الاستقرار في مدينة الباب وتأسيس الهيئة الثورية ومجلس محافظة دير الزور
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:44:13
دخلنا إلى مدينة الباب في الشمال السوري المحرر في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2017 وكان النازحون اللاجئون من كل المحافظات يتوافدون بكثرة إلى مدينة الباب، ونحن سكنا في قرية غديران على بعد 4 كلم من الباب، وهي قرية هادئة محيطة بالباب واستأجرنا منزلًا هناك وأقمنا به، وكانت الحياة في مدينة الباب عادية جدًا وأجرة المنزل رخيصة والمواد الغذائية متوفرة ولا توجد صعوبات [في] الحياة، ولكن مع توافد الأعداد الكبيرة من المهجرين نحو مدينة الباب أخذت الباب تأخذ طابعًا مختلفًا عن السابق يعني حتى أهل الباب تفاجؤوا بنمط الحياة الذي بدأ يفرض نفسه على الواقع.
نحن أحضرنا معنا بعض المؤن الغذائية ولدينا بعض المال، وكانت تأتينا معونات من المنظمات العابرة، وهم يعرفون أننا نازحون فيقدمون لنا موادًا غذائية وألبسة.
بقينا في قرية غديران حوالي سبعة شهور، وأذكر أنه في شهر أيار/ مايو عام 2018 وهنا يوجد أمر أريد التحدث عنه أنه في الباب يوجد نازحون من جميع المحافظات السورية والقليل أو القلة من درعا والسويداء والحسكة، ولكن [من] حمص وجنوب سورية... وكان جنوب سورية يمثل دمشق وما حولها ودرعا والسويداء ومنطقة الوسط وهم الأكثرية وهي مدينة حمص وتدمر وما يحيط بالمنطقة الوسطى، والمنطقة الشمالية حلب، والمنطقة الشرقية دير الزور والرقة، ونحن طبعًا من دير الزور من البوكمال ويوجد جالية من السفيرة التابعة لحلب ويوجد منهم الآلاف ولهم حياتهم الخاصة وسجلاتهم، وكذلك الحال بالنسبة لأهل حمص وتدمر وأهل العشارة والميادين وكل مدينة لها مواطنوها.
تم تأسيس المجلس المحلي لمدينة الباب وأصبح من المفروض أن يتم إحصاء للمتواجدين على أرض الباب، وفكروا بوضع مختار لكل مدينة، وتم اختياري كمختار لمدينة البوكمال في مجال الأحوال المدنية، وأنا ابن البوكمال وعندي كل الإحصائيات بشكل كامل وتم تزويدي بختم من المجلس المحلي لتجهيز الأوراق وشهادات التعريف والزواج والطلاق والأمور الشخصية والمغادرة وأكثرها يتعلق بسندات الإقامة وبطاقة الأحوال المدنية، وعملت تقريبًا حتى عام 2020 يعني حوالي أكثر من سنتين، وقدمت الخدمات على أكمل وجه وساعدت قدر الممكن وكنت متعاونًا جدًا مع المجلس المحلي.
