بدأت مجموعات ثورية محلية هجمات واسعة على مواقع قوات نظام الأسد في محافظة درعا منذ ساعات الصباح، وخاصة في منطقة الجيدور وريف درعا الشرقي.

وبين التاسعة صباحاً والثالثة عصراً شملت الاشتباكات محيط فرع الأمن العسكري في مدينة نوى وحواجز النظام في محيط المدينة، وانتهت بسيطرة الثوار وانسحاب قوات النظام، وأعلن الثوار حظر تجوال في المدينة بعدها، وقضى في الاشتباكات المقاتل مع المجموعات الثورية عبد الباسط قبلاوي بنيران النظام، وتعرضت المدينة لقصف مدفعي من اللواء 61 التابع للنظام.

كما وقع هجوم على حاجز المخابرات الجوية في قرية الجبيلية انتهى بانسحابه، وانسحب حاجزان عسكريان منها أيضاً، فيما قصف اللواء 15 وكتيبة جديا التابعان للنظام قرب إنخل بالمدفعية والمضادات بلدة سملين، وسط هجوم الثوار على حاجز أمن الدولة بين سملين وإنخل، وهجوم آخر على حاجز الطيرة بين جاسم وإنخل، انتهى باستسلام العناصر في الحاجزين، كما انسحب حاجز الكسارة بين بلدتي سملين وزمرين، وسط قصف مدفعي على سملين مصدره فوج المدفعية في جباب.

وأظهرت الصور انسحاب حاجز المخابرات الجوية بين الغارية الشرقية والغربية بعد هجوم واشتباكات (قضى خلالها المقاتلان محمد طه السلمان وخالد حسن السلمان بنيران النظام).

بينما سلّم عناصر حاجز أمن الدولة في برقا شمال المحافظة أنفسهم للفصائل المجلية، وسيطر الثوار على حاجز أمن الدولة في بلدة نمر، وعلى حواجز عسكرية في بصر الحرير والمليحة الغربية واستولوا على دبابة، كما سيطر الثوار على دبابة أخرى من من أحد الحواجز العسكرية في الكرك الشرقي بعد انسحابها، ومزق الأهالي صور بشار الأسد من مبنى مخفر الجيزة،

واستمرت الاشتباكات والقصف لساعات في محيط مدينة جاسم، إذ تعرضت مدينة جاسم ومحيطها لقصف مدفعي من كتيبة جديا وتل الجابية وكتيبة السحيلية، بالتزامن مع هجوم الثوار على حاجز "السهم 100" غربي حي العالية (قضى خلاله المقاتل أحمد فاعور المحاسنة بنيران النظام). إلى جانب الهجوم على نقطة عسكرية في منطقة خربة ديفون شمالها (قضى خلاله المقاتل محمود محمد ياسين الجباوي بنيران النظام).

وأعلنت الفصائل السيطرة على نقطة تل المطوق العسكرية جنوبي مدينة إنخل وتسليم العساكر أنفسهم للفصائل، كما أعلنت الفصائل المحلية في ريف درعا الشرقي بدء العمل علي اللواء 52 في محيط مدينة الحراك، بالتزامن مع سقوط عدة قذائف هاون مصدرها اللواء على المدينة. فيما أظهرت ثور اقتحام مدنيين منطقة الجمرك جنوب درعا البلد وانسحاب قوات النظام منها.

ونحو الساعة الثالثة عصراً أعلنت فصائل محلية، تضم "اللواء الثامن" والمجموعات التابعة للجنة المركزية ومجموعات محلية أخرى، تشكيل "غرفة عمليات الجنوب" وإطلاق معركة "كسر القيود" ضد مواقع نظام الأسد في محافظتي درعا والقنيطرة، وبدأت الغرفة بيان التشكيل بجملة "وجهتنا دمشق والملتقى ساحة الأمويين".

تمكنت الفصائل من تحقيق تقدم سريع، والسيطرة على مواقع استراتيجية، وسط انسحاب عناصر النظام من الحواجز والنقاط العسكرية، وتسليم المئات أنفسهم.

وأعلنت "غرفة عمليات الجنوب" نحو الرابعة عصراً السيطرة على معبد نصيب الحدودي، ثم السيطرة على جميع المخافر الحدودية من الرقم 0 وحتى الرقم 11 على الحدود السورية الأردنية، إضافة إلى معبر نصيب الحدودي، بعد استسلام عناصر نظام الأسد.

بينما توسعت العمليات في ريف محافظة درعا، وأعلنت الغرفة السيطرة على أكثر من 40 حاجزًا، أهمها حواجز التابلين، وخربة غزالة، والمساكن، وسملين، والطيرة، والغارية الشرقية، و6 حواجز عسكرية في منطقة اللجاة.

كما أعلنت السيطرة على مواقع وقطع عسكرية استراتيجية، أبرزها: اللواء 52، وكتيبة الرادار في بلدة نامر، وتل الحارة، والكتيبة المهجورة، وسرية عابدين، وسرية جملة (قضى خلالها المقاتل نيازي الجهماني بنيران النظام)، وحاجز رخم (قضى خلالها المقاتل محمد عاطف شنور بنيران النظام)، وحاجز البطل جنوبي صيدا. واللواء 112، واللواء 12، وتلال الجابية وحرفوش والهش والجموع والسمن (قضى خلالها المقاتل بلال الشنبور بنيران النظام).

وأعلنت الغرفة السيطرة على أكثر من 42 مدينة وبلدة في ريف المحافظة، أهمها بصر الحرير، ونوى، وإنخل، ومحجة، والمزيريب، وخراب الشحم، والشجر، والغارية الغربية، وطفس، وتل السمن، وعتمان، وجاسم، وإنخل، والعالية، وسملين. مع التنويه أن معظم مراكز المدن والبلدات في المحافظة كانت تحت سيطرة مجموعات ثورية محلية سابقاً منذ اتفاق التسوية عام 2018.

بدأ الانسحاب الجماعي لقوات النظام في مركز مدينة درعا ومعظم مناطق المحافظة مع ساعات المغرب، واستمر قبلها القصف المدفعي من قطع النظام العسكرية على نوى والحراك واللجاة ومناطق أخرى، مع غارات من الطيران الحربية استهدفت مدينة الحراك.

وأعلنت الغرفة دخول مدينة إزرع وتحرير المعتقلين في سجن إزرع نحو الحادية عشرة ليلاً، وهي أول مرة تصبح المدينة تحت سيطرة الثوار.

ومع ساعات الليل بدأت قوات الغرفة التقدم نحو منطقة درعا المحطة، وقبل منتصف الليل انسحب رئيس فرع الأمن العسكري العميد لؤي العلي مع ترل عسكري وأمني نحو مدينة دمشق. ودخل الثوار منطقة درعا المحطة واقتحموا المقرات الأمنية.

وفي الساعة 12:03 بعد منتصف الليل أعلنت "غرفة عمليات الجنوب" أن "درعا حرة"، وأعلن الناطق باسم الغرفة العقيد نسيم أبو عرة أن الوجهة القادمة هي دمشق.