الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

وقفة أطباء الدراسات العليا احتجاجًا على اعتقال الجرحى من المستشفيات

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:14:06

بالصدفة[عاطف نجيب] كان ضابطًا صغيرًا، عندما كان لدي عيادة في منطقتي في عام 1988 و1989 في بداية عملي، التقيت به، وكان برتبة ملازم أول، وهذه هي البداية، وكان في البداية في الشرطة السياحية، وهذه هي معرفتي به في تلك الفترة، فشخصيته فيها بعض الغباء مع بعض التكبر، وهو أو غيره إذا كان في درعا سيفعل نفس المشكلة، لأن المشكلة بغباء الدولة وليس بغبائه فقط، وأنا أعتقد ذلك.

 أعتقد أن الحراك في جميع المدن السورية وعلى رأسها التأييد لدرعا [من خلال شعار]: "نحن معك للموت". كان بسبب خوف السوريين من أن يستفرد النظام بدرعا كما استفرد بحماة في فترات سابقة، فاندلعت المظاهرات في دوما والزبداني وأكثر المدن السورية بعدها، وكان خوف كل السوريين أن يستفرد النظام بدرعا، وإذا فقدنا درعا سيفعل بها كما فعل في حماة، وخرج شعار: "نحن معك للموت يا درعا". و انخرطت الغوطة والزبداني وحمص وأكثر المدن السورية.

[الوقفة قام بها طلاب الدراسات العليا] هذه كانت نتيجة الاعتداء على الجرحى الذين ذهبوا إلى المستشفيات واعتقال الأطباء، ومن هنا انطلقت فكرة عدم التطبيب في المستشفيات العامة، ومنذ ذلك الوقت أصبح التفكير جديًا بأنه يجب تطبيب كل جرحانا خارج إطار أعين النظام، بمعنى أنه يجب علينا إقامة نقاط طبية أو إحضار الجرحى إلى بعض المستشفيات التي تستطيع التطبيب فيها، يعني كنا نطبب الناس ليلًا في البداية، وبعدها لم نعد نستطيع فعل ذلك في الليل، وبعدها في المستشفيات الصغيرة وبعدها اضطررنا على تطبيبهم في أماكن...، وظهرت فكرة المشفى الميداني من بعد هذه الاعتقالات التي حصلت.

الوقفة قام بها طلاب الدراسات العليا، والحقيقة أنني كنت موجودًا في العمليات، ولكنني أعلم أنهم سيقفون، وقال بعض الطلاب: سنفعل كذا. وأنا قلت لهم: سوف أقوم بتغطية العمليات لأن طلاب جراحة القلب كانوا يريدون المشاركة، ولا يمكنهم إيقاف جراحة القلب، فحصلت الوقفة، وأنا كنت في العمليات في وقتها، والسبب الرئيسي للوقفة هو الاعتداء واعتقال الجرحى من الأطباء، وجاء الأمن، وأخذهم، وضرب البعض، واعتقل البعض الآخر، ونذكر بأنه من أول يوم ضربوا الإخوة، أول شهيد جاء بسيارة إسعاف ومعه طبيب في تاريخ 22 آذار أو 21 ، كان ذلك في درعا، وبينما هو قادم للإسعاف، أطلقوا الرصاص عليهم عند الجامع العمري، جاؤوا من درعا، وبدؤوا يعتقلون كل من...، وأصبح قيامك بالعمل الطبي لأي جريح يجعلك اليوم مجرمًا، وتُسحب إلى السجون. 

 الحقيقة أن يوسف أسعد كان نقيب الأطباء فجاء، وقال: اعتقلوهم أو أطلقوا النار عليهم. وهو يتحدث بهذه الهمجية، ولكن سمير عزاوي طلب منه أن يترك المفاوضات له، وهو يتفاهم مع الأطباء، ويعودون عن الوقفة، والحقيقة أن هذا الأمر مر بأقل الخسائر.

سمير بدأ يتحدث مع الأطباء، وأنا لم أكن موجودًا، ولكنه بدأ يهول القصة، ويقول: اهدؤوا، وربما تؤذون أنفسكم، وتذهبون إلى السجن، ولكنني لم أكن موجودًا.