أنا مواطن ولم أكن سياسيًا، ولم يكن لدي انتماء سياسي لأن مهنتي في البداية خطاط ورسام في المدينة وهوايتي هي صيد السمك ولم يكن عندي اهتمام بالسياسة، ولكن بما أنني أصبحت في المجلس المحلي والمجلس المحلي يتبع للحكومة المؤقتة، والحكومة المؤقتة تتبع للائتلاف والائتلاف تحت الرعاية التركية فإذًا لابد أن يكون للثورة نصيب من هذا العمل فانضممت مباشرة، وعندما أصبحت مختارًا رفعت علم الثورة داخل المكتب، بالإضافة إلى العلم التركي، واستأجرت مكتبًا في مدينة الباب في مركز مدينة الباب، وبدأت أعمل، وتعرفت على وجهاء الباب والمسؤولين والعسكريين والفصائل، وطبعًا باستمرار العمل لابد أن تنمو معه المعارف، وبقيت حتى عام 2021، وفي عام 2021 أصبح الوضع الإقليمي المحيط في المنطقة يأخذ خطورة وخاصة مناطقنا الشرقية والشمالية وعندما هجم أكراد قنديل على الحسكة ونكلوا بالعشائر العربية والعشائر العربية أغلب أبنائها متواجدون تحت الرعاية التركية في مدينة الباب في الشمال السوري وبقية الأبناء موجودون هناك في ظل حكم الأكراد، والأكراد وتركيا أعداء وغير متوافقين وخصوم بين بعضهم، وهنا كان لابد من تنظيم إحصائيات بحيث تأخذ الثورة طابعًا لأن الكثير من الثوار المتواجدين في الباب هم كانوا في الثورة داخل مناطقهم ومتواجدين حاليًا في مدينة الباب ولا يزالون، ومنهم من التحق مع الفصائل المتعددة وتقريبًا في كل فصيل يوجد من كل المحافظات، ومثلًا: أحرار الشرقية أكثرهم من مناطق دير الزور، وجند الإسلام أكثرهم من الشام والغوطة والفصائل المتواجدة في الباب فيها جالية ومنتسبون من المنطقة التي خرجوا منها، ويوجد بيننا تعاون مع الفصائل تعاون بين المدنيين والعسكريين والوجهاء وأصحاب النفوذ والموظفين.
تم تعييني مختارًا، وتم تعيين المخاتير من جميع المحافظات، وكنا تسعة مخاتير من المحافظات السورية و21 مختارًا من الباب ومحيطها، يعني كان عددنا 30 مختارًا تم تعييننا بشكل رسمي في مدينة الباب منهم تسعة مخاتير تابعون للمهجرين من محافظات سورية و 21 مختارًا من الباب والقرى المحيطة بها.
بدأت أمورنا تنتظم شيئًا فشيئًا وأنشأنا رابطة مهجري سورية وأصبحنا نلتقي ونتعرف على بعضنا، ونوحد الخطوات في العمل الثوري والعمل الإنساني أو الإغاثة وحياة الناس وكيفية التعامل مع أصحاب الأرض وأصحاب المنطقة التي نحن بها والمهام المطلوبة تجاه الراعي التركي الذي يدير المنطقة.
انتقلنا إلى تأسيس روابط ثورية مستقلة لكل مدينة، وكل مدينة أنشأت رابطة خاصة بها تجمع الثوريين الذين كانوا يعملون معًا وصنفتهم ضمن روابط، وكل رابطة لها بيان تأسيسي ولها نظام داخلي ونموذج عمل وأعضاء وإدارة ومكاتب تنفيذية وتواصل مع المنظمات، يعني يوجد لها ممثلون لباقي الروابط أو باقي المسؤولين، يعني أنا عندي ممثل لدى الفصائل العسكرية وممثل لدى المجلس المحلي وهذا اسمه نظام روابط.
في تاريخ 7 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2020 تم تأسيس الهيئة السياسية الثورية لمحافظة دير الزور، وتم اختيار مدينة الباب لإجراء الانتخابات للأعضاء والمكاتب؛ لأن الباب هي أكبر مدن الشمال والمناطق المحيطة بها: جرابلس والراعي وعفرين وكلها قريبة ومحيطة بمدينة الباب، ولكن المركز الرئيسي كان هو مدينة الباب هذا في الشمال المحرر، ونحن نتحدث عن الأعضاء المتواجدين في الداخل السوري، وأما بقية الأعضاء فإنهم متواجدون بين تركيا وأوروبا والخليج وهم بقية أعضاء الهيئة، وما زالوا متواجدين، وتم تأسيس الهيئة السياسية وتشكلت المكاتب وكنت أنا في مكتب الدراسات الاستراتيجية والإحصاء واستمرينا إلى يومنا هذا.
