بيان صادر عن المجلس العسكري السوري: نحو استراتيجية نضالية جديدة
بيان صادر عن المجلس العسكري السوري
نحو استراتيجية نضالية جديدة
مُنيَ المشهدُ السوري بعد زلزالِ السادس من شباط الماضي بارتداداتٍ سياسيةٍ عاصفة على المستويين العربي والإقليمي، لعلّ في طليعتها الانعطافةَ العربيةَ نحو التطبيعِ مع نظام الأسد، جاء ذلك بالتوازي أيضاً مع تغيّرات سياسية إقليمية كان لها أثرٌ واضحٌ على تداعيات المشهد السوري، ونعني بذلك التفاهمات التي أُبرمتْ بين إيران والسعودية، وبرعاية صينية، بل يمكن التأكيد على أن ما استجد بين الرياض وطهران كان له التأثير الأكبر على صيرورة التطبيع العربي مع الأسد، ولعل هذا الدور الريادي لإيران قد تجسّد بوجود رأس النظام الإيراني إبراهيم رئيسي في دمشق في الثالث من شهر أيار الجاري في زيارة جاءت موازية من حيث التوقيت لحراك عربي تقوده السعودية، يسعى لإعادة العلاقات مع نظام الأسد.
ولئن كان كل ما جرى من استدارات سياسية وتبدّل في المواقف العربية والإقليمية حيال نظام دمشق ليس وليدَ اللحظةِ الراهنة، وإنما كانت معظمُ إرهاصاته قد توضحت بالتدريج منذ أواخر العام 2015، ولكن هذا التدرّج ما كان ليحول دون أن يشعر السوريون بصدمة مباغتة كانت باعثاً لمزيد من الشعور بالخذلان العربي والإقليمي الصديق للقضية السورية.
إننا في المجلس العسكري السوري – إذ لا يمكننا تجاهل مشاعر الخذلان لدى أهلنا السوريين، وكذلك إذ نتفهّم جيداً ردود أفعال أهلنا الثائرين على نظام التوحّش والاستبداد، التي تجسّدت في خطاب الشارع الثوري الساخط على السياسات العربية حيال قضيتهم الوطنية، وكذلك إذ نؤكد على أحقية أصحاب القضية في التعبير عن عمق معاناتهم وما تعرضوا له من حيف إزاء مقايضة تضحياتهم العظيمة بالمصالح الأمنية للدول، ولكننا نؤكّد أيضاً على ان الركون إلى ردود الأفعال الساخطة والاكتفاء بسرد معالم المأساة السورية لن يكون سوى تعزيز لتلك المأساة، وإنما ندعو جميع القوى الوطنية السورية، وبكل انتماءاتها وتشكيلاتها إلى الخروج من أنفاق المسارات الراهنة ومغادرة الأطر التي باتت رهينة الإرادات الخارجية، والعمل على إيجاد [#إستراتيجيات_نضالية](https://www.facebook.com/hashtag/%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D9%86%D8%B6%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9?__eep__=6&__cft__%5B0%5D=AZXHV8yoyZRnBg533Up7XEDlYTHkKD-1_F2zpDe8JGkuaAIJojm35hvYAyGBLDrN6QorPMxrPM0Ztu345zw2Ksj28yK3Mu_Lrd3BvH5RH_qRmXRJmusfaWWOawdY-mUW-3kJWX-_0PicArNKljaMY9qN&__tn__=*NK-R) جديدة أكثر فاعلية في مواجهة نظام الطغيان من جهة، وأكثر قدرة على التمسّك بالمصلحة الوطنية السورية وتحاشي الوصاية والارتهان للخارج من جهة أخرى، وإن كنا ندرك ان الواقع الميداني السوري وتعدد سلطات الامر الواقع بات عاملاً مؤثراً في تضييق الخيارات أمام أهلنا الثوار، ولكن في الوقت ذاته لدينا إيمان عميق بقدرة الثورات ذات القضايا العادلة على الخلق والإبداع، فالثورة فعل إبداعي سواء على المستوى الفكري أو السياسي أو [#العسكري](https://www.facebook.com/hashtag/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A?