 أعتقد أنه في كل سورية وليس فقط في وادي بردى، كان هناك أشخاص جاهزون للانطلاق مباشرة وأشخاص لديهم تردد ولكن قلبهم مع الثورة، وهم الناس الحياديون، ويوجد أشخاص مؤيدون وهم قليلون، والشريحة الأكبر هي التي كانت تنتظر، وهي مع الثورة ولكنها لا تستطيع الإعلان، وأعتقد أنه حتى اليوم يوجد أشخاص يجلسون في المدن التي يسيطر عليها النظام، وهم مع الثورة، ولكنهم لا يستطيعون أن يأخذوا قرار الانضمام إلى الثورة، والمنطقة عندنا كانت مثل باقي المناطق، و بدأت الشعارات تُكتب، ويُشتم النظام، ويُسقط النظام علنًا، فكان الناس يأتون إلى المنطقة السياحية، ويرون عبارات مكتوبة فلا يصدقون أنها مكتوبة ضد الدولة في تلك الفترة .

أعتقد أن هذه المظاهرة كانت في شهر أيار/ مايو، وهي مظاهرة كبيرة في المنطقة، وكانوا يجمعون الشبيحة أو العمال بالباصات(الحافلات)، ويعطونهم العصي، حتى يقمعوا أي  مظاهرة، وأخذوهم إلى عين الفيجة، وكانت المظاهرة المركزية في عين الفيجة وعندما جاءت الباصات كان هناك دعم لقوة عسكرية وأمنية مسلحة، وكان سيحصل صدام بين الشبيحة والمظاهرة، وأذكر أنه في وقتها تدخل مدير الناحية وهو برتبة رائد، وطلب عدم إطلاق النار، وحتى إن الناس هجموا على شبيحة النظام، وكسروا الباصات، وأخذوهم إلى النبع، ووضعوهم في داخل النبع، وحصلت مفاوضات حتى تم إخراجهم من المنطقة، وهذه كانت أول مرة وآخر مرة يأتون فيها، وبعدها لم يتدخل النظام إلى أن جاء في بداية عام 2012، واقتحم المنطقة عسكريًا.

بصراحة، كان لدينا خوف من أن يحصل حمل للسلاح، وجميعنا يعلم بأن النظام كان ينتظر هذه الفرصة، وحمل السلاح سيجعله يرد علينا بالعنف؛ لأنه لا يوجد توازن عسكري بيننا وبين النظام، وكان يخاف من المظاهرات، وكانت تهزه، ونحن لا نتخيل كم كانت المظاهرات تقض مضاجع النظام، وكذلك شتمه، والحقيقة إن شتم رأس النظام وشتم حافظ الأسد -وهو يعتبر قديسًا- كان هذا الأمر يهز أركانهم، وعندما جرهم إلى العمل العسكري فلم يعد هناك توازن، والنظام لديه قوة أقوى منا بكثير، وحتى إنه صرح بهذا الأمر، وقال اللواء علي درغام: نحن سنستخدم الطيران. وهذا الكلام كان في عام 2011، وفي وقتها كان هناك القنص، وقال: سنستخدم الطائرات الحربية. وكان النظام جاهزًا، وكان ينتظر الفرصة حتى تحصل حرب غير متكافئة. وفعلًا، أفرط النظام بالقتل حتى اضطر الناس إلى حمل السلاح، وأعتقد بأنه قد تغير مسار الثورة، ولو استمرت المظاهرات فأعتقد أن النتائج كانت ستختلف، ولكن في الحقيقة هذا الأمر فُرض فرضًا على الشعب السوري.

أنا أعرف مناطقنا، وهي ربما تختلف عن باقي المناطق، ومنطقتنا دائمًا فيها سلاح، ولا يوجد منزل إلا وفيه قطعة سلاح، والنظام يعرف هذا الموضوع، ومن السهل أن يكون لديك سلاح، فحمل السلاح كان سهلًا جدًا، وطبعًا لا يوجد دبابات ولا "أر بي جي"، وكان السلاح عبارة عن مسدس أو بندقية آلية، وهي كانت موجودة في المنطقة، وكل الناس يعرفون هذا الموضوع.

