بدأ الحراك المسلح في حي بابا عمرو عبر تشكيل مجموعات مسلحة لحماية التظاهرات السلمية، وجرى أول عمل عسكري منظم في الحي بتاريخ 6 أيار/مايو 2011 حين هاجمت عدة مجموعات من مقالي الحي حاجز مفرق كفر عايا وذلك عقب استهدافه مظاهرة قادمة من المناطق المجاورة للحي، وأعلنت حينها "وكالة سانا للأنباء" عن مقتل عشرة عناصر من قوات النظام.

ساعد موقع الحي الجغرافي والبساتين المتصلة به وتواجده على مدخل مدينة حمص من جهة الريف الجنوبي المتصلة بلبنان، ساعد كل ذلك بجعله ملاذاً أمناً للمقاتلين والمطلوبين للنظام السوريا فضلاً عن سهولة الحصول على السلاح فيه، وإقامة بعض معسكرات التدريب للمقاتلين فيه، وسرعان ما بدأت المجموعات العسكرية بتنظيم نفسها.

بتاريخ 29 حزيران/يونيو 2011 عُقد اللقاء التأسيسي لتشكيل "كتيبة الفاروق" وبدأت بتنظيم صفوفها في عدة مناطق داخل مدينة حمص وريفها، وبتاريخ 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 بثّت "كتيبة الفاروق" فيديو لها من داخل الحي وظهر فيه دخول كل "عبد الرزاق طلاس" و "وليد العبد الله" مع مجموعة عسكرية إلى الحي قادمين من الرستن، وقد ألقوا بياناً وسط هتافات الأهالي أعلنوا فيه دخول الكتيبة للحي والبدء بحماية المظاهرات السلمية.

منذ ذلك الوقت بدأت عدة مجموعات عسكرية بتنظيم صفوفها، وتشكّلت عدة سرايا وكتائب تحت مظلة الفاروق وهي: "سرية الشهيد مهند العمر" و"كتيبة سيوف الفاروق" و"كتيبة أسود بابا عمرو" و"كتيبة المنتصر بالله" و"كتيبة الشهيد عبد الحليم صبوح" و "كتيبة سلمان الفارسي" و"سرية العبادلة" و "كتيبة أسود الحق" و"كتيبة الشهيد أحمد دعبول" و"كتيبة الشهيد خالد البكر" و"كتيبة الشهيد بلال سويد"، وقد شكّلت جميعها كتلة واحدة عُرفت باسم "فاروق بابا عمرو".

جدير بالذكر أن معظم السرايا والكتائب التابعة لـ "فاروق بابا عمرو" نشطت عسكريًا قبل الإعلان عن تأسيسها، وجاء الإعلان عن التسميات المختلفة لها بعد الانسحاب من الحي في آذار/مارس 2012، حيث طلبت قيادة الفاروق من تشكيلاتها الإعلان عن أنفسهم، وذلك بحسب تصريح للقائد السابق للفاروق "أسامة جنيدي" لـ ""مؤسسة الذاكر السورية.

قاد كتلة "فاروق بابا عمرو" كل من "أحمد دعبول" (قتل بتاريخ 22 شباط/فبراير 2012) و"مهند الخطيب" (قتل بتاريخ 10 شباط/فبراير 2012) و"عمار البقاعي"، ومن أبرز القادة الميدانيين: الملازم أول "قاسم فياض" والملازم أول "وليد العبد الله" و "الملازم أول "عبد الرزاق طلاس" والنقيب "أيمن الفدعوس"، و"عبد الغفار حاميش"(قتل بتاريخ 22 شباط/فبراير 2012) ، و"محمد العمر أبو جاسم" و"محمد الإبراهيم" و"مزيد الحمد" (قتل بتاريخ 6 شباط/فبراير 2012) و"عبد الرحمن الشمالي" (قُتل بتاريخ 7 حزيران/يونيو 2013)، و" عبد الله بكار" (قُتل) و"ماجد البويضاني" و"نواف علويين" (قُتل بتاريخ 31 أيار/مايو 2013) و"طارق الجوري" والمقدم "راشد الكردي" (قُتل بتاريخ 6 نيسان/أبريل 2013) والنقيب "محمد إدريس" (قُتل بتاريخ 27 تموز/يوليو 2012) والنقيب "باسل إدريس" والملازم أول " محمد أبو السل" و"إدريس سويد" (قُتل بتاريخ 23 حزيران/يونيو 2012).

نشطت الفاروق في عدة عمليات عسكرية في الحي كان أبرزها معركة السيطرة على حاجز المؤسسة الاستهلاكية ومعركة التصدي لاقتحام لحي بابا عمرو التي استمرت ما يقارب الشهر وانتهت بسيطرة قوات النظام على الحي بتاريخ 2 آذار/مارس 2012. انسحبت عقب ذلك معظم كتائب الحي إلى الريف الجنوبي وتمركز بعضها في البساتين القريبة من الحي من جهة السلطانية وجوبر وكفر عايا وشنّت عدة هجمات على قوات النظام المتمركزة هناك، ونشط بعضها في معارك القصير، وبعد سيطرة ميليشيا "حزب الله" وقوات النظام على منطقة القصير منتصف عام 2013، توقف نشاط معظم فصائل تلك المنطقة، حيث انسحبت إلى القلمون في ريف دمشق، وانهارت تشكيلاتها أو أعادت تأسيس نفسها أو اندمجت في فصائل أُخرى، أما تشكيلات "فاروق بابا عمرو" فقد نشطت عسكريًا في منطقة القلمون لفترة ثم غادر معظمها باتجاه محافظة إدلب وانضم منها "كتيبة سيوف الفاروق" وجزء من كتيبة الشهيد بلال سويد" لـ "فاروق الشمال" ثم "حركة حزم".