__eep__=6&__cft__%5B0%5D=AZXHV8yoyZRnBg533Up7XEDlYTHkKD-1_F2zpDe8JGkuaAIJojm35hvYAyGBLDrN6QorPMxrPM0Ztu345zw2Ksj28yK3Mu_Lrd3BvH5RH_qRmXRJmusfaWWOawdY-mUW-3kJWX-_0PicArNKljaMY9qN&__tn__=*NK-R)، وهي قادرة على تجديد مستمر لوسائلها وآلياتها النضالية. وبناء على رؤيتنا هذه، فإننا نرى أن العبور من الأنفاق الكابحة للعمل الوطني والمتمثلة بالكيانات الرسمية للمعارضة ولواحقها، نحو أطر نضالية جديدة، لا بدّ أن يتأسس على مفهومين:
الأول: نضال السوريين للتحرر من نظام الإبادة والاستبداد لا يمكن اختزاله بالصراع الراهن بين معارضة لم يبق لها إلّا أدوارها الوظيفية ، وبين نظام الأسد، بل يمكن التأكيد على أن ثورة الشعب السوري أصبحت حركة تحرر وطني، ومن حق جميع السوريين العمل على إسقاط النظام الغاصب وبناء دولة القانون والعدالة والديمقراطية، وذلك من خلال جميع الوسائل الممكنة والمشروعة.
الثاني: إن سعي السوريين نحو إيجاد وسائل واستراتيجيات نضالية متجددة لا يعني تخلّيهم عن حقوقهم التي تضمنتها القرارات الأممية (جنيف1 – 2018 – 2254)، ولكن في ظل عطالة المسارات السياسية والالتفاف عليها من جانب نظام الأسد وحلفائه، فمن حق السوريين العمل ضمن مسارات أخرى لتضع حدّاً لتفلّت النظام ومشاغلاته للمرجعيات الأممية والمجتمع الدولي.
إن [#المجلس_العسكري_السوري](https://www.facebook.com/hashtag/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A?__eep__=6&__cft__%5B0%5D=AZXHV8yoyZRnBg533Up7XEDlYTHkKD-1_F2zpDe8JGkuaAIJojm35hvYAyGBLDrN6QorPMxrPM0Ztu345zw2Ksj28yK3Mu_Lrd3BvH5RH_qRmXRJmusfaWWOawdY-mUW-3kJWX-_0PicArNKljaMY9qN&__tn__=*NK-R) إذ يثمّن جميع المواقف الدولية الرافضة لتسويق الأسد وإعادة تعويمه، وفي مقدمتها الموقف الأوربي والأمريكي، فإنه يؤكّد أيضاً للجميع بأن المخاطر الناجمة عن بقاء سلطة الأسد وتعويمها من جديد لن تبقى محصورة في الحيّز السوري أو العربي، بل إن تكريس نظام الأسد سيكون تكريساً لتصنيع الإرهاب بشقيه تنظيمات جهادية عابرة للحدود وجريمة منظمة، وتصديره إلى جميع بقاع العالم، الأمر الذي يؤكد بعمق على أن ثورة السوريين للتحرر من نظام الأسد هي ثورة وثيقة الجذور ببعدها الأخلاقي والإنساني العام.
المجلس العسكري السوري
المعلومات الأساسية
تاريخ الصدور
2023/05/25
اللغة
العربيةنوع الوثيقة
بيان
كود الذاكرة السورية
SMI/A200/597645
العنوان الأصلي للوثيقة
بيان صادر عن المجلس العسكري السوري نحو استراتيجية نضالية جديدة
شخصيات مرتبطة
كيانات متعلقة
لايوجد معلومات حالية
يوميات مرتبطة
لايوجد معلومات حالية