق انتصارات كبيرة، وهذا الأمر يظهر لنا بوضوح بأن وحدات حماية المرأة تخوض نضالاً من أجل كافة نساء العالم وتدافع عن الحقوق الإنسانية، تجد العديد من النساء أنه من الضروري الانضمام إلى صفوف وحدات حماية المرأة، ولكن لماذا؟ لأنهن الآن تردن استعادة حقوقهن المسلوبة منهن وترين أنه لديهن جيشاً يمكن الاعتماد عليه، كما وأننا نمر بعصر تتعرض فيه البشرية جمعاء والإنسان والمرأة للخطر، في مثل هذا العصر يجب على كل امرأة أن تقوم بالدفاع عن نفسها، ووحدات حماية المرأة هي البوابة التي تظهر الطريق لتحقيق ذلك".

"ضحين بأرواحهن من أجل المرأة والشعب"

وقالت دلبرين كوباني عن المقاتلات اللواتي ضحين بحياتهن من أجل حماية النساء "استشهدت في صفوف وحدات حماية المرأة الآلاف من الشهيدات أمثال الشهيدة ريفانا وآرين ميرخان وآفيستا خابور وبارين كوباني، لقد ضحين بأرواحهن على هذا الطريق من أجل المرأة والشعب والإنسانية، ومن أجل أن يتمكن شعبنا من

التعبير عن أنفسهم بهويتهم وثقافتهم ولغتهم ووجودهم والعيش بحرية وتحقيق المساواة، لقد أردن كسر الاضطهاد والقمع ضد المرأة الذي مورس عليها منذ آلاف السنين وتكريس أنفسهن في سبيل تحرير المرأة، لقد ناضلت قادة ومقاتلات في وحدات حماية المرأة دون توقف في مواجهة الصعوبات الكبيرة، وقمن باحتضان كافة النساء دون التفكير في أرواحهن وحياتهن، إن وحدات حماية المرأة تقوم بتنظيم نفسها على حقوق المرأة والدفاع عنها وتواصل مسيرتها على هذا النحو".

"YPJ هي نموذج لنساء العالم"

وأشارت دلبرين كوباني إلى أن وحدات حماية المرأة نموذج جديد لنساء العالم في القرن ٢١ "النظام الذي يهيمن عليه الذكور، أي النظام الحالي، لا يمكنه أن يحافظ على استمراريته على هذا النحو، ولكن النساء بحاجة إلى زيادة تطوير نضالهن ضد نظام الهيمنة الذكورية التي استمرت لآلاف السنين والتي أضافت على هيمنتها طابعاً مؤسسياً في القرون القريبة الماضية. من المهم للمرأة أن تدافع عن نفسها ضد هذا النظام المهيمن، وأن وجود YPJ يعتبر نموذجاً من أجل التمكن من تحقيق ذلك، يتوجب على المرأة معرفة كيفية الاستفادة من هذا النموذج".

"هدفنا الأساسي هو وحدة المرأة"

وحول أهداف وحدات حماية المرأة تقول "أحد الأهداف الرئيسية لوحدات حماية المرأة هو كسر القوالب التي بنيت منذ آلاف السنين، كما نهدف إلى تحويل القرن الـ 21 قرن المرأة وتمكينها من اكتساب الإرادة، فاليوم إذا لم تخض المرأة نضالاً كبيراً، فإنها ستفقد وجودها وكينونتها أيضاً، لقد قامت وحدات حماية المرأة بمفاجئة الجميع وأظهرت للعالم بأسره كيف يمكن للمرأة أن تتولى القيادة في معارك الدفاع. إن القرن الـ 21 مهم للغاية كما تجري فيها العديد من الأزمات والصراعات، وفي وجه ذلك كنساء أننا بحاجة إلى خوض نضال أقوى بكثير، ولهذا السبب فإن وحدة المرأة هدف مهم وأساسي بالنسبة لنا، نريد لجميع نساء العالم أن تطالبن بجهودهن وحقوقهن، نعتقد أنه قد حان الوقت لأن تكون المرأة ملك نفسها، وتتمثل أحد أهدافنا الرئيسية في جعل الدفاع عن المرأة عالمياً".