الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الانتقال إلى الرقة كمدير منطقة والتعامل مع الأهالي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:41:22

بتاريخ 1 كانون الثاني/يناير عام 2009 انتقلت إلى منطقة الطبقة في محافظه الرقة، وبنفس اليوم ترفَّعت (رُقيت) لرتبة عميد، وتم تعييني مدير منطقة هناك، طبعًا انتقلت من ريف دمشق من حرستا إلى الطبقة مباشرة، ونقلت حينها عائلتي معي، أنا لا أعرف الطبقة نهائيًا، وحتى المناطق الواقعة شرق حمص جميعها لا أعرفها لا الرقة ولا الحسكة، ولا دير الزور، وحتى أنني لم أذهب كزيارات إليها، المنطقة هي منطقة عشائرية كريف أقصد طبعًا، أما مدينة الطبقة: فهي عبارة عن خليط من كافة المدن والقرى السورية؛ بسبب وجود سد الفرات، مؤسسة سد الفرات وهي في السبعينيات كانت وزارة، ويوجد خليط كبير من أهالي سورية كلها كانوا موجودين في الطبقة من جميع الطوائف، تقريبًا لا يوجد قرية إلا وفيها موظف في مؤسسة سد الفرات، والمنطقة هي بالأساس عشائرية، وكان يوجد مدينتين بجانب بعضهما إحداهما يسمونها: القرية، والأخرى يسمونها: المدينة، وهما بجانب بعضهما، والمدينة هي عبارة عن 3 أحياء كبيرة، أسماؤهم: الحي الأول والحي الثاني، والحي الثالث، وكانوا بالأساس سكنًا للدولة، وبعدها بسنوات قبل مجيئي ملّكوهم البيوت التي يجلسون فيها، والقرية هي عبارة عن منطقة تجارية، وبنفس الوقت أهالي المنطقة الأصليين يسكنون فيها، الرقاويون كانوا عشائر مثل: عشائر الناصر والجابر، والبو خميس، وعشائر أخرى كثيرة كانت موجودةً، وهي منطقة سياحية جميلة، ويوجد فيها بحيرة الفرات، لا أريد أن أقول بحيرة الأسد، وهي بحيرة كبيرة وضخمة، وجميلة، وأنا كانت هوايتي السباحة أشبعت هوايتي فيها كثيرًا، وحتى إنني كنت أغوص في البحيرة، والمشاكل هناك هي مشاكل العشائر المعروفة مثل: الثارات أحيانًا، والمشاجرات أحيانًا أخرى التي تؤدي إلى القتل، والقليل من السرقات، والأحياء لا يوجد فيها مشاكل، وقد تحصل مشاجرات بسيطة، والمستوى المعيشي هو مستوًى واحد تقريبًا أغلبهم متوسط الحال.