كل المناطق الحدودية في سورية يوجد فيها تهريب -وهنا منطقة إعزاز يوجد فيها تهريب- و كنا في منطقة متاخمة للبنان وكان فيها تهريب، والحقيقة أن النظام له دور في التشجيع، وهو يكون شريكًا دائمًا في جزء منها، والمناطق والقرى التي يحصل فيها تهريب لا يوجد فيها تعليم، وتجد أن تعليمها قليل، وهذا من مصلحة النظام، والمناطق لا يوجد فيها تنمية تعليمية ولا غيرها، ويعمل سكانها في التهريب، ثم يأخذها النظام منهم دفعة واحدة بتصوري، وكان النظام يستخدم المهربين في فترات معينة وفي كل الأماكن وليس في منطقتنا فقط، فمنطقتنا -كما ذكرت- من القرى الحدودية وكاللعبة التي يلعبها في كل المناطق. 

أول مذكرة توقيف بحقي كانت في تاريخ 26 نيسان/ أبريل 2011، والحقيقة أنه أحدهم أخبرني بأنه صدرت في حقي مذكرة توقيف، وطبعًا في وقتها كانت المذكّرة تُعمم، وتذهب إلى الحدود والمطارات، ولكن بعد تلك الفترة توقفوا عن تعميمها، وأنت لا تعرف إذا كنت مطلوبًا، والشخص يجب أن يسأل شخصًا آخر يعمل في هذا المجال حتى يعرف إذا كان مطلوبًا؛ لذلك النظام عمد إلى إيقاف تعميمها على المعابر الحدودية، وأصبحت فقط ضمن فروع الأمن. وفي تلك الفترة، كان اسمي معممًا، وأحدهم قال لي: البارحة جاء تعميم باسمك. وطبعًا أنا غادرت دمشق لعدة أيام حتى حصلت بعض الاتصالات، وأخبروني بأنه يجب عليّ أن أذهب إلى فرع الأمن والقيام بتسوية وضعي. وطبعًا كان الأمن السياسي، وبعدها عدت إلى المستشفى، وأخذوني من المستشفى بطريقة لائقة، وقضيت يومًا كاملًا في التحقيق، وكانت لديهم طريقة في التحقيق، ويأتي أول شخص ويستجوبك، ثم يأتي شخص رتبته أعلى وهكذا ثم يأتي رئيس الفرع، وهم يعتمدون ذلك، وربما كانوا أكثر لطفًا معي، وجميع السوريين ذاقوا عملية التحقيق، وأكثر السوريين لديهم هذه التجربة.

أذكر أنها كانت تبدأ بالتكبير والطرق على الطناجر، وكان العرعور يدعوا لها، ومناطقنا مثل باقي المناطق، فقد قاموا بالتكبير وطرق الطناجر وبعدها المظاهرات العلنية مثل باقي المناطق.

استطاع النظام عبر المنظومة الزمنية الطويلة أو الأمنية المتراكمة أن يوجد في كل حلقة مهما كانت صغيرة مخبرًا سواء على المستوى المهني أو على المستوى الجغرافي وحتى على المستوى العائلي للأسف، وكان لديه اختراق لهذا الموضوع، ودائمًا يوجد مخبرون، وهذا الأمر موجود في كل سورية، وأنت قد يمكنك أن تكتشفهم في باقي المناطق، ولكن أسلوب النظام كان هكذا، حيث قام بتجنيد جزء مهم من الشعب السوري وعدد كبير وعلى جميع المستويات وفي كل الحلقات الاجتماعية والوظيفية والتعليمية والجغرافية والسياسية، فدائمًا لديه من يرسل له التقارير الدورية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/05/08

الموضوع الرئیس

انطلاقة الثورة في درعا

كود الشهادة

SMI/OH/80-08/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار - أيار 2011

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة ريف دمشق-وادي بردى

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن السياسي في دمشق

فرع الأمن السياسي في دمشق

الشهادات المرتبطة