الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

انسحاب الجيش الحر من بلدة الحفة بريف اللاذقية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:16:56:17

بعد أن خرجت، كان تواصلي مع الشباب تواصلًا بعيد المدى من خارج الحدود، حتى تاريخ 4 (حزيران/ يونيو) 2012، في هذا التاريخ طلبت من إدارة أورينت بشكل مباشر أن أنزل إلى سورية، كنت في ذلك الوقت قد انتقلت، وبدأت عملي في قناة أورينت، في تاريخ 2 (شباط/ فبراير) توظفت بشكل رسمي في تلفزيون أورينت في الإمارات.

عبرت الحدود، ودخلت، وكانت الأحداث ساخنة جدًا، دخلت إلى سورية، وزرت منطقة أهلي وأبناء بلدي، وعندها كانت المنطقة قد انسلخت عن النظام، و كان أغلب الشريط الحدودي مع تركيا بيد النظام، ولكن كان هناك بعض المنافذ؛ فقام شباب الجيش الحر بتأمين دخولي، وكنت أتواصل مع قائد لواء أحرار الساحل أحمد حمادة (أبو الهول)، والشهيد رياض عابدين، وحتى مالك الكردي كان نائب قائد الجيش السوري الحر، ودخلت في صباح 6(حزيران/ يونيو) 2012 ، دخلت "الحفة" والمعركة مستمرة، ذهبت من "سلمى" إلى قرية بيت الشكوحي باتجاه الحفة، ودخلت مع قائد العمليات في الحفة (سعيد طربوش) حوالي الساعة الحادية عشر صباحًا، كان معي هاتف ثريا، فاتصل بي رئيس تحرير تلفزيون أورينت في ذلك الوقت، كان بسام بلان على ما أذكر، وقال لي: أنتم انسحبتم من الحفة، أو بالأحرى الجيش الحر انسحب من الحفة. فقلت له: لا، أنا في الحفة. فقال لي: لا، ضباط الجيش الحر يعلنون الانسحاب من الحفة. قلت له: من؟ قال لي: مالك ورياض، أحدهما أعلن ذلك على" العربية"، والثاني على" الجزيرة". أنا أعرف أن مالك كان في ريف جبل الأكراد، لم يكن في تركيا، ولكن رياض في تركيا. وبعد قليل، جاء مالك مع مجموعة من ضباط جبل الأكراد منهم: أسامة برّو، وعصام برّو( أخوه)، وأحمد حمادو، ونزلوا لإجلاء المدنيين من الحفة، كانت المعركة مستمرة، والجيش لم يتقدم سنتيمترًا واحدًا، وضباط قادة الجيش الحر كانوا على التلفزيونات، يعلنون سقوط الحفة، وهذا كان شيئًا غريبًا جدًا. وقبل وصول الشباب للإجلاء، بدأ المحاربون [ينسحبون]، يبدو أن اتصالات بدأت تأتيهم من أهاليهم، ويسألونهم: أين أنتم؟ فيقولون: في "الحفة". فيقول الأهالي: إن الجيش الحر انسحب من "الحفة"، فبدأ الناس يرمون سلاحهم، ويخرجون، وعندما جاؤوا ليقوموا بسحبنا، ويُخرجوا الناس من الحفة، طبعًا، كان الطريق مفتوحًا أمامنا، والجيش من جهة اللاذقية فقط، كان مفتوحًا من "الحفة" وباتجاه الشمال أو الشرق، ولا يوجد أحد، وظهرت قوائم الانسحاب، وركبت سيارة سعيد طربوش، وخرجنا، ووصلنا إلى ما بعد مدخل "الحفة" بقليل، ووقف الموكب، وقال: يا شباب، لا نستطيع أن نقف، يوجد طيران. فنزل النقيب، كان يظهر باسم زين سليمان، اسمه عبد الفتاح العدا، قال عبد الفتاح: إلى أين سننسحب؟ وكان مالك الكردي بيننا، فقال مالك الكردي: سننسحب إلى "سلمى". وبدأت الاحتجاجات بين صفوف الجيش، كان أغلب الضباط ومنهم: زين، وأبو أحمد، يقولون: لا يجب أن ننسحب باتجاه صلنفة، ونأخذ قمة "النبي يونس"، ونركز عليها؛ حتى نحمي جسر الشغور وسهل الغاب وجبل الأكراد، ونستقر في صلنفة. وإذا كان النظام يريد أن يضرب علينا فسيضرب صلنفة، لن يضرب إلى مكان ثان. ورفض مالك الكردي خيار صلنفة تمامًا، وكانت المبررات هي: إن حاضنتنا الشعبية موجودة في "سلمى". فقلنا له: إذا ذهبنا الآن إلى "سلمى" فلن يبقى الناس في سلمى أصلًا، سيذهبون إلى مكان آخر، ونحن سنبقى في "سلمى" كعسكر فقط، وبإمكاننا أن نبقى في صلنفة كعسكر، وإذا حدث قصف فليقصفوا صلنفة، ونكون قد أخذنا النقطة الاستراتيجية الأبرز في المنطقة كلها، والتي هي قمة "النبي يونس"، وترتفع 1705مترًا تقريبًا عن سطح البحر. رفض مالك الكردي هذا المقترح، وأصرّ على انسحاب الجيش من "الحفة"، وهذه كانت نقطة فاصلة في المنطقة كلها؛ لأن الجيش الحرّ لم يستطع السيطرة على "قمة النبي يونس" في ريف اللاذقية، وكانت "قمة النبي يونس" المركز الذي دمر مناطق كثيرة ناريًا في المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش الحر.

حتى اليوم أسأل نفسي هذا السؤال دائمًا، لا أستطيع أن أعرف لماذا كان الرفض؟ يوجد تفصيل مهم، يدلّ على أن الانسحاب تمّ بأوامر خارجية، فنحن عندما انسحبنا، أنا لم أشارك معهم في المعركة، وصلت في نفس اليوم، كنت قبل يومين قد وصلت إلى الجبل، ولكن دخلت "الحفة" في ذلك اليوم، والأهم في التفصيل الذي يعطيني مؤشرات هو أنهم كانوا قد طلبوا سلاحًا، والشباب مسلحون بأسلحة فردية خفيفة ومتوسطة (قاذف آر بي جي) ليس أكثر من ذلك. فهذا السلاح الذي كان موجودًا عندما عبرنا من قرية بيت شكوحي، وتعرضنا لموقف مع الطابور المتقدم، حيث تمّ الرمي عليه بأكثر من قنبلة، بحسب من روى. طبعًا، أنا سمعت الأصوات فقط، ولم أرها، وتم رمي أكثر من قنبلة في بيت الشكوحي، وعندما بدؤوا بالعبور كانت هناك سيارتان كبيرتان (شاحنتان)، كانت هذه السيارات التي أُرسِلت من" غرفة التسليح" التي كانت في إسطنبول، والتي كان يديرها عقاب صقر ولؤي المقداد. دخلت السيارتان إلى "الحفة" رغم انسحاب الناس، دخلت السيارات، ودخلت إلى "الحفة"، ودار الحديث فيما بعد عن الأسلحة التي تمّ رميها في الطرقات، حتى أن جزءًا كبيرًا من الأشخاص الذين انسحبوا رموا أسلحتهم، ومشوا. مشاهد لا أنساها، ووصلت لمرحلة شاهدت أولادًا بعمر ثلاث عشرة وأربع عشرة سنة، بدؤوا بحمل السلاح من الأرض، ويقولون: "سنبقى". رأيت بعيني، والأرشيف الذي كان موجودًا مع المصور الذي كان يمشي معي (عبود حداد) أخذته داعش، كان أرشيفًا كبير ًاعن هذا الموضوع، ولكن يوجد أرشيف ثان موجود مع مصطفى السيجري، كان إعلاميًا في ذلك الوقت، وهو الآن رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم. مصطفى سيجري لديه أرشيف كامل لهذه الفترة. كان مصطفى إعلاميًا حرًا، يُعرف باسم أسد الإسلام في وقتها، كان هو والجبلاوي، هذان الشخصان كانا يغطيان الأحداث في الحفة. في ذلك الوقت، انسحبوا، وتم رمي الأسلحة كلها في الحفة. عندما انسحبوا، كان هناك حوالي خمس وستين أسيرًا من قوات النظام، صوّرتهم في مدرسة طعومة في جبل الأكراد، قمت بتصويرهم واحدًا واحدًا، وقربت الكاميرا منهم، ووثّقت على تلفزيون أورينت في وقتها. وحدث اتصال بين سعيد طربوش والشيخ غزال غزال، كان أبرز مشايخ الطائفة، تكلم غزال غزال مع سعيد طربوش، وقال لي سعيد طربوش: ماذا أفعل؟ فقررنا أن نصور كل المقابلة، تكلم معي من أجل التفاوض، ومن أجل إطلاق سراحهم؛ فتمّ تسجيل المقابلة بكل تفاصيلها، فتح سعيد طربوش السماعة، كان يضع "ميكروفونًا" على صدره، وكنت أسجل صوتًا وصورةً، كان صوت غزال غزال يخرج، وسجلتها بكامل تفاصيلها، وكان جميع السجناء الأسرى موجودين، ويسمعون الحديث الذي دار بين سعيد وغزال. طبعًا، كان غزال يقول: المطلوب من القيادة أن تفاوض، وإن هؤلاء أولاد بلد واحد، ويجب أن يخرجهم. وكان سعيد يقول له: ليس لدي مشكلة معهم، لكن لديّ أشخاص معتقلون. وبعد ذلك، تم الحديث مع رئيس فرع الأمن العسكري في اللاذقية على ما أذكر، وأنا أحد الأشخاص الذين تكلموا معه عبر الهاتف في ذلك الوقت لإطلاق سراح آلاء مورلي، وتمت مبادلتها بأسيرين من الأسرى الذين كانوا موجودين عند سعيد، وبعد حوالي أربعة أشهر تقريبًا، أُطلق سراح آلاء مورلي من السجن، وكانت متهمة بأنها بنان الحسن الناشطة التي كانت تتكلم على شاشة التلفزيون، تمت المبادلة بعد أن خرجت من ريف اللاذقية. جرى الحديث معهم والمفاوضات في بداية رجوعي إلى "سلمى"، جاء الشباب بعد يومين، وبدؤوا الحديث، وأنا في أحد الاتصالات تكلمت معه، وكان الحديث: إننا نريد أشخاصًا عقلاء لنتكلم معهم، وأنت أحد الأشخاص العقلاء الموجودين. قلت لهم: أنا لست جزءًا منهم، ولست مسلحًا، وأنا عبارة عن ناشط صحفي يتكلم. فقالوا: نحن نريد إطلاق سراح هؤلاء الناس، وإذا كنتم تريدون آلاء مورلي فسنعطيكم إياها. تبنى سعيد طربوش موضوع المفاوضات من أجل آلاء، وأسد الإسلام الذي هو مصطفى سيجري، والجبلاوي الذي كان اسمه عمر جبلاوي، وهو صديقنا، هؤلاء هم الذين تبنوا. وفيما بعد، قام سعيد طربوش أيضًا بإحضار لبنى مرعي من اللاذقية وتهريبها إلى تركيا، وهي ناشطة علوية، تم إخراجها من اللاذقية عبر قنوات الجيش الحر، حتى إنهم دخلوا إلى اللاذقية، وأحضروها. 

أبو نظير سلواية - لا أعرفه شخصيًا- هو أحد أصحاب المشاكل المعروفون في اسكنتوري. في اليوم الثاني، وبعد تأزم المشكلة، اعتدى على سائق باص، كان هناك جيش، وصل إلى طرف الكورنيش مقابل مدرسة سيف الدولة، وكانوا يريدون أن يقتحموا اسكنتوري، والشباب كانوا ينتظرونهم، وهجموا عليهم؛ ففوجئوا بهجوم الشباب، فهربوا، وبقي الباص وسائق الباص، فهو قام بإنزال السائق، ثم قام بطعنه وقتله.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/11

كود الشهادة

SMI/OH/49-22/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

حزيران 2012

updatedAt

2024/07/29

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-منطقة الحفةمحافظة اللاذقية-بيت الشكوحيمحافظة اللاذقية-صلنفةمحافظة اللاذقية-الزنقوفةمحافظة اللاذقية-سلمىمحافظة اللاذقية-النبي يونس

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لواء أحرار الساحل

لواء أحرار الساحل

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

قناة أورينت / المشرق

قناة أورينت / المشرق

الشهادات المرتبطة