استقبلوني لكن دون أن يُقيموا استقبالًا ويقفوا فيه طبعًا، ولكن عندما بدأت العمل حصلت مشكلة من قبل أشخاص معروفين، ولهم مشاكل عادةً، وحتى الشرطة تتحاشاهم، وهم هجموا على مشفى الدولة، وهو مشفًى حكومي في الطبقة حديث وكبير، وهجموا على المشفى، وكسروا أبوابه؛ لأنهم لم يجدوا الطبيب، فذهبت أنا وألقيت القبض عليهم، وهذا أخذ ضجةً بين الناس، وأحدهم قال لي: أنت تحاسبنا! ولماذا لا تحاسبون الأطباء الذين لا يأتون إلى الدوام؟ فبقيت هذه الكلمة في ذهني كيف أن الأطباء لا يداومون! طبعًا مدير المنطقة له صلاحية مراقبة كافة موظفي الدولة في المنطقة، وهو يُعتبر قائم مقام المحافظ، والمحافظ هو الذي يمثل رئيس الجمهورية، مدير المنطقة أو مدير الناحية كان اسمه: قائم مقام، وهو قائم مقام المحافظ ،وعمله إداري بالدرجة الأولى، ومن ثم عمل الشرطة، مدير المنطقة كان له صلاحيتين، وله ارتباطين: ارتباط مع قائد الشرطة في الأمور التي تخص الشرطة، وارتباط مع المحافظ بما يخص دوائر الدولة. والذي قمت به أنني أصبحت أذهب كل يوم الساعة 8:00 صباحًا إلى المشفى في بداية الدوام، وأسجل أسماء الأطباء والممرضين، والموظفين الإداريين الذي تأخروا نصف ساعة عن الدوام، ومباشرةً أفرض عليهم عقوبات، وأرفعها إلى المحافظ، وتنفذ مباشرةً، وهذا أخذ ضجةً كبيرةً جدًا في البلد، وأصبح الأطباء يداومون، يعني انشهرت بين الأهالي حتى البسطاء، وكان باب المكتب عندي مفتوحًا ولا أغلقه، وأي شخص يريد أن يدخل له شكوى أو له عمل، أو طلب، أو توقيع فإنه يدخل بدون استئذان، وهذا أخذ صدًى بين الناس في أحاديثهم، فهم لم يكونوا معتادين على ذلك، وعندما أمشي في الشارع فإن الناس البسطاء الذين يجلسون على أبواب منازلهم يعزمونني (يدعونني) على شرب الشاي، وأنا أقف وأجلس معهم على الرصيف، وأشرب الشاي، وأصبح لي شعبية بين الناس، وإذا حصلت حادثه قتل في إحدى القرى التابعة؛ لأنه كان يتبع لها 3 نواحي: ناحية المنصورة التي تبعد حوالي 20 كم، و ناحية الجرنية التي تبعد 70 كم أيضًا تابعة للمنطقة، وناحية اسمها: دبسي عفنان، وهي قريبة إلى حلب، فكنا نحل أكبر مشكلة عبر التلفون (الهاتف) مع وجهاء العشائر، إذا حصلت مشاجرة كبيرة فإنني مباشرة أخبر طرفي الوجهاء حتى يحضروا، ويتم حل المشكلة مباشرةً، وأحيانًا يتم حلها بشكل إداري بدون أن يتم تنظيم ضبط بالاتفاق طبعًا مع النيابة، وبقينا على هذه الحالة حوالي سنتين قبل الثورة.

كل فرع من الأمن له قسم موجود في الطبقة: قسم الأمن العسكري، وقسم الأمن السياسي، وقسم أمن الدولة، وأما المخابرات الجوية فقد كان فرعها موجودًا في الطبقة، وليس موجودًا في الرقة باعتبار أن مطار الطبقة قريب فتواجد الفرع كله كان في الطبقة، وكان رئيس الفرع برتبة عميد.

لا يوجد تدخل (أمني) معي؛ لأنها تُعتبر مدينة صغيرة، وعلى العكس فقد كنا نلتقي دائمًا لأنه يوجد شيء اسمه: اللجنة الأمنية، في كل محافظة يوجد لجنة أمنية، وفي كل منطقة يوجد لجنة أمنية مصغرة عن المحافظة من رؤساء الأقسام الأمنية، ومع مدير المنطقة وأمين شعبة الحزب، فكان عندنا اجتماعات دورية، وتحصل نقاشات عادية، واجتماعية حتى، ولا يوجد مشاكل أمنية معروفة.

وأنا عرفت من بعض الأهالي الذين يسرون لي ويقولون: عندي ابن أخي أو ابن عمي في المعتقل، وأنا عرفت في عام 2011 عندما تم إخلاء سبيلهم من صيدنايا، عندما أخلى النظام سبيل المعتقلين في سجن صيدنايا، وهنا رأيتهم حتى إنني ذهبت حتى أسلم عليهم وأبارك لهم بالخروج عندما خرجوا، وطبعًا بعدها حصلت مشكلة؛ لأنني ذهبت لزيارتهم، وأنه كيف أذهب لأسلم على شخص كان معتقلًا سياسيًا، وهذا الكلام في نهاية عام 2011، وبقينا هكذا إلى أن بدأت الثورة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/24

كود الشهادة

SMI/OH/8-06/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

حكومي

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/03/28

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-دبسي عفنانمحافظة الرقة-الجرنيةمحافظة الرقة-المنصورةمحافظة الرقة-سد الفراتمحافظة الرقة-منطقة الطبقةمحافظة الرقة-محافظة الرقة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في الرقة

فرع الأمن العسكري في الرقة

مطار الطبقة العسكري

مطار الطبقة العسكري

فرع أمن الدولة في الرقة 335

فرع أمن الدولة في الرقة 335

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة