بيان التيار الشعبي الحر حول لقاءات أنقرة ومباحثات أستانا ومحاولة وأد الثورة
حول لقاءات أنقرة ومباحثات أستانا
يتم غدا لقاء تشاوري في انقرة برعاية تركية لحوالي خمسين شخص من الفصائل وقوى المعارضة المتواجدة في تركيا تمت دعوتهم بشكل شخصي لبحث موضوع المشاركة بمؤتمر الاستانا، وذلك ضمن سلسلة لقاءات لهذا الغرض، ويُخشى أن تكون هذه خطوة لتجاوز الائتلاف والهيئة العليا وتمهيد الطريق لتشكيل تمثيل معارض يقبل بتجاوز بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن التي حدد أساس الانتقال السياسي وهو الحد الأدنى المقبول وإلا يصبح الأمر هزيمة للثورة تحت دعوى وقف دمار سورية.
وواضح أننا نمر بمرحلة انعطاف خطيرة يتم فيها استغلال سقوط حلب من أجل إنهاء الثورة والقبول ببقاء النظام مع إدخال تعديلات شكلية لحفظ ماء وجه من سيقبل به من المعارضين.
بالطبع نحن الآن في موقف ضعيف تسببت به قوى الثورة والمعارضة نفسها بسبب تشرذمها وتناحرها وإصرار كل فصيل على مصالحه الخاصة قبل كل شيء وعلى تقديم مصالح الداعمين على المصلحة السورية، ولا شك أن التفاهمات الروسية التركية كانت وراء التداعيات الخطيرة التي تسبب بها سقوط حلب، ولا شك أن خذلان الدول الصديقة والشقيقة لنا أو تقاعسها عن نصرتنا قد لعبت دوراً كبيراً في هذا الوهن، لكن مع ذلك فإن طوَّق النجاة الذي يمكن أن نتشبث به هو عدم التفريط بالقرارات الدولية والإصرار على تطبيقها وإلى جانب ذلك وقبله رص صفوف القوى السياسية والعسكرية الرافضة لتصفية الثورة.. لقد أصبح هذا أمراً مصيرياً. يضاف إلى ذلك الإصرار على أن الجهة التي تمثل قوى الثورة والمعارضة في التفاوض هي الجهة التي حددتها هي والتي جاءت نتيجة لقرار ٢٢٥٤ .. أعني الهيئة العليا.
نحن بلا شك في وضع صعب وقرانا السياسية والعسكرية مشتتة بل ومتناحرة، وكثير منها موزعة على ولاءات للدول الشقيقة والصديقة.. وهذا هو مقتل الثورة.
بالطبع كنّا بحاجة إلى دول داعمة لأننا نواجه عدواً شرساً وميليشيات مسعورة تقاطرت علينا من كل أصقاع الأرض ونحارب قوة إقليمية كبرى هي إيران ونقاوم احتلال قوة دولية عظمى هي روسيا، ولكننا بدلاً من أن نتوجه إلى الدول المساندة كجسم موحد وعلى أساس تبادل المصالح بما لا يمس ثوابت ثورتنا هرعت كثير من قوى الثورة والمعارضة للتواصل فرادى مع هذه الدولة أو تلك، مقدمةً مصالحها الخاصة على أهداف الثورة، بل وموظفةً بهذه الصلات في صراعاتها الداخلية ضمن مؤسسات الثورة والمعارضة، مما مكن الأطراف الخارجية من جعل الولاء لها أقوى من الولاء للقضية، وأصبحت هذه القوى أدوات في صفقات الدول حين تتحول مصالح الدول الداعمة كما حدث في حلب والتداعيات التي نحن بصددها الآن.
على كل حال علينا أن ننتبه أن السعودية غير راضية عن اتفاق موسكو الثلاثي ولا تزال ترى رحيل الأسد، علينا أن نستفيد من هذا، لكن قبل هذا وبعده علينا أن نوحد صفوفنا ونواجه التراجع الدولي بالإصرار على قضية الانتقال السياسي ورحيل بشارونظامه. إلا أننا نحتاج الى مواقف موحدة قبل الحاجة الى وحدة الصف؛ فوحدة الصف بدون وحدة الموقف كلام فارغ وشعار خداع.. إن الثورة السورية قد قامت من أجل إسقاط نظام الفساد والاستبداد ولاحقاً الإجرام والانتقال إلى نظام مدني تعددي يحقق المواطنة الكاملة والمشاركة لكل أفراد ومكونات الشعب السوري ويضمن التداول السلمي للسلطة بين قواه السياسية. هذا هو الهدف الذي تبنى عليه وحدة الموقف. هذا ما يجب أن نذكر الجميع به وأن نواجه به الآخرين أفراداً ودولاً. وهذا هو تذكرة الانتساب إلى الثورة السورية.
د. خالد الناصر
١٠ / ١ / ٢٠١٧
المعلومات الأساسية
تاريخ الصدور
2017/01/10
اللغة
العربيةنوع الوثيقة
بيان سياسي
البلد المستهدف
روسياتركيا-أنقرةالسعوديةالأحداث المرتبطة
سقوط حلبكود الذاكرة السورية
SMI/A200/605619
العنوان الأصلي للوثيقة
حول لقاءات أنقرة ومباحثات أستانا
الجهة المصدرة
التيار الشعبي الحركيانات متعلقة
شخصيات مرتبطة
خالد الناصر
يوميات مرتبطة
لايوجد معلومات حالية