الهيئة السياسية اعتمدت بالنسبة للموجودين في الداخل السوري على الروابط أو الكيانات أو التجمعات أو الأفراد المستقلين، ويوجد 22 كيانًا ورابطة وجسمًا مستقلًا هم الذين اشتركوا في تأسيس الهيئة السياسية الثورية لمحافظة دير الزور، وطبعًا نحن أسسنا قبل تأسيس الهيئة السياسية أسسنا تجمع الشرق الثوري، وكانت الفكرة أن يضم المحافظات الشرقية، مثل: دير الزور والحسكة والرقة، ولكن بسبب الترهل وبطء الحركة وعدم الاهتمام أدى [ذلك] إلى فشل، ولم يلتحق أهل الرقة والحسكة وبقينا في تجمع الشرق الثوري لمحافظة دير الزور، ولا يزال قائمًا حتى الآن ونحن أصلًا خرجنا منه إلى الهيئة السياسية يعني تقدمنا إلى الهيئة السياسية عن طريق تجمع الشرق الثوري، ونحن أصلًا في الرابطة الثورية لمنطقة البوكمال ريفًا ومدينة.
كان من إنجازات الهيئة السياسية لمحافظة دير الزور هو العمل على إنشاء مجلس محافظة دير الزور، وتم هذا فعلًا وتم تأسيس مجلس المحافظة في شهر تموز/ يوليو أو شهر أيار/ مايو في عام 2021 وتم تأسيس مجلس محافظة دير الزور بواسطة انتخابات جرت في مقر الحكومة المؤقتة في كفر جنة في عفرين وبحضور وزير الدفاع ووزير الإدارة المحلية والمتواجدين والكادر الحكومي الموجود والحكومة المؤقتة والائتلاف، وتم انتخاب أعضاء مجلس المحافظة وتم اختيار مدينة الباب حتى يكون المقر الرئيسي فيها.
مجلس المحافظة لأنه يقع ضمن الداخل السوري فإن عمله سوف يكون في الداخل السوري ضمن مدينة الباب وباشر أعماله، وكنا موظفين فيه وأنا ما زلت في المكتب الصحي في مجلس محافظة دير الزور.
مهمة مجلس محافظة دير الزور هي التواصل مع المنظمات وتأمين دخول الإغاثات عن طريق تركيا وتسهيل التواصل مع المجالس المحلية وإقامة العلاقات والروابط مع بقية الكيانات والمجالس العاملة داخل مدينة الباب وتمتين العلاقات مع الجهات الشعبية الموجودة والوجهاء وأبناء المنطقة، والأمور كانت أكثر من ممتازة ولا توجد أي صعوبات، وكل إنسان له عمله والمجلس المحلي العام في مدينة الباب الذي أسسه أهل مدينة الباب هم مسؤولون عن باقي المحافظات المتواجدين، وهذا طبيعة عمل أهل الأرض والعلاقات معهم ممتازة جدًا.
يوجد هناك وجهاء الباب والتعاون معهم جيد ومع الفصائل العسكرية المتواجدة بغض النظر عن منطقتها، وكانت العلاقات ممتازة وتواصلنا مباشر مع الحكومة المؤقتة أو مع المكاتب التنفيذية للهيئة السياسية التي تعنى بالشأن السياسي في المنطقة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/08/10
كود الشهادة
SMI/OH/139-09/
أجرى المقابلة
همام زعزوع
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2017 - 2021
updatedAt
2024/08/12
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-منطقة عفرينمحافظة حلب-كفر جنةمحافظة حلب-مدينة البابشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الهيئة السياسية الثورية لمحافظة دير الزور
المجلس المحلي لمدينة الباب
حزب العمال الكردستاني
مجلس محافظة دير الزور
رابطة مهجري سوريا في منطقة الباب
الرابطة الثورية لمنطقة البوكمال
الحكومة السورية المؤقتة - الحكومة الخامسة
تجمع الشرق الثوري