تشكّل "لواء الحجر الأسود" في حي الحجر الأسود جنوب دمشق بتاريخ 27 كانون الأول/ديسمبر 2012 من عدة كيانات عسكرية عاملة في الحي هي، "كتائب جند الله" و"كتائب صقور الجولان" و"كتيبة أبو الحارث الجولاني" و"كتيبة الإمام الذهبي" و"كتائب شهداء النور".

شارك اللواء في عدة عمليات عسكرية ومعارك ضد قوات النظام والميليشيات الموالية لها، أبرزها "معركة السيطرة على مخيم اليرموك" و"معركة كتيبة الدفاع الجوي".

لم يحمل اللواء بنية عسكرية وإنما بقي في إطار التحالف العسكري وقيادة تنسيقية أكثر من كونها مركزية، وشارك اللواء في تأسيس "الفرقة الرابعة-حرس دمشق" بتاريخ 21 أيول/سبتمبر 2013.

كان عمل اللواء إشكاليًا وجدليًا في المنطقة حيث واجه عناصره اتهامات بممارسة انتهاكات ضد المدنيين في مناطق جنوب دمشق وخاصة في حي مخيم اليرموك، لتقوم عدة كيانات عسكرية إسلامية حينها بتشكيل "الرابطة الإسلامية" بهدف القضاء عليه بحجة تهم الإفساد والانتهاكات التي كانت تطال عناصره وقادته، ما أضعفه، الأمر الذي أدى إلى تفككه نهائيًا أواخر عام 2013 خاصة بعد سيطرة قوات النظام على عدة مناطق في جنوب دمشق واختفاء قائده الفعلي بيان مزعل "أبو عمر الجولاني" في ظروف غامضة.

 بيان مزعل "أبو عمر الجولاني" كان أبرز وجه في اللواء والقائد الفعلي له رغم عدم وجود قيادة مركزية حقيقية للواء. تدرج مزعل من ناشط إعلامي إلى قائد لـ "كتيبة جند الله" بعد مقتل مؤسسها الملازم أول ماهر ديّوب والتي تحولت إلى كتائب لاحقًا ومن ثم كانت حجر أساس في تشكيل "لواء الحجر الأسود".

مزعل كان شخصية جدلية هو الآخر حيث اختفى في ظروف غامضة أواخر عام 2013، لتضارب الأنباء حول مصيره وليعود يظهر مجددًا في آب عام 2016 على شاشة قناة الجسر الفضائية ضمن سلسلة حلقات تحدث فيها عما أسماها حقائق تحدث فيها عن تفاصيل وجوده في جنوب دمشق قبل أن "يُعتقل إثر كمين" من قبل قوات النظام ويعود ويخرج لاحقًا بعد إبرامه صفقة مع قوات النظام وهروبه لاحقًا إلى تركيا.

في حين كذّب صحفيون وناشطون في جنوب دمشق معظم المعلومات التي تحدث بها على قناة الجسر، واتهموه بـ "الخيانة" خاصة بعد دخوله إلى مناطق جنوب دمشق بالسر وترويجه لمشروع عسكري جديد تحت إشراف قوات النظام عام 2016، الأمر الذي لم ينفه مزعل ولكنه برره بالاضطرار لقبوله ليخرج من المعتقل هو وعائلته ويهرب لاحقًا إلى تركيا.