الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

قمع الأمن للمظاهرات في الطبقة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:36:21

بدأت المظاهرة وأنا لم أكن موجودًا، وحصل فيها الضرب والقمع، وأنا لم أحضر، ولكن سمعت صوت إطلاق النار، كنت أنا ورؤساء الأقسام مجتمعين في مكتبي، فقلت لهم أتشاهدون؟ بمجرد أنني لم أذهب حصلت مشكلة، قالوا لي: أنت لم تنزل، فقلت لهم: أنا لم أعد أريد النزول. في حينها أرسلت عدنان، وفي اليوم الثاني ظهرًا -أو لا أذكر بالضبط- أنا كنت في منزلي، وكان بيتي فوق المكتب، صعدت إلى منزلي، وعندما نزلت سمعت صراخًا، فرأيت النقيب عدنان وضابطًا اسمه فجر من المخابرات الجوية، كان برتبة نقيب أو ملازم أول -لم أعد أذكر- وهذا جاء مؤخرًا، فقد جاؤوا به من المخابرات الجوية في دمشق، بمجرد أن دخلت سكتوا، وقال لي فجر: تفضل يا سيدي، النقيب عدنان يريد أن يقوصني (يطلق النار علي)، فقلت له: لماذا تريد إطلاق النار عليه يا عدنان؟ فقال لي: لأنه يريد إطلاق النار على المتظاهرين، فقلت لهما: لا أنت تطلق النار على المتظاهرين، ولا أنت تقوصه (تطلق النار عليه)، وعليكم إنهاء الموضوع، ولا نريد مشاكل، وطبعًا بدأا يصرخان على بعضهما وهجما على بعضها، وأنا أمسكتهما وأبعدتهما عن بعضهما، وبعدما خرج تقريبًا عدنان شبه قلّعه (طرده) من المكتب، وكان في المكتب معاون مدير المنطقة، وعندما خرج سمعنا أصواتًا، ويبدو أن عناصر الشرطة ضربوه؛ لأن الشرطة كانوا متحمسين، ويوجد البعض من العناصر منهم من استشهد أخوه أو قريبه، فهجموا عليه وضربوه، وحصلت بلبلة، وحصل نقاش بيني وبين رئيس فرع المخابرات الجوية.

طبعًا (الضابط فجر) توعد عدنان (هدده) وأنا كنت موجودًا، فأسكتناه، وعندما خرج أيضًا بدأ يتوعد عدنان ويتكلم عليه.

أذكر أننا كنا موجودين في مكتب المقسم، وجاء عدنان وهو معصب (غاضب)، فسألته: ماذا يوجد؟ فقال لي: لقد أرسلت زوجتي وأولادي، أو زوجته فقط؛ لأنه لم يكن عنده أولاد، وأيضًا يوجد ضابط ثان ملازم أول اسمه: حسين أرسل أيضًا زوجته وأولاده إلى أهلهم، فأوقفهم حاجز تابع للضابط فجر يريد إنزالهم، فعلم عدنان وذهب إليهم، ولكنني لا أذكر تمامًا ماذا حصل، هل حصل صدام أم لا بينهما في وقتها، المهم قام عدنان بالمهمة، لكنه جاء إلي وأخبرني، وأنا لم أكن أريد أن تحصل مشاكل، فتكلمت مع رئيسه (للضابط فجر)، وقمنا بتهدئة الموضوع.

حصلت مظاهرة كبيرة بعد إطلاق النار، واجتمع عدد كبير لأول مرة بهذا الحشد الكبير، وبدأوا يزحفون باتجاه المنطقة (مبنى إدارة المنطقة)؛ لأن المنطقة هي حد فاصل بين المدينة وبين الطبقة، وبدأوا يمشون باتجاه المنطقة، بدأ الأمن يشعر بالخوف، أما أنا -سبحان الله- فقد كنت سعيدًا جدًا؛ لأنه مهما حصل فأنا أعرف أنهم (المتظاهرين) لن يؤذوني لا أنا ولا عائلتي، ولا أذكر بعدها ماذا حصل، وكيف قمنا بتهدئة الموضوع.

جاء شخص اسمه: أبو إبراهيم من الوجهاء المعروفين في الطبقة، وهو رجل له ثقله، وجاء وهو معصب (غاضب) كثيرًا، كنا نجلس في غرفة المقسم -أذكر إلى الآن-، وهو مكتب بجانب الباب الرئيسي للمنطقة، فجاء وهو منزعج كثيرًا ويصرخ، سألناه: ماذا يجري يا أبا إبراهيم؟ فقال لي: اعتقلوا أبا الريم، ومن هو أبو الريم؟ هو شخص محترم جدًا كان مدير مدرسة أو مدرّسًا -لم أعد أذكر- ولكنه شخص معروف بأخلاقه العالية جدًا، وكان له قبول اجتماعي عال بين الناس، (وأعلمنا) بأنه تم الاعتداء عليه بالضرب، هنا تكلمت مباشرةً مع أمين الشعبة (شعبة حزب البعث) فجاء أمين الشعبة، وكان أبو إبراهيم غاضبًا من أمين الشعبة وهجم عليه يريد ضربه، ربما أخذته المخابرات الجوية -الله أعلم- لم أعد أذكر الموضوع، ولكنني أذكر أنهم أحضروا لنا أبا الريم، وكان يوجد أثار ضرب على وجهه ودم، وكان هذا الإنسان طيبًا جدًا، وبدأ بتهدئة أبي إبراهيم، واجتمعنا في وقتها وجاء ضباط الأمن جميعهم، وجلسنا في المكتب، وبدأ أبو إبراهيم يهدد بشكل مباشر أنه أي شخص يعتقل فنحن لن نسكت، ونحن حتى الآن هادئين؛ لأن مدير المنطقة كان يقول لنا: إنه لن يعتقل أحدًا، (ومع ذلك) كنتم تعتقلون أشخاصًا، ونحن كنا نغض الطرف عن هذا قليلًا، ولكن من الآن فصاعدًا أي شخص سيتم اعتقاله فنحن لن نسكت، سنهاجمكم جميعًا ونبيدكم، وهو تكلم بشكل صريح وبشكل واضح، هنا أنا كنت أنظر إلى الضباط، وشعرت بالرعب في عيونهم، فعلًا كانوا مرعوبين، وكانوا يريدون حل المشكلة وإرضاءه بأي طريقة، وهنا كانت المظاهرة مستمرة، فأنا طلبت من أبي إبراهيم الهدوء، ولك ما تريد، لأنني رأيت أن الضباط بدأوا ينظرون إلي حتى أتدخل وأحل المشكلة، فأصبحت أقوم بتهدئة أبي إبراهيم، وطلبت منه أن يطول باله (يصبر) وأنه سيحصل ما تريد، وقلت له: الجميع سيتعهدون وليس أنا فقط من سيتعهد حتى تكون أقوى. 

في أثناء النقاش مع أبي إبراهيم حول موضوع أبي الريم، وكانت المظاهرة مستمرةً، جاءنا خبر أنه يوجد حاجز لمسلحين موجود في نهاية القرية، وقد نسيت اسم المنطقة، على مدخل القرية من الجهة البعيدة، فجاءنا خبر أنه يوجد حاجز، مباشرةً سألنا، فعرفنا أنهم حاجز من الشبيحة، ويدّعون أنهم متظاهرون -هم نفس الأشخاص الذين كانت تجندهم أمن الدولة- فهنا مباشرةً طلبت من أبي إبراهيم أن يفضّ المظاهرة مباشرةً، وهذا الكلام بيني وبينه، لأن هؤلاء العناصر (الشبيحة) يريدون أن يفتعلوا فتنة، وسيطلقون النار على المتظاهرين، ويقتلون منهم، على أساس أنهم من الطرف الثاني، وتحصل فتنة وبلبلة، وتبدأ الدماء، مباشرةً أبو إبراهيم استوعب الموضوع، وذهب وقام بإنهاء المظاهرة، ومرت بسلام يومها ولله الحمد.

بتاريخ 20 تموز/ يوليو 2012 في أول شهر رمضان، حصلت مظاهرة كبيرة ليلًا، في يوم الجمعة أظن (جمعة رمضان النصر سيكتب في دمشق)، والأمن كانوا قد بيتوا قمعها بدون إخبارنا، لأنهم باتوا على علم أنني أسرب الأخبار للمتظاهرين؛ بأن المظاهرة ستقمع، وحصل صدام وضرب، وإطلاق نار في الهواء، وحصلت إصابات من الشباب المتظاهرين، وأنا لم أكن موجودًا في هذه المظاهرة، ولا أذكر ما هو السبب، كنت موجودًا في مظاهرة قبلها، وجاء شاب صغير من المتظاهرين عمره تقريبًا 12 أو 13 سنةً أي أنه طفل، وهو لا يعرف كيف أنا أقوم بالتنسيق مع الشباب، فقال لي: أنت حرام أن تكون من حمص، حرام أن تكون من بابا عمرو، وأنا كنت أرتدي الثياب العسكرية، هنا انزعجت كثيرًا وتضايقت من الكلمة رغم أنه طفل، ولكن -سبحان الله- بحكم التوتر، فهجمت على الطفل أريد ضربه، فأمسكني الشباب من المتظاهرين، وقالوا لي: إنه طفل، ولا يعرف (عن ماذا يتحدث) ، فقلت لهم: من اليوم وصاعدًا لن أنزل إلى المظاهرات، لأنني فعلًا كنت أحس أنني أخون شعبي، وطالما أنني أرتدي هذه الرتبة، وأمثل النظام يعني رغم [كل شيئ] حتى أنهم (المتظاهرين) يعرفون أنني كنت أريد الانشقاق، وهم يقولون: انتظر، وتمهل قليلًا، ويجب أن تبقى، لازال لديك عمل في الطبقة، ولكنني لم أعد احتمل، وكان الوضع في بابا عمر، وأهلنا، وأولاد أعمامي جميعهم، وبدأ قصف حمص، فكانت حالتي النفسية سيئة جدًا، هنا أقسمت لهم أنني لن أنزل إلى المظاهرات بعد الآن، وفعلًا بعدها مباشرةً استغل (الأمن) الفرصة، وبدأوا بضرب المظاهرات.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/02

كود الشهادة

SMI/OH/8-12/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

أمني

المجال الزمني

20 تموز/ يوليو 2012

updatedAt

2024/07/17

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-منطقة الطبقةمحافظة الرقة-مدينة الطبقة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة