هنا كان يوجد شاب اسمه براء جوعانة وهو قائد المجموعة لدي -تقبله الله استشهد- وكان خالي أبو يونس يعرف هذا الشاب وكان يتعاملون مع بعض وهو شاب نظيف (محترم ومستقيم) وكل الذين خرجوا في الثورة في أولها من خيرة الشباب لم تكن هناك أموال ولا شيء من مغريات الحياة بالعكس يواجهون تعبًا ويضعون (يدفعون أموالًا من جيبهم ويواجهون كثيرًا من المصاعب، وهنا أتى الشاب براء جوعانة وكان معه [سيارة] "لانسر 83 " وبين القابون وزملكا مناطق حدودية هما ملاصقين لبعضهما وهما جيران، ولكن طبعًا القابون.. ونحن نعرف كل بلد ولماذا اخترت القابون واخترت بلدي وأنت تعرف كل مداخلها ومخارجها وتعرف أين تذهب وإلى من تلجأ وهذا مع من، بينما أنت غريب ستكون لا تعرف شيئًا. وهنا أتى براء تواصلنا معه وهنا أول شيء اشتريت تلفونًا وكان الشباب يشترون خطوطًا وخالي أبو يونس اشترى لي خطًا، وقال لي: أبقٍ هذا معك [سألته:] ومن هذا الاسم (الخط باسم من)؟ قال لي: الله أعلم. وهنا تواصلنا مع براء (أبو يزن كان اسمه) وقال لي: الساعة 08:00 سآتي وأخذك. وأتى إلي وكان معه سيارة "لانسر 83" القديمة حملني وهنا يوجد حاجز واحد بين القابون وهو لم يكن مطلوبًا ولم يكن معروفًا أنَّ هذا الرجل مطلوب للأمن، يوجد أوتوستراد تقطع العبارة في المشاة و أعبر من عند الحاجز وأعود لآخذك من الطرف الثاني، وهنا ليس معي سلاح وأنت هنا ميت إما تموت بشرف أو يعتقلونك، وهنا انتقلنا من القابون إلى زملكا وأنزلني قبل الحاجز وقطعت في المشاة وفي المشاة لم يكن هناك حاجز وهذا الكلام في 2012 كانت الأمور فلتانة أمنيًا لم يكونوا حازمينها (يضبطونها) فهم لم يتوقعوا أن تصل لهذه المرحلة أن يسيطروا [الثوار] وتكون كمية كبيرة (من الثوار) وهم متوقعون أنها أزمة وتمر.

 وهنا أخذني من الطرف الثاني وهنا كانت حارة الشوام في زملكا وكان بيت صديقه هناك وكنا 5 شباب أنا و4 شباب وكنا عساكر منشقين، وهو متنقل كان ليس عليه شيء (غير مطلوب للأمن) يذهب ويأتي ويأتي باحتياجاتنا وأنت ستجلس في الشقة مبدئيًا لن تفعل شيء. نعم ولكن ماذا استفدت أنا الآن؟! لماذا أتيتم بنا إلى هنا فقد كنت جالسًا في الفوج بأمان الله؟ وجلسنا في الشقة ونحن حتى نرتب الأمور، وصرنا نتعرف على المحيط الذي حولنا، ونحن 5 أشخاص كان معنا بارودتان وسنتخاطفها خطيفة فقد كان التجهيز العسكري ضعيفًا حين يكون 5 أشخاص بارودتين هذا إنجاز كبير أنا من سوء حظي أنَّني لم أستطع أن أجلب سلاحي معي، لأنني كنت ممنوعًا من حمل السلاح وهذا كان من سوء حظي [لأن] الشخص [إذا كان] سلاحه في يده لا أحد في العالم يحسن عليه، إما أن أذهب قتيلًا أو أنفد (أنجو) بنفسي لا أسلمهم نفسي، وهنا جلسنا الـ5 أشخاص وأتوا بشخصين آخرين وهنا أصبحنا نُعد سريَّة وقائدنا أبو يزن (براء جوعانة) وقائدنا كان يخدم علينا ونحن عساكر 7 أشخاص لا يريد أن يعرفك العالم (الناس) وممنوع أن تخرج من الشقة، ولا يريد أن يعرفك جارك أنك موجود هنا، وتستطيع أن تجلب من البقالية هو كان يحاول أن يخدمنا ويضع عيونًا علينا في حال أتت كبسة (دورية للأمن) وهذا الحكي في شهر كانون الثاني/يناير وهنا العالم بدأت سرايا ويمكن اجتمعنا نحن في القابون في شهر شباط/ فبراير 100 مقاتل تقريبًا يمكن معنا 10 بواريد -مقاتلين بدون سلاح- والحمد لله نحن بدأنا ونحن سريتنا بقيت 7 أشخاص قائدنا أبو يزن وأسميناها مجموعة مالك. 

[أسميناها مجموعة مالك لأنَّ براء اسمه الحركي هو مالك فصار اسم مجموعتنا هو مجموعة مالك] لأنَّ صار اسم براء وأنت ستتحرك لن يكون اسمك متواجدًا وصاروا يراقبون التلفونات واللاسلكيات ولن تستطيع ذكر اسمك فسمى نفسه مالك وهذا الاسم الحركي ولم يكن هناك اللاسلكيات، والأومايات (جهاز لتوزيع تردد اللاسلكي) ولم تكن موجودة وكله على التلفونات وأسماء الله أعلم لمن -كان الله في عون أصحابها-.

 وهنا تشكلت المجموعة سبع أشخاص وكنا من حي القابون وكان لا يأتي الغريب كثيرًا إلينا كنا من أهل البلد وبراء كان من القابون أقول لك 7 أشخاص وبراء هو من القابون من حي القابون وكنا نعرف بعضنا من قبل الثورة من عائلة فلان أما أشخاص نختلط ببعض هذا من القابون هذا من بيت (عائلة) كذا وهذا من بيت كذا. وهنا جلسنا 7 أشخاص وخلص نريد أن ننتقل من زملكا إلى القابون ونحن آتون من أجل مهمة ولم نخرج لنجلس في البيوت ولدينا مبدأ كيف نطلع مع النظام على المظاهرات؟ يجب نحن نكون في حماية المظاهرات ووضعنا مبدأ: نحن يجب أن نحمي المظاهرات. والشبيحة فقط يعرفون أنَّ المظاهرات محمية فلن تنزل [لتقمعها] منطقة القابون ومنطقة تشرين ملاصقة لنا والشبيحة يأتون [منها] مشيًا إلينا وهنا انتقلنا من زملكا إلى القابون أيضًا من نفس الطريق ويوجد طرقات كثيرة، حقول بيننا ولم يكن هناك هذا التشديد الأمني وانتقلنا إلى حي القابون جلسنا في بيت في حي البعلة وهو في نفس حي القابون وهنا عادت لك الحياة، فأنت تجلس في بلدك وتعرف حاراتك وإذا هربت من هنا تعرف أين تذهب وإلى أين توصلك وغير شكل (الأمر مختلف) حين تعرف تضاريس المنطقة، وهنا صارت هناك مظاهرات وكل جمعة نستنفر مثلما كنا نستنفر عند النظام وكان يجب أن نكون جاهزين وكان معنا بارودتان صاروا 3 وكل شخصين يتناوبان على بارودة وأنا جلست في نقطة أنا والشخص الثاني بارودة واحدة صار شيء كذا صار معك شيء نكون مجهزين أنفسنا. وهنا صار في ساحة الحرية في البعلة وهنا كل يوم أو كل ثلاثاء أو جمعة مظاهرات مسائية، فأغلبية المظاهرات كانت مسائية، الناس تذهب إلى عملها شيء روتيني بعد العشاء في مظاهرة في ساحة الحرية وهي كانت متطرفة على الأوتوستراد والجوية (فرع المخابرات الجوية) كانت على يسارنا والبعلة قريبة على جوية حرستا ونحن سنحدد نقاط من أين سيدخل الأمن وهؤلاء الـ7 أشخاص وهناك غيرنا في غير نقاط نحن مسؤولون عن المحور التابع للمظاهرة الطرف اليساري من ناحية الجوية وكلهم ملثمون هنا لا يوجد وغير شكل أنت حين تنزل إلى المظاهرة يصير أهل البلد وأهلك يهتفون: "الله محيي الجيش الحر" وكانوا يلعنون جيش النظام والجيش السوري خائن حين كنت مع النظام وما شعورك حين يهتفون: "الله محيي الجيش الحر" أنت متأكد أنك ثبتت نفسك أنك في الموقع الصحيح أنَّ مدنيين يهتفون باسمك لا رياء ولا شيئًا من هذا النوع أنت واضع دمك على كفك وتواجه هذا النظام المجرم من أجل مدنيين أبرياء وإذا لم ينصرنا الله الآن سينصرنا لاحقًا.