وفي أحد الأيام، في هذا السجن الأساسي الذي أعادونا إليه، أكلنا، كان الغداء يأتي الساعة 5 تقريباً أو قبل ذلك، لا أذكر تماماً، ولكن في هذا الوقت (في نهاية الدوام). وأحياناً، كانوا يحققون معنا فيكون الطعام قد جاء وذهب، يعني بعد الظهر، كان هذا وقت الغداء، وإذا كنا في التحقيق تذهب علينا الوجبة. وفي يومها أحضروا لنا الرز ومعه مرقة بندورة وفيها قطع كوسا كبيرة، ولكل شخص رغيف خبز، وأكلنا، وجاء المساء، ثم أحضروا العشاء، وعادة يكون العشاء بخساً جداً، أحياناً بعض الزيتون، وأحياناً قطعة برتقال فقط، وطبعاً، البرتقالة ليست لشخص واحد، فتكون حصتك هي حزّ (قطعة) برتقال أو حزّين (قطعتين) فقط، وتعشينا، ونمنا، واستيقظت ليلاً على صوت ضجة في الجماعية، وهذا الكلام قبل أن أخرج [من المعتقل] بمدة 20 يوماً، كان هناك صوت ضجة، وكان هناك أشخاص يضحكون، وأشخاص منزعجون، وكانوا يستخدمون البيدون (العلبة المخصصة للتبول) خصوصاً لمن معه مرض السكري مثلاً، كانوا قد وضعوه للتبرز، يعني يجلس الشخص على العلبة ويضبط مسافة جلسته بين فتحة الشرج وفتحة [البيدون]، ويمسك شخص آخر قميصاً مفتوحاً لتغطيته (تغطية المشهد)، ويقضي الأول حاجته، ويوجد صوت مائي مثل صوت صنبور الماء المفتوح، ثم انزعجت؛ لأن يمان [الفقير] دكتور الأسنان وهو معروف هناك برقم ولا أحد يعرفه، ولكنني انزعجت لأنه حصل معه هذا الأمر، وكان يريد أن يقضي حاجته، وأولئك لا يفتحون الباب لنا، وقام شخص بتغطيته، ثم جاء الدور عليّ، وبدأ الأمر يتكرر، يعني كل شخص... 3 و 4 مرات، ويبدو أن كل السجن هكذا وضعه، يعني كل الجماعيات، وليس فقط جماعيتنا. وفي اليوم الثاني، بقينا حتى الساعة 11 صباحاً، وحتى طعام الصباح الفطور لم يحضروه لنا، وفي هذا الظرف (في الإسهال الشديد) يعطش الناس (المعتقلون)، وحتى الماء لم يقدموه لنا، وكأن السجانين اشمأزوا، في الساعة 11، قاموا بفتح الجماعيات علينا، وهم مشمئزون، ومددوا لنا خراطيم ماء، وهنا عرفنا أن كل الجماعيات كذلك؛ لأنهم مددوا الماء إلى كل الجماعيات، وطلبوا منا شطف الجماعيات، وقمنا بالشطف داخل الجماعية، ورئيس الجماعية من يقوم بالشطف خارج الجماعية فقط؛ لأن رؤساء الجماعيات يلتقون ببعضهم في الخارج بهذه الطريقة.

كانت الحالة جداً [مزرية] فالبيدون (العلبة المخصصة للتبول) كانت ممتلئة، وكان هناك شخص بدين يلبس جلابية، خلع الجلابية، وربطناها من الأعلى ومن الأسفل، واستخدمناها للتغوط، وكان هناك خجل واستياء وانزعاج، ولكن يجب أن نقوم بهذا الأمر. وفي اليوم الثاني، بعد أن نظفنا، قطعوا عنا الطعام، يعني لا يوجد ماء للشرب فتوقف الإسهال. في الساعة 11، فتحوا الباب، وغسلنا، وقدموا لنا لبنة، وكانت كمية كبيرة من اللبنة، يعني كانت القصعة ممتلئة باللبنة، وكل شخص يضع لبنة على رغيف الخبز، ويأكل، ثم أخرجونا، وعرضونا على طبيب، وطبعاً، كان طبيباً لئيماً جداً، ونحن لا يمكننا أن ننظر إلى وجهه، ويجب أن يبقى رأسنا منحنياً، وكان يسأل: أنت كم مرة قضيت حاجتك؟ وكان يقدم لنا حبة، وهي على الأغلب حبة "فلاجيل"، فعندما يأتي ابن مهنتك، ويكون التعامل بين طبيبين، ولكنك سجين، وهو غير مهتم، ولا أعرف إذا كان يعرف أم لا، ولكن من المؤكد أنه يعرف أن هناك أطباء، فسألني: كم مرة تغوطت؟ فقلت له: 3 مرات. وقال لي: كاذب. لأن كل شخص يسأله، كان يقول له: أنا صادق. ولكن الطبيب يقول: أنت كاذب. فقلت له: 3 مرات. فقال: أنت كاذب. ولكن الذي يتكلم معك طبيب. وقدموا لكل شخص حبة "فلاجيل"، وقدموا لنا اللبنة، وفي المساء، قدّموا لنا بطاطا مسلوقة، يعني كثفوا لنا هذه المواد.

في الأسبوع الذي بعده، حصلت معنا نفس الحالة، لم يتغير شيء أبداً، استيقظنا في الليل، فقاموا بنفس الحركة تماماً، حيث فتحوا باب الجماعيات، وطلبوا منا أن نشطف، ثم أحضروا لنا اللبنة، ثم قدموا لنا الحبة، وكانت الإصابة عامة، وكان لدينا ظن 100% أن هناك مادة يقومون بتجريبها؛ لأن كمّ الإسهال ...يجب أن تعتبر أن هذا طعام فاسد وتسمم غذائي، ولكن لا يوجد إقياء، وإذا اعتبرت أنه التهاب أمعاء فإنه لا يكون جائحة هكذا بهذا الشكل، وحتى التهاب الأمعاء يؤدي إلى إقياء ، يعني كان إسهالاً فقط، وحتى إن الحرارة المرتفعة لا توجد أبداً، ونحن كنا نتوقع أنهم أجروا علينا تجربة.